سيندم الصهاينة على جرائمهم الاخيرة
امير حسين
لا غلو اذا قلنا ان الشارع العربي والاسلامي كان ينظر الى ان انتصار ثورة الـ 25 من يناير سيعيد لمصر دورها التاريخي والاقليمي خاصة تجاه القضية الفلسطينية وهذا ما سيردع بالتاكيد العدو الصهيوني ويحسب الف حساب قبل ان يقدم على أي عدوان جديد ضد الشعب الفلسطيني لكننا للاسف الشديد لم نشهد أي تحول جديد في الموقف المصري لا في عهد العسكر ولا في عهد الرئيس مرسي ولا اليوم في عهد الرئيس السيسي الذي طغى على حملته الانتخابية بانه سيسير على خطى عبدالناصر تجاه العدو الصهيوني واعتداءاته المستمرة ضد الفلسطينيين اللهم الا انه واصل بامتيازدخوله على خط المصالحة كما كان يفعل نظام مبارك وهذا ما زاد من شراسة العدو الصهيوني وشجعه على المزيد من الاعتداءات والانتهاكات لقمع الشعب الفلسطيني وطمس حقوقه.
فالشعب الفلسطيني وسائر الشعوب العربية والاسلامية تنتظر من مصر الثورة ان تقوم بدورها المأمول للوقوف امام الكيان الصهيوني الارهابي الظالم ونصرة الشعب الفلسطيني المظلوم. ولا يليق بها ان تلعب دور الوسيط وهذا متروك لغير لان الوسيط سيكون محايدا والمسلم لا ييستطيع ان يكون محايدا بين الظالم والمظلوم وبين القاتل والمقتول.
وما تشهده اليوم غزة المظلومة من اعتداءات وهجمات وحشية للعدو الصهيوني الذي يوغل في نفس الوقت بجرائمه البربرية في القدس المحتلة والضفة الغربية حيث سقط خلال الـ 48 ساعة الماضية المئات من الشباب الفلسطيني جرحى في مواجهاتهم لقوات الاحتلال الغاصب التي تعيث الارهاب والخراب والدمار في هذه المناطق وآخر جريمة مروعة وليست الاخيرة اقدم الصهاينة على اختطاف الفتى الفلسطيني محمد ابو الخضر وتعذيبه ثم احراقه وسط صمت عالمي مريب. وهذا ما كان يحدث لو كان النظام العربي الرسمي يحترم نفسه ويمتلك قراره وارادته ويوظف امكاناته لخدمة القضية الفلسطينية لا ان يوظفها لتقاتل العرب فيما بينهم ويدمر سوريا واليوم يوظفها في العراق استجابة للاملاءات الاميركية والغربية.
لكن الشعب الفلسطيني وفصائله المقاومة التي شخصت طريقها لم تعتمد يوما على النظام العربي الرسمي الذي خذلها باستمرار، تقف اليوم صامدة امام هذا العدوان الشرس بشقيه سواء في القدس والضفة او غزة لردع العدوان ولجمه عبر صواريخ المقاومة التي باتت تدك اوكار الصهاينة في المستوطنات وسديروت وستمتد الى مناطق اخرى وهذا ما اربك العدو الصهيوني بشدة كما حصل في عدوان 2009م حيث بدأ منذ يوم امس بالحديث عن التهدئة، لكن من المستبعد ان يطمئن الجانب الفلسطيني هذه المرة للضمانات التي يقدمها الصهاينة عبر أي وسيط كان خاصة وان دم الشهيد الفتى محمد ابوالخضر الذي سيشعل الانتفاضة الثالثة لم يجف بعد، وان ما يجري في القدس ومدن الضفة اليوم من مواجهات عنيفة مع قوات الاحتلال الغاشم هو دليل على ان الانتفاضة الثالثة دخلت حيز التنفيذ وقد تكون الانتفاضة الاخيرة التي ستزيل الكيان الصهيوني من الوجود بعون الله وبمساعدة قوى المقاومة في المنطقة .. والله غالب على امره ولو كره المشركون.