شريعتمداري:مناهضة الاستكبار لاتعني تلبيد الاجواء بل صون كرامة وامن ومصالح الشعب
طهران- كيهان العربي:- اعتبر الاستاذ حسين شريعتمداري , مدير مؤسسة كيهان, لدى حضوره احتفالات عشرة الفجر في قم المقدسة , الاحد الماضي , اعتبر مناهضة الاستكبار العلامة الفارقة بين الاسلام الاصيل والاسلام الاميركي , قائلا: ان دخول اشخاص لا يؤمنون بمناهضة الاستكبار, الى مجلس الشورى اشبه بتقديم الخطوط الامامية في الحرب للعدو.
وقال الاستاذ شريعتمداري: نشهد اليوم على الساحة السياسية للبلاد بروز تيار, ليس غير مؤمن بعملية مواجهة الاستكبارو حسب وانما برهن في مراحل مختلفة تماهيه والعدو الخارجي وتعاطفه معه. هذا التيار اقدم في الدورة السادسة للمجلس عن طريق الاعتصامات وتقديم الاستقالات, على الخروج من الحاكمية, فلم يوفقوا وهرب بعض رموزه للخارج طلبا للجوء.نفس هذا التيار خطى خطوة اوضح في فتنة 2009 من خلال دعم الاجنبي على الخروج من الحاكمية, وبلغ بهم الامر ان طلبوا من اميركا تضييق الحصار على الشعب والحكومة بفرض العقوبات المشددة على ايران. وكان مصيرهم الفشل، ليقاطعوا الانتخابات في الدورات اللاحقة، كانتخابات المجلس للدورة التاسعة تحديدا.
واشار شريعتمداري الى نماذج اخرى من الاعيب هذا التيار قائلا: انهم يوجهون سهاما الى الحصون وحماة الحصون المانعين من نفوذ اذناب الاعداء الى الدوائر المصيرية، ومنها مهاجمة رسالة واصالة مجلس صيانة الدستور والذي يمثل الدرع الواقي للثورة، ومهاجمة العناصر الحزب اللهية الوفية للنظام.
وتناول مدير مؤسسة كيهان تبعات حضور التيارات الغير مؤمنة بمنهاضة الاستكبار في الدوائر المصيرية كمجلس الشورى الاسلامي، قائلا: اذا ما حضر مرشحو هذا التيار في بيت الشعب، فانهم سيحولون دون مواجهة الابتزاز الاميركي وحلفاء اميركا، بذريعة المحافظة على صفاء الاجواء، وبذلك سيعرضوا المصالح القومية للخطر، ولهم تاريخ اسود بهذا الخصوص. وبذريعة كسب ثقة الخصوم، سيضحون بمبادئ الثورة التي تمثل شواخص قدرة النظام الاسلامي الواحدة تلو الاخرى، فيستبدلوا "اشداء على الكفار" بـ"رحماء بينهم" ويستعيضوا اكفهرار الوجه امام الاعداء الى اللين والمداهنة. فيما يهاجموا ابناء الشعب ويذلوا الاقربين.
واستطرد الاستاذ شريعتمداري بالقول: ان الاميركان قد اعلنوها صراحة نهارا جهارا ومرارا، بانهم وضعوا خطة الاطاحة بالجمهورية الاسلامية على شكل مرحلتين.
المرحلة الاولى، تغيير السلوك، فيما الثانية، تغيير النظام. هذه الخطة تستبطن امرا خبيثا، كان لها سماحة القائد، بحكمته المعهودة، وكشف عنها النقاب، حين قال، تغيير السلوك هو نفسه تغيير النظام، اذ ان الجمهورية الاسلامية الايرانية اذا افرغ من محتواه وهو بحد ذاته سلب معتقدها، كباقي الدول التي تطلق على نفسها الجمهورية الاسلامية، الا ان الشيء الوحيد الذي يفتقدونه الاسلام.
وقال شريعتمداري: ان المرشحين من تيار لا يعادون الاستكبار، اذا تغلغلوا لمراكز صنع القرار السياسي لنظام الجمهورية الاسلامية، وبالنظر للشواخص التي تمت الاشارة لها، سيفرغوا مبادئ الجمهورية الاسلامية من داخلها، وهو بالضبط الفكرة المثالية لاميركا في قلب النظام عن طريق تغيير السلوك.
وخلص الاستاذ شريعتمداري في حديثه الى الاشارة لنماذج من السلوك العدائي الاميركي مع ايران لاكثر من 35 عاما، ليخرج بنتيجة مفادها، بان ايران النموذجية بالنسبة لاميركا هي الدولة الضعيفة الفوضوية الفقيرة والمتخلفة، متسائلا: هل ان ما قيل يمثل شعارات ام حقائق لاتقبل التأويل، قائلا: ان مناهضة الاستكبار على العكس مما يشيعه اعداء الخارج والبعض في الداخل، ليس تلبيد الاجواء، وانما هو صون الاستقلال والحرية والمصالح القومية وكرامة ايران والايرانيين.