الجامعة العربية ، شكر الشيطان سعيكم
أحمد الحباسى
من حين إلى آخر " تتكلم " الجامعة العربية ، و من حين إلى آخر يتلهى السيد نبيل العربي ، أمينها العام ، بعقد مؤتمرات صحفية لبعض المراسلين المعتمدين الذين يمثلون في غالب الأحيان إعلام الدول الخليجية ، و بين الفينة و الأخرى يصدر "بيان” مكرر عن الجامعة ، لا أحد يهتم بالجامعة و لا "بالأمين العام " و لا بالهيكل و لا بالشكل و لا بالمضمون ، فالجامعة العربية لم تعد تسكنها إلا الخفافيش و بائعو الضمير و مصاصو دماء الشعوب العربية ، لا أحد يستقيل في الجامعة ، و لا أحد يشرف البلد الذي ينتمي إليه ، و لا أحد يتحدث بلغة عربية ، و لا أحد ينتمي إلى العروبة و الإسلام ، فكلهم على " دين " جامعتهم و " دين " مولاهم الخليجي .
بعد ما لا يقل عن أربعة سنوات من الحرب الإرهابية الخليجية الصهيونية العثمانية على سوريا ، بعد شلال من الدم و أعداد من الشهداء وآلاف القرى و المدن المدمرة ، بعد نزيف سوري في كل المجالات طال كل شيء في بلاد الشام ، بعد الأطنان من الأسلحة و الآلاف من الإرهابيين ، بعد أن تدخل كل من يحمل سلاحا أو فكرا إرهابيا أو غرضا دنيئا في سوريا ، بعد أن تجرأ كل الخونة في لبنان و تونس و ليبيا على سوريا ، بعد أن صور الإعلام الخليجي المؤامرة الدموية التي تستهدف الشعب و الدولة السورية بكونها الثورة السلمية التي لم يأت الزمان بمثلها ، بعد كل هذا ، و أكثر من هذا ، تذكر السيد الأمين العام نبيل العربي بلدا اسمه سوريا و شعبا يعيش في سوريا ، تذكر أن السوريين مسلمون يصومون رمضان ، أنهم يعيشون في الدم و على الدم و بين الدم ، تذكر أن سوريا تعيش حربا دموية بين الشعب و قوات الإرهاب السعودية الخليجية ، فصاح ضميره الميت أن أوقفوا الحرب في رمضان .
تحدثنا عن السيد الأمين العام ، و عن الجامعة ، و عن أصحاب الجامعة ، و لا نبغي الرجوع ، لكن لنتساءل ، هل ما زال للسيد الأمين العام " صوت " يسمع ، و هل يملك السيد الأمين العام شهامة الموقف و قوة التعبير عن الرأي حتى يتكلم ، فلعلم المتابعين لا تتكلم الأصنام و لا ينطق الحجر ، فكيف ينطق و يتكلم صامت أبكم يسمى نبيل العربى ، و كيف سمحت مملكة القتل لهذا الكائن الصامت عن الحق الذي يمثل جامعة الصنم أن يدعو إلى هدنة رمضان ؟ ، أفلا يعد هذا من باب الضحك على الذقون ، من باب السخرية السوداء ، من باب التنصل من خطيئة الإرهاب السعودية ضد الشعب السوري ، و حتى لو سلمنا جدلا بحسن نية جامعة الصنم و أمينها الصنم ، فهل يملك الأمين العام أن يجادل كل "دواعش” سوريا حتى يتوقف النزيف و القتل ، ألا يدرى أمين جامعة الغدر أن قرار إيقاف حمام الدم لا تملكه مملكة الدم بل هو قرار مفتاحه في تل أبيب و صوته في واشنطن .
دع مملكة القتل تقتل السوريين و أنت صامت ، دع مال النفط الخليجي الفاسد يذبح الأبرياء و أنت صامت ، دع جامعتك اللئيمة تقطع البث الفضائي عن وسائل الاتصال السورية و أنت صامت ، دع "سفراءك” يبحثون ضرب سوريا عسكريا و أنت صامت ، دع كل الدواعش القذرة تسيل الدماء في سوريا و أنت صامت ، من فضلكم ، لقد قطعتم العلاقة مع سوريا برئيسها و شعبها و جيشها و تاريخها ، فلا تتراجعوا ، لا تبحثوا عن مخرج لهذا الصراع ، فأنتم سببه و من موله و من حض عليه ، و لا تبحثوا و لا تنادوا بإيقاف القتل و التدمير فالجيش السوري لن يقبل ، الشعب السوري لن يقبل ، الأمة العربية لن تقبل و لكن لتعلم أيها الشيطان الماكر الأخرس ، الإرهاب كالخمر يعاقب شاربه و من يجالسه و من يسقيه و من يبيعه و من يشتريه ، و سوريا لن تهزم رغم كل كيدكم و غروركم و ساعة حسابكم آتية لا ريب فيها .