صمام أمان العراقيين
مهدي منصوري
بعد قرار المرجعية العليا في النجف الاشرف المتمثلة بالمرجع الاعلى السيد السيستاني بانها "لم تطرح رؤاها السياسية كما هو المعتاد بل اوكلته الى مستجدات الاحداث"
اخذت بعض الاوساط المعادية للعملية السياسية القائمة اليوم في العراق التصيد بالماء العكر بحيث اعتبرته انهزاما او تراجعا عن مسؤوليتها التي تحملتها منذ التغيير ولهذا اليوم ، وقد خرجت على الملأ بعض الرؤى والافكار التي تناولت هذا الامر وبصورة سلبية من دون النظر الى الامر بعمق اكبر.
ومن الواضح ان موقع المرجعية العليا لدى الشعب العراقي لايمكن ان يحل محله احد وانها تمكنت وخلال الفترة المنصرمة ادارة الاوضاع وبصورة منعت او وقفت سدا منيعا امام كل المؤامرات التي حاولت ان تذهب بالعراق الى ما لا يعلمه الا الله، واكبر دليل على ذلك هو دعوتها لابناء الشعب العراقي بالالتحام للدفاع عن المقدسات في العراق من خطر الارهاب المدعوم اقليميا ودوليا وقد جاءت الاستجابة لهذه الدعوة في وقت قياسي اذهل كل المراقبين من اعداد تشكيلات الحشد الشعبي والتي تمكنت ان تدحر الارهاب وبصورة جعلت منه زرافات ووحدانا وبذلك افشلت مخخطا كبيرا كان يستهدف العراق والعراقيين.
ولذا فان قرار المرجعية العليا بالامس قد يكون هو عين الصواب خاصة وان العراقيين وبعد اكثر من عقد من الزمان تمكنوا ان يشخصوا الاشياء وعرفوا عدوهم من صديقهم ومن الذي يريد لهم الخير او يريد لهم الشر وقد اتضحت الصورة بحيث يتمكنون من اتخاذ قرارهم في مجمل القضايا، لذلك فانها رأت من المصلحة في الوقت الحالي ان تضع نفسها في مكان المشورة، وبنفس الوقت بنفس تبقى كالحارس الامين الذي يرقب الاوضاع عن كتب ويتدخل في الوقت المناسب فيما ادا اقتضت الحاجة الى ذلك.
لذا نقول للذين وجدوا في قرار المرجعية الاخير فرصة سانحة لكي يبثوا سمومهم من اعداء العراق ومن اي اتجاه كان ان يقفوا عند حدهم وان لا تأخذهم حالة الانتشاء والفرح من ان الساحة بقيت بعيدة عن المرجعية لكي يفعلوا ما شاءلهم اوينفذوا خططهم الاجرامية ضد ابناء الشعب العراقي.
ان العراقيين وعلى مختلف مسئوياتهم وطوائفهم قد اعلنوا وفي مناسبات عدة انهم يحترمون رأي المرجعية العليا لانها لا ترى الا مصلحة العراق ومصلحتهم، لذلك فانهم وجدوا في هذا القرار حالة ايجابية من انهم وصلوا فيه الى النضج السياسي بحيث يستطيعون ان يديروا شؤونهم وبالصورة التي تضمن وحدة العراق ارضا وشعبا خاصة بعد ان ابعدوا شبح الارهاب عن مدنهم وقراهم ووضعوه في الزاوية الضيقة بحيث اصبح لايستطيع حتى الدفاع عن نفسه بل اخذ يلجأ الى الدول الاجنبية لكي تضمن له الحماية والبقاء.
ولذا وفي نهاية المطاف فان المرجعية العليا ستبقى دوما هي صمام الامان لهذا البلد وانها لايمكن في يوم من الايام ان تدير ظهرها أوتنسحب من الميدان كما يحلوا للبعض تفسير قرارها الاخير.