بعد الترشيحَيْن... مع كلام السيّد توضّحت الصورة
ناصر قنديل
- بعدما استنفدت التسريبات والتحليلات والتمنيّات فرصها ودارت حول ما يمكن أن يكون عليه موقف حزب الله الرسمي من ترشيح الرئيس سعد الحريري للنائب سليمان فرنجية، ومن ترشيح رئيس حزب القوات اللبنانية سمير جعجع للعماد ميشال عون، أطلّ السيّد حسن نصرالله ووضع النقاط على الحروف وقطع دابر التأويل والتحليل، وليس الأمر هنا أن يُرضي كلام السيّد هذا الفريق أو ذاك ولا أن يمدحه فريق وينتقده آخر. المهمّ أنّ الفريق الذي دأب المتعاطون في الشأن الرئاسي على القول علناً أو سراً إنّ الطابة في ملعبه، قد قال موقفه من كلّ شيء، وصار على الآخرين كما صار لهم أن يبنوا مواقفهم على الوضوح.
- ما قاله السيّد هو أنّ حزب الله متمسّك بترشيح حزب الله للعماد عون، وأنّ ترشيح فرنجية حسم انتماء الرئيس إلى فريق الثامن من آذار، وأنّ السلة التي طلبها ضمن التفاهم حول الرئاسة كانت لتبادل التنازلات بضمان الرئاسة لفريق الثامن من آذار مقابل ضمانات للفريق الآخر، وما دام هذا قد حُسم واقعياً والسلة صارت عبئاً وتصوّرها مواقف الآخرين عائقاً، فالحزب يحرّر الآخرين من هذه الدعوة، والحزب لن يشارك في جلسة انتخاب لا تضمن وصول عون للرئاسة، ومَن يساند ترشيح عون ويدعوه للنزول إلى مجلس النواب للانتخاب عليه أن يضمن أنّ الجلسة ستنتهي بانتخاب عون وليس بشيء آخر.
- قال السيد إنّ فرنجية حليف موثوق، وإنه لو كان الالتزام الذي تمّ مع العماد عون قد تمّ مع فرنجية من الأساس لكان الموقف نفسه اليوم بالتمسّك بفرنجية مرشحاً، وإنّ الطريق الوحيد للبحث بغير العماد عون من جانب الحزب هو أن يسحب عون ترشيحه، وليس الحزب مَن يدعوه إلى ذلك، بل مَن يسير معه بالترشيح ودعمه حتى النهاية، والسعي لإيصاله طريقه وحيد هو المزيد من الحوار والتشاور بين جميع الأطراف، لأن ليس المطلوب الخروج بغالب ومغلوب، خصوصاً بالمعنى الطائفي والسياسي للمكوّنات الكبرى والرئيسية.
- طريقان للرئاسة هما: إما أن يذهب الذين يرون بديلاً للعماد عون بإقناعه بسحب ترشيحه، لقاء تفاهمات تتمّ معه أو ضمانات تُقدَّم له، وعلى المؤمنين بترشيح العماد عون إقناع الرئيس سعد الحريري بتبنّي الترشيح لقاء تفاهمات تتمّ معه أو ضمانات تُقدَّم له، وهذا هو مفهوم السلة، التي يُفترض أنها تطال الانتخابات النيابية وقانونها، والحكومة برئاستها وتركيبتها.
- لا يمكن لأحد أن يطالب حزب الله بضمان أكثر من موقفه، أما الحلفاء فهم شركاء عبر الحوار الحرّ، ولهم خصوصيات تُحترَم، ومن غير المقبول دسّ الفرقة بين الحزب وبينهم، بلغة غير لائقة بالحزب وبهم، كما قال السيّد.
- بمستطاع الجميع من حلفاء الحزب وخصومه الآن أن يقيموا حساباتهم من جديد ويتخذوا مواقفهم بوضوح.