وأهتزت الارض من تحت أقدامهم!!
مهدي منصوري
الا ان ومن خلال تجربة امتدت الى عقود الزمن أكدت ان الكيان الغاصب كان يرى ان اسلوب القمع والقهر والاعتقال والقتل وغيرها من الاساليب الاجرامية ستجعل من هذا الشعب خاضعا خائفا يركع امام هذه القوة، وبذلك يستطيع ان يوفر جوا امنا كاذبا لمستوطنيه، الا ان الواقع قد اظهر عكس ذلك تماما بحيث ان الشعب الفلسطيني وبامكانياته وقدراته البسيطة تمكن ان يضع العدو في زاوية ضيقة ومحدودة بل وتمكن ان يشل قدرته العسكرية رغم امتلاكه احدث الاجهزة والمعدات بحيث وصل الامر بالقادة العسكريين الصهاينة الى اطلاق صيحات الاستغاثة وبعد ثلاثة ايام من المواجهات مع ابناء الشعب الفلسطيني في القدس وبعض مدن الضفة الغربية تشير الى ان استمرار هذه المواجهات بالاضافة الى صواريخ المقاومة التي تنهال على المستوطنات الصهيونيةوالتي وصل عددها بالامس الى (21) صاروخا أخذ يزعزع الوضع الداخلي الصهيوني وبصورة غير متصورة ولم يكن يتوفعونها مما حدا بنتياهو الى اصدار الاوامر للقادة العسكريين بضبط النفس في التعامل مع مع الاوضاع المتوترة في غزة ، بالاضافة الى ماتحدث به رئيس الموساد وبنفس اللهجة منخلال قوله: ان التمادي في استخدام الاساليب القمعية واستمرار النزاع مع الفلسطينيين فان خطره على اسرائيل سيكون اشد من النووي الايراني.
ويعكس هذا القلق الصهيوني وعلى الصعيدين العسكري والسياسي من المواجهات بدأت تأخذ مساحات واسعة من الارض الفلسطينية وفي حالة استمرارها فانه سيجعل من الصعب السيطرة عليها، وقد لا يكون هذا الامر مستغربا لمن يتابع الشأن الفلسطيين في ان تصل الاوضاع الى ما هي عليه الان وقد كانت الكثير من الارهاصات والمعطيات تصب في هذا المنحى، خاصة التحذيرات التي انطلقت وقبل كل أحد من القيادات العسكرية الصهيونية وخلال تقاريرها الى القيادة السياسية بان الاوضاع في الداخل الفلسطيني تسير نحو اندلاع انتفاضة عارمة خاصة بعد ان يأس الشعب الفلسطيني من الحلول لقضاياه والاستجابة لمطالبه بسبب تعنت نتنياهو وحكومته العنصرية.
ولذلك فان ما يجري اليوم وبهذه الصورة يعكس صدق ما ذهب اليه القادة العسكريون وقد، يكون دم الشاب ابو خضير هي الشرارة الاولى التي ستشعل نار هذه الانتفاضة التي سوف لن تبقي ولا تذر، ومن الواضح جدا انه وفيما اذا استمر اندلاع هذه الاتنفاضة فان الكيان الصهيوني سيكون عاجزا عن صدها او الوقوف في وجهها او قمعها لان الظروف والاجواء التي تحيط بالمنطقة قد تكون مساعدا قويا لاستدامتها .
اذن فهل يمكن القول ان الكيان الغاصب للقدس قد اوصل الاوضاع وبسبب اخطائه المتكررة واساليبه القمعية الى ان تهتز الارض تحت اقدامه بحيث ستكون فيها نهايته، خاصة وان ابناء الشعب الفلسطيني ومقاومته الا سلامية والتي اعلنت استعدادها لمواجهة العدو والوصول الى دك تل ابيب بصوريخها المتطورة والذي يشكل منعطفا جديدا في اسلوب المواجهة ، وهو مالايتمناه ولا يرغب به العدو الصهيوني لانه يدرك انه الخاسر الوحيد في هذه المواجهة وقد تكون تجربة حربين خاسرتين خير دليل على ذلك .
لذلك فان امام الكيان الصهيوني وعلى رأسه نتنياهو ان يعيد حساباته من جديد وان يخضع للارادة الشعبية الفلسطينية والاسراع في ايقاف كل الممارسات اللاانسانية ضد ابناء هذا الشعب وتحقيق بعض المطالب المشروعة في ايقاف الاستيطان واطلاق سراح الا سرى وايقاف العدوان مهما كان شكله ولونه، والا فان الشعب الفلسطيني ومن خلال ما نشاهده على الارض قد وضع الخوف خلف ظهره وانه اختار المواجهة ومها كلفته ذلك حتى يتحقق الانتصار على يديه ويعيد ارضه المغتصبة من براثن الصهاينة المجرمين وان ذلك ليس على الله ببعيد.