سوريا والمفاجآت القادمة
لا يخفى على المتابعين للازمة السورية ومسار الحرب فيها وهي تطوي عامها الخامس بان معركة كسر الحصار على بلدتي نبل والزهراء المباغتة كانت معركة نوعية حيث فتحت الطريق امام الجيش السوري وقوى المقاومة معها لتحرير كامل الريف الحلبي حتى الحدود التركية والتي لا يفصلها عن ذلك سوى 16 كم. هذه المعركة تعتبر ضربة قاصمة ونهائية للمشروع الصهيو اميركي المتمثل بتحقيق حلم ايجاد منطقة آمنة اوكلت للقيادة التركية وبقيت تردده لسنوات دون ان تتجرأ ومعها الناتو على اقامتها. وان اليوم اكثر ما يخشاه معسكر الناتو والدول الاقليمية المتحالفة معه هو قطع الطريق نهائيا على الامدادات اللوجستية القادمة من الاراضي التركية الى داعش واخواتها في هذه المنطقة وبالتالي صدور شهادة وفاة لهذه القوى التكفيرية التي راهن حلف الناتو بقيادة اميركا عليها لاخراج سوريا من محور المقاومة وتدميرها خدمة للعدو الصهيونية وتوفير الحماية له، لكن يبدو ان معركة نبل والزهراء الفاتحة لانتصارات قادمة اكبر قد بددت كل الاحلام البائسة وحولتها الى كابوس ترشحت علائمها من خلال التصريحات الانفعالية التي صدرت من اكثر من مسؤول غربي وعربي وتركي حول تداعيات التطورات الميدانية المفاجأة في الريف الحلبي الذي ينذر بوقوع منفاجآت اكبر تقض مضاجع المتآمرين على سوريا ودورها في محور المقاومة. وما صدر عن الرياض مؤخرا وفي ساعة متأخرة من الليل يدل بشكل واضح ان هزيمة التكفيريين في نبل والزهراء قد هز عرش بني سعود مما اضطرهم الى الصراخ في الظلام لعوامل عديدة في وقت يعرفون هم قبل غيرهم انهم لم يمتلكوا جيشا ليقاتل ولو كان لديه لدافع عن حدودهم امام الضربات الموجعة لقوات انصار الله ومنع توغلها في المواقع والبلدات السعودية واذا كان الهدف من هذا الاعلان هو تجميع مرتزقة من مصر والسودان والاردن والامارات وقطر وغيرها باسم الجيش السعودي وارسالهم الى سوريا عن طريق تركيا لدعم داعش واخواتها ورفع معنوياتهم المهادة ما تهم يرتكبون خطأ اكبر وافدح بسبب استباحتهم للارض السورية وهذا يعني بانهم يطلقون رصاصة الرحمة على انفسهم كما عبر عن ذلك اللواء جعفري القائد العام لحرس الثورة الاسلامية.
يبدو ان الاميركان لم يجدو نظاما اكثر غباء وجهلا في المنطقة من النظام السعودي حتى يوكلوا اليه هذه المهمة التي تضع المنطقة فوق فوهة بركان لا تحمد عواقبها الكارثية وهذا الامر غير مسموح به لانه من غير المعقول ان تجازف اميركا وغيرها اللعب بهذه النيران التي تحرق اصابعهم واصابع اذيالهم في المنطقة اولا. ويمكننا اعتبار كل ما صدر في هذا المجال مجرد استعراض للعضلات وتصعيد للموقف بهدف التخويف لدفع الجهات الاقليمية والدولية لمزيد من التدخل لحل الازمة السورية التي اصبحت تشكل فضيحة وفشلا ذريعا لهذه الجهات مجتمعة فيما يظهر للعيان بان الرئيس الاسد ونظامه اليوم اقوى من الماضي وقادر على تجاوز هذه الازمة وبناء سوريا من جديد تلعب دورا اقليميا متميزا في محور المقاومة.