الاعتراف المؤلم
امير حسين
في تصريح لافت ومدهش ادلى به احد القيادات الصهيونية وهو "تمير باردوا" رئيس الموساد الصهيوني مؤخرا بان الحرب مع الفلسطينيين هي اكبر خطر يهدد كيانه وليس البرنامج النووي الايراني الذي طالما حاول القادة الصهاينة ان يرفعوه شماعة لابتزاز الغرب والعرب المتصهينين بانه يشكل خطرا على المنطقة والعالم ولابد من مواجهته. ولسنا هنا بصدد مناقشة تراجع الموقف الصهيوني من البرنامج النووي الايراني وما يؤشر اليه هذا التصريح، بقدر ما نريد ان نعرج على التطورات المتسارعة في الضفة وبالاخص في غزة من عدوان سافر وبربري على اهلها الذين يفطرون ويتسحرون على القصف الوحشي للطيران الصهيوني واختلاط موائدهم بدم ابنائهم وسط صمت عربي ودولي مريب لايمكن السكوت عليه.
يبدو ان العدو الصهيوني الذي حاول كثيرا ان يبعد الخطر الداخلي الفلسطيني عن نفسه ويصور للعالم بان الخطر عليه من الخارج وهو من ايران لاهداف معلومة اضطر اخيرا ليعترف بالواقع بان الشعب الفلسطيني صاحب الارض الحقيقية هو اكبر خطر يهدده لانه شعب صامد ومقاوم منذ اكثر من سبعة عقود ومصر على استعادة حقوقه وارضه مهما طال الزمن وكثرت التضحيات.
وما تشهد غزة من شراسة للعدوان تعتبر هي الاعنف منذ سنين دلالة على ارتباك العدو الصهيوني وخوفه من نتائج هذه المعركة التي بدأها وهو واثق بان نهايتها ليست بيده وستجلب لها كوارث لا تحمد عقباها خاصة وان المقاومة الفلسطينية قد طورت خلال السنوات الاخيرة من اساليبها القتالية وكذلك صواريخها ودقة اصاباتها وسط تراجع فعالية القبة الحديدية التي بانت بشكل واضح وهذا ما ينعكس سلبا ويشكل خيبة امل للمجتمع الصهيوني وانهياره نفسيا ليحضر بدوره لهزيمته العسكرية. وباعتراف العدو فقد دكت يوم امس صواريخ المقاومة سدوت واشكول وبئر السبع وبقية المستوطنات الاخرى مما سبب ارباكا كبيرا للمجتمع الصهيوني في وقت لم يستخدم بعد المقاومة الفلسطينية صواريخها المتطورة التي تصل مداها الى تل ابيب وباقي الاراضي المحتلة ولم تعلن شيئا عن ذلك لانه سيبقى في دائرة المفاجات التي تصدم العدو وتربك حساباته وهذا مرتبط بسير مراحل هذه المعركة وظروفها لذلك من حق رئيس الموساد ان يعترف بان الشعب الفلسطيني هو اكبر خطر يهدد كيانه لانه شعب مقاوم اقسم ان يصمد ويقاوم حتى ينتزع كامل حقوقه.
وما ذلك على الله بعزيز