kayhan.ir

رمز الخبر: 33693
تأريخ النشر : 2016February02 - 20:17

سماحة السيد ، كيف اسقط المؤامرة الإعلامية في ثوان .

أحمد الحباسى

يستحى السيد رغم أنهم لا يستحون ، يستحى الرجل القول أن هؤلاء يكذبون رغم أن أقل توصيف لما يأتي على لسان و في وسائل إعلام تيار 14 آذار و بعض الأقلام الخليجية أقل ما يقال فيه انه كذب موصوف ، و في إطلالته الأخيرة للحديث عن موقف الحزب من الانتخابات الرئاسية اللبنانية و من المرشح ميشال عون لفت الرجل نظر المتابعين إلى "شغلة” هامة بل إلى مفاجأة من الحجم الثقيل لم يتوقعها أحد ، فالرجل يقول بكثير من العفوية و البساطة أن الحزب لا يملك منظومة إعلامية مؤهلة أو خطط لها لتقود حرب مواجهة منظومة الأكاذيب و المؤامرات الإعلامية التضليلية التي يسخر لها تيار 14 آذار و بالتحديد تيار سعد الحريري "ميزانية” هامة من المال و الرجال المهتمين فقط و على مدار الساعة بالقصف المحموم على المقاومة و على كل حلفائها و محبيها في المنطقة ، طبعا ، يفسر البعض هذا الأمر المثير بالمقولة الشهيرة ” دعهم ينبحون فالقافلة تمر ”.

عدم اهتمام سماحة السيد "بإعلام” الطرف الآخر ليس حالة من الغرور ، لكن الحزب يؤمن بأن العمل هو سيد المنظومات الإعلامية الجيدة ، و النباح الإعلامي المنافق لا يستحق التوقف عنده و الأولوية تبقى دائما للعمل و تطوير الذات و عدم الانجرار وراء المعارك الوهمية التي يبرع فيها ” العاطلون” عن العمل السياسي أو الفاشلون في الانجازات التي تهم المواطن ، لكن سماحة السيد ، نمسك الخشب ، يمثل بفضل الله منظومة إعلامية ذكية قادرة على الإطاحة بأعتى منظومات التضليل الإعلامية في ثوان معدودة ، و العدو الصهيوني لم "يبخل” على السيد رغم شعور النقمة و الكراهية بالاعتراف بكون سماحته يملك من القدرات الذهنية و الخطابية و الكاريزما السياسية لمواجهة كل حرب تضليل أو إسقاط معنويات ، و في إطلالته الأخيرة ، تابع الجمهور العربي الواسع درسا بليغا و مؤثرا في كيفية الرد على الأراجيف و الأكاذيب باعتماد أسلوب سهل ممتنع يقوم على مجرد استحضار مواقف الخصم المتضاربة المتقلبة الكاذبة التي تقول الشيء و نقيضه و لا يملك معها حتى ثقافة الاعتذار على سيول أكاذيبه المتواصل .

لطالما عول أعداء المقاومة على تغيير في موقف السيد تجاه حليفه العماد ميشال عون ، هذا التغير لو حصل كان يشكل ضربة في الصميم لسيد المقاومة ، فالعملية لا تتعلق بتغيير في موقف سياسي أو في استجابة منطقية لتحول سياسي طارئ ، فالتغيير في موقف السيد يمثل خروجا عن واجب الوفاء و الصدق و الثقة و هي المبادئ التي ركز عليها سماحته في بداية إطلالته التاريخية ، و طبعا ، هؤلاء لا يعلمون و لا يعترفون إطلاقا بأي مبدأ في السياسة و لا يصدقون أن هناك في تيار 8 آذار المعارض من يملك أكثر من هذه المبادئ و هو الذي قدم نجله قربانا للمقاومة في حين ينام سعد الحريري و أزلامه في تيار 14 آذار في أحضان ” المرافئ” الدافئة ، لقد تنبأ "الجماعة” منذ سنوات بفشل الحلف بين سماحة السيد و العماد عون ، كتبوا ما أرادوا و شنعوا ما أرادوا و استهزؤوا ما أرادوا و شمتوا ما أرادوا و اليوم يقفون في نفس محطة الفشل الخائبة صغارا خونة منافقين كاذبين ، و لم تنفعهم تلك المنظومة الإعلامية الفاقدة للمصداقية في وجه الوعد الصادق .

هل تتحلى إيران عن حزب الله ؟ و هل سيكون الاتفاق النووي الإيراني على حساب التضحية بحزب الله ؟ هل سيخلى الرئيس الأسد عن حزب الله مقابل موافقة أمريكا على بقاءه في الحكم ؟ ..حرب الإشاعات و التضليل لم تنقطع بل و تصاعدت منذ انتصار تموز 2006 و خروج القوات السورية من لبنان سنة 2005 ، و قد عول إعلام تيار 14 آذار على حصول تغيير أو تغير في مواقف إيران ، سوريا ، التيار الوطني الحر ، و مع تواصل المؤامرة على سوريا و تواجد حزب الله في عدة جبهات قتالية في الشام كان الجميع في حلف المؤامرة ينتظرون بقلق واضح و ببعض بصيص الأمل الخافت ما يبعث على الحسبان بوجود ضمور في العلاقة بين سوريا و حزب الله ، هنا، قام هذا الإعلام الفاسد بالتسويق لوجود تململ بين عائلات مناضلي المقاومة ثم للترفيع في عدد الشهداء و اختلاق قصص هزائم ” موجعة” للمقاومة ، و رغم تعرض الضاحية لعدة هجمات إرهابية فقد استغل هؤلاء هذا الفعل الشائن للتصويب المستعر على سلاح المقاومة و تحميلها مسؤوليته و هو موقف مشين بكل العناوين .

لقد تحولت المؤامرة ضد سوريا إلى انتصار سوري واضح المعالم ، و لان الحزب قد كان أين يجب أن يكون كما جاء على لسان سماحة السيد ، فقد أخرج تيار المستقبل كل سكاكينه الإعلامية القذرة و قام وكيله نديم قطيش بكل "تحاليل ” الدى .آن .ى المثيرة للغثيان ليتثبت من انجاز الانتصار السوري رغما عنه و عن "تحاليله” و عن مواقف سيده الهارب ( le fugitif ) سعد الحريري و سيد سيده السعودي الفاشل الملك سلمان ، و في حين تتداعى أطراف النزاع إلى جينيف 3 مع قبول بعض أطرافها ” المعارضين” بحضور الرئيس بشار الأسد و ضرورة بقاءه بعد أن كان شخصا غير مرغوب فيه من البداية ، يقف تيار المستقبل ، خاصة بعد طعنة حليفه رئيس القوات اللبنانية بالتنازل لفائدة رئيس التيار الوطني الحر ، وبعد محاولة الحريري الابن وضع إسفين مسموم بين العماد و رئيس تيار المردة ، قلت يقف على كرسي هزاز ستزيد الصعوبة المالية التي يعانيها تيار المستقبل و حالة الإحباط التي يعانيها الملك السعودي من هشاشة موقفه و من احتمال حصول انشقاق و انقسام بين مكونات 14 آذار في ظل حديث عن توتر العلاقة بين جعجع و الحريري ، و يبقى السؤال : هل نجح الكذب في إسقاط حزب الله ؟ ..