kayhan.ir

رمز الخبر: 33782
تأريخ النشر : 2016February03 - 21:08

"الشرطي الثائر" كابوس اسرائيل

اقتحم بسيارته حاجز مستوطنة بيت ايل الواقعة شمال رام الله ومن ثم توقف بجانب جنود الاحتلال الصهيوني وتبادلوا النظرات حتى تقدم الجنود ولاصقوا نافذة السيارة الامنية التابعة للشرطة الفلسطينية.

وقبل ان يطلبوا منه بطاقة الهوية بكل شجاعة وبطولة اخرج مسدسه وافرغ الرصاصات في راس الجندي الاول تم الجندي الثاني وافرغ الرصاصات الاخيرة في صدر الثالث من نقطة صفر وبعدها ارتقى الى الله شهيدا، انه الفدائي البطل منفذ العملية الرقيب الاول في الاجهزة الامنية الفلسطينية امجد سكري.

هذه العملية البطولية النوعية وغير المعهودة شكلت صدمة كبيرة منيت بها اجهزة امن العدو الصهيوني وبنفس الوقت انتقلت هذه الصدمة لاجهزة سلطة عباس بعد الاعلان عن هوية المنفذ مما عدها بعض المراقبين والمتابعين تطورا نوعيا في سير احداث انتفاضة القدس.

وقد تركت هذه العملية البطولية تداعياتها على الكيان الصهيوني بحيث خلقت لديه زلزالا كبيرا كما عبرت عن ذلك اوساط اعلامية صهيونية، وقد قال الصحفي المخابراتي "افي يسخروف" في مقالة حملت عنوان "من رجال امن فلسطيني الى مقاومين من الداخل، بالقول" ان عملية اطلاق النار والتي نفذها شرطي فلسطيني تثير القلق". ورأى انه يشكل منزلقا خطرا يعجز من خلاله العديد من رجال الامن للمشاركة في موجة المقاومة الحالية".

بينما علق الكاتب الصهيوني "عاموس هرئيل" في صحيفة هارتس بالقول "ان انضمام اوسع الاشخاص من الاجهزة الامنية، والى جانبهم نشطاء مسلحون هو سيناريو فظيع وتهتم به الاجهزة الامنية الاسرائيلية، منذ شهور.

اذن فان حالة القلق والارباك اخذت تساور الاحتلال الصهيوني وبشكل غير متوقع لان وكما قيل "يأتي الحذر من مأمنه" لانهم لم يكن يدر في خلدهم او يتوقعون ان يصطاد جنودهم وبهذه الصورة من مكان ليس فقط يعتبرونه آمنا بل انه الظهير الذي كان يؤمن لهم التحرك في قمع الانتفاضة القائمة اليوم.

ومن الملاحظ ايضا والذي وضع الاجهزة الامنية الصهيونية في دائرة القلق الكبير هو ان هذه العملية قد ستعكس صورة جديدة قد تزعزع التنسيق الامني بين الاحتلال وسلطة عباس، خاصة وان هذه السلطة قد اعلنت براءتها من هذه العملية كما تنصلت من قبل من مسؤوليتها تجاه شعبها وحمايتة والذي هو جزء من وظيفتها في "حراسة الاحتلال".

هذا التحول النوعي في انتفاضة القدس والذي لم يتوقعه او يتصوره احد يمكن ان يشكل خطوة متقدمة في مواجهة العدو ، لان الصهاينة اليوم يمتلكهم الرعب والخوف من كل فلسطيني يمشي على الارض في القدس والضفة وان جل اهتمامهم منصب على ذلك،لان الطعنة القاتلة قد تأتيهم من مكان كانوا يعدونه آمنا ، ولذا فان الامر قد اختلف مما يتطلب ان يحاربوا على جهتين وهوما يثقل مهمتهم ويعقدها بحيث انهم سيتلقون الضربات ليس من طرف واحد بل من عدة اطراف.

ومن نافلة القول وفي نهاية المطاف ان الاحتلال الصهيوني ومن خلال التصريحات التي تنطلق على لسان قادة الجيش تؤكد ان العدو قد توصل الى قناعة ان انتفاضة القدس ومن خلال مؤشر العملية الاخيرة والعمليات المستجدة اليومية ما تزال تحمل الكثير من المفاجأت والتطورات، مما يجعل قدرته وقوته عاجزة عن توقع نتائجها او تحديد سقف زمني لانهائها مما يشكل كابوسا جاثما على صدر الصهاينة والى ان يتحقق الهدف من هذه الانتفاضة المباركة التي الت على نفسها ان تستعيد كل الحقوق المستلبة.