ايران تسابق العصر تقدما
انتصار الثورة الاسلامية في ايران في سبعينيات القرن الماضي بقيادة الامام الخميني (قدس سره) هو بحد ذاته يعتبر اشبه بالمعجزة، لانها بزغت في عصر كان مفهوم "الدين افيون الشعوب" طاغيا على الجميع واذا بمرجع ديني كبير كالامام يخرج من الحوزات العلمية ليقود ثورة دينية تتطابق تطلعاتها مع جميع مقتضيات العصر تمدنا وحضارة وتقدما في جميع مناحي الحياة السياسية والعلمية والاقتصادية والاجتماعية والثقافية وحتى الفنية. واذا ما استقرءنا ولو على عجالة الانجازات الكبيرة التي حققتها الثورة الاسلامية خلال "37 سنة" من عمرها رغم الحرب الشرسة التي فرضت عليها لمدة ثماني سنوات ورغم الحصار الظالم الذي بدأته اميركا منذ يوم الاول لانتصارها واستمر وتيرته تصاعديا حتى توقيع الاتفاق النووي والذي لم تتضح بعد معالمه بشكل نهائي، هو الاخر اشبه بالمعجزة لان ما تحقق من انجازات عظيمة في جميع المجالات العلمية طيلة هذه الفترة وفي ظل الحصار وبالامكانات المتوفرة امر لا يصدق وفوق التصور لكن ارادة العلماء والخبراء الايرانيين المتلزمين صنعوا المستحيل لانهم كانوا يدخلون مختبراتهم وهم على وضوء وعندما خصبوا اليورانيوم بدرجة 20 % طار عقل الغربيين وكادوا لا يصدقون ذلك اهم في يقظة ام يسمعون ذلك في المنام.
واليوم بفضل الله سبحانه وتعالى وعناياته السديدة والعمل الدؤوب والمتواصل لعلمائنا الاجلاء خاصة الشباب الملتزم منهم دخلت ايران النادي النووي العالمي ومن بواباته الواسعة لامتلاكها دورة الوقود كاملة وبذلك تعد اليوم الثامنة عالميا في هذا النادي. اما على الصعيد الفضائي فقد قطعت اشواطا كبيرة في مجال ارسالها للاقمار الاصطناعية والمسابير الى الفضاء خلال السنوات الاخيرة وهي اليوم احدى الدول الست في النادي الفضائي العالمي التي تمتلك تقنية وتصنيع واطلاق الاقمار وارسالها لكائن حي وعودته الى الارض سالما.
واذا ما دخلنا عالم النانو والليزر الذي يعتبر من احدث العلوم تطورا فان لايران اليد الطولى في ذلك لان النانو بات يستخدم في اكثر الصناعات ويشكل علامة فارقة لتقدم البلدان صناعيا وها هي ايران تعتبر السابعة عالميا والاولى اقليميا في هذا العلم. اما في الطب وعالم الادوية فقد حققت ايران انجازات منقطعة النظير وهي اليوم تعتبر قطبا طبيا في غرب آسيا يقصدها الكثيرون من ابناء المنطقة للعلاج واجراء العمليات الجراحية المتطورة والدقيقة.
واذا ما تطرقنا للصناعة بشقيه المدني والعسكري فهناك آفاق كبيرة تفتح امامنا بدءا بصناعة السيارات والطائرات وخاصة المقاتلة وكذلك بدون طيار القاذفة للصواريخ والسفن بانواعها المختلفة كالمدمرات والغواصات والفرقاطات والزوارق السريعة اما قوتها الصاروخية فهو امر مزلزل ويرعب الاعداء ومرورا ببناء السدود والجسور والطرق والتي تعتبر الرابعة عالميا وانتهاء بالصناعة النفطية بمراحله المتعددة من كشف وحفر للابار وبناء للمصافي ومعامل البتروكيمائيات.
اما ما كان لافتا ومذهلا هو ما حصل في مجال نسبة التطور العلمي في ايران قياسا بمعدلاته في العالم حيث سجلت ايران وفقا لاحصاءات الجهات العالمية المختصة بان تطورها العلمي بلغ 13 ضعفا للمعدلات العالمية ووصلت مرتبتها الى السادسة عشر في انتاج العلوم والمقالات في العالم حيث تجاور نمو انتاج المقالات العلمية لديها الـ 25%. ان هذه الانجازات العلمية الكبيرة والعظيمة ما كادت لتحقق في ايران بعد انتصار ثورتها الاسلامية لو لا استقلال قرارها وسيادتها وارادتها وحنكة وحكمة وتدبير قيادتها الفريدة والشجاعة سواءا في عهد الامام الخميني رضوان الله عليه او في عهد خلفه الصالح الامام الخامنئي.