kayhan.ir

رمز الخبر: 33631
تأريخ النشر : 2016February01 - 20:35

مشكلة اسرائيل... قدرات حزب الله المتطورة

محمود زيات

حين يتحدث اكثر التقارير الصهيونية دقة، التقرير الصادر عن جيش الاحتلال الاسرائيلي، الذي يتحدث عن تقديرات لما جرى ولما هو متوقع، في ظل تحديات كبرى يواجهها الكيان الاسرائيلي، من خلال تعاظم قدرات "الاخطر الاكبر” الممثل بـ”حزب الله”، الذي بات باستطاعته، وفقا للتقرير، اقفال مطار بن غوريون الذي يشكل العصب الحيوي للكيان الاسرائيلي مع الخارج، والذي تحدث عن استهدافه امين عام الحزب السيد حسن نصرالله، في حال استهداف مطار بيروت الدولي، وعن تهديد لسلاح البحرية الاسرائيلية والسيطرة على مستوطنات قريبة من الحدود مع لبنان، اضافة الى قدرات حزب الله في اسر جنود اسرائيليين في الحرب المقبلة، وتحويل العمق الاسرائيلي الى ساحة للفوضى بفعل الصواريخ التي ستغطي سماء تل ابيب، فان كل الرهانات التي بناها الاسرائيليون حول "استنزاف” و”غرق” و”تخبط” لـ "حزب الله” "الغارق في الوحول السورية(!)، سقطت، وتتعزز مقولة ان "حزب الله” سبق اسرائيل عشر سنوات في مجال التسليح وتعزيز القدرات الصاروخية والقتالية التي تمرست اكثر بفعل مشاركته العسكرية في سوريا.

ـ تقرير القلق والعجز امام "حزب الله” ماذا جاء في تقرير جيش الاحتلال؟ ـ

في تقرير رُفع الحظر عنه، عن تقديرات جيش الاحتلال الاسرائيلي من احداث ومحطات شكلت تطوراتها قلقا اسرائيليا، منها التدخل الروسي في سوريا وبدء العمل بتطبيق الانفاق النووي بين الاميركيين والاوروبيين من جهة، وايران من جهة ثانية، والمتغيرات الحاصلة في سوريا والعراق بعد الضربات التي تلقاها تنظيم "داعش” وبخاصة القوى الارهابية العاملة في سوريا، اضافة الى الموقع السعودي المشتبك مع ايران. ويشير التقرير الى ان التقديرات في إسرائيل تشير إلى أن تدخل روسيا في الحرب بسوريا هو في الواقع يعزز العلاقة بين موسكو وواشنطن، وهذا نظراً للمصالح المشتركة للبلدين، والتي قد تتوثق أكثر كلما زادت الإنجازات أكبر في مكافحة "داعش”.

ويلفت التقرير الى أن الجيش الإسرائيلي يستعد بالأساس إلى الأحداث الإرهابية على الحدود وكذلك الحرب التي قد تندلع، ولكن لن تكون بمبادرة من أحد، بل إنها قد تندلع عقب وقوع حادث محلي من شأنه أن يؤدي إلى التصعيد، ويقول لو تسبب انفجار العبوة الناسفة في منطقة جبل الدب (في مزارع شبعا) على الحدود الشمالية ضد دورية للجيش الإسرائيلي قبل ثلاثة أسابيع (نفذها "حزب الله” ضد دورية اسرائيلية في اطار الرد على اغتيال المقاوم سمير القنطار)، وقال... لو تسبب الانفجار في سقوط عدد كبير من الجنود الاسرائيليين، ولو كان هناك رد إسرائيلي أكثر قوة، فمن المحتمل أن يؤدي مثل هذا الحادث إلى مواجهة أوسع نطاقاً، ويشير التقرير الصهيوني الى ان هناك وجوداً لعناصر ايرانية في هضبة الجولان، ويقول ان النظام الإيراني يحتفل بالاتفاق النووي الذي يشكل اليوم مصدر استياء القيادتين السياسية والعسكرية، ويستعد لتعزيز دعمه لـ "حزب الله” وحماس، ويرى انه كلما كانت عملية انتعاش ايران من العقوبات بطيئة، كلما تراجعت المساعدات الايرانية لانصارها في المنطقة. ويخلص الى ان اي مواجهة مع "حزب الله” ستكون الامر الاصعب الذي تواجهه اسرائيل، سيما وان "حزب الله” يمتلك الاسلحة الدقيقة والفتاكة.

ـ الحرب المقبلة... ضد لبنان وليس ضد "حزب الله” وحده ـ

في موازاة التقرير، ينقل موقع "والاه” الصهيوني عن الرئيس السابق لمجلس الأمن القومي الاسرائيلي اللواء غيورا ايلاند قوله إن "الحرب القادمة في الشمال يجب أن تكون بين اسرائيل ولبنان، لأن "حزب الله” هو جزء من المنظومة اللبنانية، ويؤكد، بالاستناد الى تجربته العسكرية السابقة كرئيس لشعبة العمليات في جيش الاحتلال إن احتمالات اندلاع حرب مع "حزب الله” منخفضة، لكنها اذا وقعت فستكون قاسية بشكل خاص. ويشير الى معزوفة رئيس وزراء العدو بنيامين نتنياهو التي تردد "أن حزب الله عالق في الحرب السورية”، لكنه يُقر بان قوته، منذ حرب لبنان الثانية عام 2006 ازدادت ليس فقط بالكم والقدرات الاعلامية، بل بإطلاق الصواريخ ودقة الإصابة وقوتها، ويقول..هذه هي المشكلة الحقيقية لإسرائيل، والخطأ الاسرائيلي الأكبر بالنسبة لـ "حزب الله” يرتبط بالاستراتيجية الخاطئة.

ويقول يجب خوض الحرب المقبلة ضد لبنان وليس ضد "حزب الله” لوحده، لان نتائج حرب لبنان الثالثة، برأيه، ستكون اشد خطورة. الحرب المعلنة بين إسرائيل ولبنان، حيث "حزب الله” هو جزء من المنظومة السياسية في الدولة، ستؤدي الى دمار كبير في لبنان، ولا أحد يريد ذلك، لا لبنان ولا الولايات المتحدة ولا أوروبا ولا حتى سوريا وإيران، ولذلك فإن الطريق الوحيدة هي جعل العالم يعمل على وقف إطلاق النار بعد ثلاثة أيام. هذه هي السياسة التي يجب أن تسود اليوم.

ـ خلايا "حزب الله” قادرة على الوصول الى المستوطنات ـ

ويقول المحلل الصهيوني اور هيلر لتلفزيون العدو.. ان الظروف الطوبوغرافية على الحدود مع لبنان، تسمح لـ "حزب الله” بالتقدم الى الامام، واذا دخل مئتا مقاتل من "حزب الله” نجو الجليل عبر الاحراج، فمن غير المؤكد ان الجيش الاسرائيلي سيراهم قبل وصولهم الى الحدود، وهذا الوضع مقلق.

اما الخبير العسكري الصهيوني اليران تال فيشاركه الرأي، ويرى انه يمكن ان تجتاز خلية من "حزب الله” الحدود، وتتمكن من السطرة على مستوطنة وتحتجز رهائن وتخوض الحرب ضد الجيش الاسرائيلي "على ارضنا” وليس داخل لبنان، فـ "حزب الله” لديـه امكانيات اكبر لضرب اسرائيل، سواء من ناحية كمية الصواريخ المتطورة، او من ناحية كفاءة مقاتليه وعدد المستعدين لديه، للقتال ضد اسرائيل، وجهوزيتهم لساعة الصفر.