kayhan.ir

رمز الخبر: 33890
تأريخ النشر : 2016February05 - 21:13

اسخف نكتة في القرن

حقا يقال ان شر البلية ما يضحك هل من المعقول ان تتغير مملكة الشر والعدوان والارهاب بين ليلة وضحاها لتنتقل من موقع المولد للارهاب والارهابيين الى موقع مقاتلته في آن واحد، انه امر لا يصدق وهو في نفس الوقت استخفاف و تلاعب بعقول الناس. ومن سمع مؤخرا احمد العسيري الناطق باسم الجيش السعودي الذي غالبيته من المرتزقة من جنسيات عربية وآسيوية، يعلن بان المملكة مستعدة للمشاركة في عمليات لمحاربة داعش في سوريا اذا ما قرر التحالف الذي تقوده الولايات المتحدة الاميركية القيام بعمليات من هذا النوع، معللا ذلك بان المملكة عضو فعال في تحالف اميركا التي تحارب داعش منذ عام 2014. غير ان السؤال الذي يطرح نفسه متى حاربت اميركا والدول المتحالفة معها داعش في سوريا حتى تلتحق بها مملكة بانت فضائحها في اليمن في هذا المجال ولو كان التحالف الدولي جادا في محاربة داعش والارهابيين في سورية لما دخلت روسيا على خط المواجهة في هذا البلد وقلبت المعادلة بحيث شكلت فضيحة للتحالف الدولي المناصر اساسا للقوى الارهابية في سوريا.

ولاكمال هذا السيناريو المشروخ والسخيف للغاية اعلن "اشتون كارتر" وزير الدفاع الاميركي بانه سيبحث الموضوع الاسبوع القادم مع ممثلي المملكة حول مشاركة القوات السعودية ضد "داعش" في سوريا وكأنه يسوق للعالم بان اميركا فعلا تحارب داعش وانها ستنظر في الطلب السعودي للمشاركة في هذا المجال.

ان الضربات القاصمة للجيش السوري ومعها قوى المقاومة في الميدان السوري خاصة بعد تحرير بلدتي نبل والزهراء من محاصرة الدواعش الذي استمر لاربع سنوات افقد ساسة الغرب بصرهم وبصيرتهم وباتوا يتخبطون في تصريحاتهم وتناقضاتهم لدرجة يطلبون من روسيا بوقف هجماتها على الارهابيين في سوريا من جهة ويعلنون محاربتهم لداعش من جهة اخرى والاسخف من ذلك انهم يوافقون الرياض على حضور وفد للمعارضة السورية يضم بين اطيافه اخوات داعش الارهابية.. انها ازدواجية مفضوحة تمارسها اميركا وبعض حليفاتها تجاه الارهاب والارهابيين في وقت يعرف الجميع ان هذا المعسكر لازال يؤمن بوجود ارهاب جيد وارهاب سيئ، يا له من موقف مقيت والمخزي ابعد ما يكون عن الانسانية.

ولا بد للعودة ثانية الى تصريحات "المارشال العسيري" المضحكة حول استعداد مملكته في المشاركة لمحاربة داعش باعتبارها اسخف نكتة قيلت لحد الآن في القرن 21 في وقت يعرف الجميع ان جيشه ومعه كل التجهيزات الغربية المتطورة وخبرائهم ومنذ عشرة اشهر عاجز عن مواجهة اليمن البلد الفقير والمحاصر من كل الجهات وغير قادر على التصدي لمقاتلي انصار الله الذين يصيطرون على المدن والقرى الحدودية داخل مملكته.

ما اسخف هذا الكلام الفارغ الذي يحاول العسيري تسويقه للعالم ومجتمعه بانه في موقع القوة ويستطيع ان يحارب خارج بلاده كخطوة لتغطية على هزائم جيشه المنهار على الحدود مع اليمن وفي داخل بعض مناطق جنوب اليمن.. انها مصيبة ما افضعها وافضحها ان تسوق السعودية عنترياتها الزائفة على المنابر والفضائيات وتتستر على هزائمها وانتكاساتها في الميادين.. انها استراتيجية جديدة ابتدعها نظام بني سعود الذي غالى في وحشيته وجرائمه نظيره نظام بني صهيون.