النبل والزهراء اربكت الاعداء
مهدي منصوري
الانتصارات الكبيرة التي حققتها القوات السورية على الارهابيين ودحرتهم خاصة بعد تحرير مدينتي النبل والزهراء الاستراتيجيتين اللتين تلاصقان الحدود السورية بحيث قطعتا طريق امدادات المجاميع الارهابية وبصورة قد تشكل بداية النهاية لوجودهم على الارض السورية.
هذه الانتصارات واجهت ردود فعل غاضبة من قبل دعاة الشر واولهم واشنطن وتل ابيب والرياض وانقرة لانها اربكت كل خططهم وخلطت الاوراق بحيث بدأت تظهر التصريحات المتشنجة والتي كشفت وبوضوح عن مكنون ومايعتمل في دواخل هؤلاء الاعداء الذين لايريدون لنزف الدم السوري ان يتوقف.
واللافت ان كيري ونتنياهو ومن لف لفهم وجدوا انفسهم ورغم كل ما بذلوه من جهود واموال وان امالهم وبهذه الانتصارات الرائعة قد ذهبت ادراج الرياح. لذا اخذ يتعالى صراخهم وبصورة هستيرية بحيث تضاربت تصريحاتهم وبشكل ملموس، اما الرياض وانقرة فقد وجدوا في هذه الانتصارات هزيمة كبيرة لمشروعهم وذلك فانهم اعلنوا وبصورة غير سبوقه انهم مستعدمون لارسال قوات برية لتدخل الاراضي السورية وكأن الامر معكوسا تماما.
وقد لا يمكن ان نغفل ان وزير خارجية بني سعود قد صرح وقبل اكثر من شهرين وبعد ان ادرك ان عملاؤه الارهابيون وصلوا الى حالة من الانهيار والتقهقر قد من ان السعودية مستعدة لان ترسل قوات برية لمساعدة التحالف في مواجهة الارهاب، الا الواقع كشف بالامس غير ذلك الا وهو ان تذهب هذه القوات لتقدم الدعم للارهابيين من اجل ان لا ينالهم اولايصيبهم الانهيار والذي وصفت بعض الاوساط السياسية والاعلامية هذا الموقف بانه يشكل فشلا ذريعا للسياسة السعودية الهوجاء في المنطقة.
وفي خاتمة المطاف لابد ان نقول ان اميركا وحلفاءها وعملاءها في المنطقة تعيش اليوم حالة من الارباك الشديد لان الذي يحصل على الارض السورية والعراقية امر لم يكن في حسبانها ولم تتوقعه بحيث وجدت نفسها خالية الوفاض وانها خرجت من المعركة بهزيمة منكرة.
ولايمكن ايضا ان نغفل ان واشنطن والرياض قد منيتا بهزيمة اشد من هزيمة الارهابيين، وذلك خلال مؤتمر جنيف الذي ارادت عرقلته او عدم نجاحه من خلال وفدها الذي وضع الشروط التعجيزية التي رفضتها الحكومة السورية بحيث سجل انهزاما وفشلا يضاف الى الفشل في الداخل السوري.
لذا وكما اكدت الكثير من الاحداث والوقائع فان الحل السوري لايكون الا على يد الشعب السوري فحسب، وان كل الحلول الخارجية لايمكن ان تجد لها مكانا، ومن هنا فان الانتصار الكبير في نبل والزهراء وماتلاها قد اكد هذا الامر وبصورة واضحة، وكذلك الانتصارات الاخرى التي ستأتي في الايام القادمة والتي ستغير خارطة الطريق بحيث تقطع كل يد تريد ادامة الارهاب واستمرار نزيف الدم السوري .