kayhan.ir

رمز الخبر: 3149
تأريخ النشر : 2014July02 - 21:50

كردستان العراق ليست جنوب السودان

الجمهورية الاسلامية في ايران وايمانا بمسؤوليتها الاسلامية والانسانية والتاريخية ترى من واجبها الدفاع عن وحدة اراضي الدول العربية والاسلامية وحتى غير الاسلامية لان ذلك في مصلحة شعوبها وان أي خطوة في اتجاه تقسيم هذه الدول هو اضعاف لها وخدمة للقوى العالمية الظالمة التي ترى من مصلحتها تمزيق العالم وتقسيمه الى كانتونات يسهل السيطرة عليها. وللامانة والتاريخ ان الجمهورية الاسلامية لم تتبن يوما مواقف سياسية تجاه أي بلد في العالم انطلاقا من دائرة مصالحها الضيقة او رؤيتها المذهبية بل كانت على الدوام تؤكد على التزامها بالثوابت والمبادئ الاسلامية التي تحملها واجبات معينة وامثلة فلسطين وافغانستان والبوسنة وغيرها شواهد حية ودامغة لمن يشكك بهذا الموقف.

وانطلاقا من هذه المواقف الثابتة لم تقف ايران مكتوفة الايدي تجاه اية مؤامرة تستهدف تقسيم أي بلد في العالم تتعرض وحدة اراضيه الى الخطر فكيف اذا كان العراق الجار القريب الذي تكون مسؤوليتنا مضاعفة تجاه شعبه ناهيك عن تداعيات هذا التقسيم وشظاياه على ايران التي لا تتحمله بالمطلق لان وجود بؤرة مأزومة الى جانبها تكون تبعا للقوى الاجنبية وخاصة الكيان الصهيوني تسبب لها متاعب كثيرة وبالتالي تكون مرفوضة جملة وتفصيلا. ورفض الجمهورية الاسلامية لانفصال كردستان العراق ينطلق من هذا الباب وليس قضية مزاجية فايران تتمسك بوحدة العراق وترابه ولا تسمح باية جهة التلاعب بخريطة العراق مع علمها بان الشعب الكردي المسلم الذي واجه محنا وتجارب مرة نتيجة للسياسات الخاطئة والتبعية لبعض قادته خلال العقود الاخيرة، له موقف آخر لانه على قناعة تامة بانه سيكون لقمة سائغة بيد الغير وورقة يتلاعبون بها حيث تفضي مصالحهم. وما شاهدناه بعد احداث الموصل من مواقف اسلامية وانسانية من ائمة المساجد في كردستان العراق تدل على وعي ابناء المنطقة لما يدور حولهم وبتبنيهم للمواقف الاصولية.

وحسب قراءتنا للساحة يكاد رئيس اقليم كردستان ينفرد في هذا القرار لعوامل لايسع المجال لذكرها فالقرار خطير جدا وليس هناك من يشاطره من عقلاء كردستان لانهم يعرفون تداعياته الهدامة على منطقتهم المحاصرة من كل مكان. وايران ليست الوحيدة التي تعارض تقسيم العراق الذي ستكون له تداعياته الخطيرة على كل المنطقة. فتركيا التي داهنت الموضوع في البداية عادت اليوم وبشدة ترفض هذا القرار لانه ينعكس عليها مباشرة خاصة وانها استشعرت بان واشنطن ابلغت البارزاني عليه ان يحل مشاكله مع بغداد فيما فهمت السعودية الرسالة ايضا لتحدد موقفها من هذه اللعبة الخطيرة التي ان بدأت لا تنتهي وهذا ما سيهدد مصادر الطاقة الى العالم.

فالتحرك الاميركي ليس حرصا على العراق ووحدة اراضيه انما الحفاظ على وصول الطاقة اليه.

يبدو ان رئيس اقليم كردستان لازال يعيش اوهام الماضي والقتال في الجبال ولم يعرف شيئا عن موازين القوى والمعادلات الدولية والخارطة الجيوسياسية للمنطقة. واذا كان يراهن على موقف الكيان الصهيوني ليكون الحبل المنقذ فانه واهم لان هذا الكيان هو الاخر في طريقه الى الزوال الحتمي واصبح اليوم عبئا على الغرب بعدما اراده عونا له وعليه ان يعي هذه الحقيقة بان كردستان العراق ليست جنوب السودان.