الرئيس روحاني: يجب فتح تحقيق بحادث قتل المسلمين من أتباع أهل البيت (ع) في نيجيريا
طهران - كيهان العربي:- شدد رئيس الجمهورية الدكتور حسن روحاني ان البعض يسعى لبث الفرقة والخلاف بين المسلمين، مؤكدا ضرورة فتح تحقيق بحادث قتل المسلمين من اتباع اهل البيت عليهم السلام في نيجيريا من قبل لجنة تقصي الحقائق ومتابعة وضع المتضررين.
وبحث الرئيس روحاني في اتصال هاتفي مع نظيره النيجيري "محمد بوهاري" التطورات الاخيرة في العالم الاسلامي والحادث الاخير في شمال نيجيريا.
واشار رئيس الجمهورية خلال الاتصال الهاتفي الى الزيارة الاخيرة للرئيس النيجيري لطهران ونتائجها المثمرة على العلاقات الثنائية واجتماع قادة الدول المصدرة للغاز معتبرا ان تطوير وتنمية العلاقات بين البلدين يصب في صالح شعبي البلدين والعالم الاسلامي داعيا الى تعاون مشترك لضمان الامن في العالم الاسلامي.
واكد الرئيس روحاني ضرورة اتحاد المسلمين مع بعضهم البعض في ظل الظروف التي بات الارهاب يهدد امن الكثير من الدول المسلمة وقال لاينبغي ان نسمح بان تتحول الخلافات الجزئية الى صراع وخلافات عميقة لان حماية ارواح المسلمين واجب اساسي وشامل.
وضمن سؤاله عن وضع المتضررين بهذا الحادث لاسيما زعيم الحركة الاسلامية في نيجيريا، قال الدكتور روحاني انه لاسبيل امام جميع المسلمين سوى الاتحاد والتضامن لبناء مستقبل بلادهم مضيفا ان العالم الاسلامي بات اليوم بحاجة الى الهدوء وتسوية مشاكله سلميا اكثر من اي وقت مضى.
واكد رئيس الجمهورية ضرورة تشكيل لجنة لتقصي الحقائق في هذا الحادث وقال: اننا ننتظر من الحكومة النيجيرية في الظرف الراهن ان تكسب ود جميع المتضررين وان تتخذ قرارات حاسمة لقطع دابر مثل هذه الاضطرابات .
واعلن الرئيس روحاني ان البعض يسعى اليوم لبث الفرقة والاختلافات في اوساط المسلمين بالبلدان الاسلامية، وقال: يتعين على الجميع ان يشعر بالمسؤولية ازاء صيانة صورة الاسلام ووحدة المسلمين في العالم وان يزيدوا من يقظتهم في هذا المجال.
واعرب عن استعداد الجمهورية الاسلامية في ايران لتقديم اي نوع من الدعم لاسيما ايفاد فرق طبية لمعالجة المجروحين ومتضرري الحادث وتسكين الامهم .
بدوره اعرب الرئيس النيجيري "محمد بوهاري" خلال الاتصال الهاتفي عن شكره لمتابعة الرئيس روحاني وما يبديه من حساسية ازاء وضع المسلمين في العالم ونيجيريا مستعرضا ملابسات هذه الحادث المؤسف مؤكدا التزامه بحقن دماء المسلمين في هذا البلد.
واشار الى عزم الحكومة النيجيرية على متابعة اسباب ودوافع الحادث، وقال: لقد امرت باعداد تقرير دقيق عن هذا الحادث وطالبت مسؤولي المحافظة المعنية بان يبدو رد فعلهم ازاء الحادث مؤكدا انه سيبذل ما بوسعه للحفاظ على الهدوء ومعاقبة المقصرين في هذا الحادث .
من جانبهم أدان نواب مجلس الشورى الاسلامي، الهجوم الذي شنته القوات النيجيرية على حسينية" بقية الله"، ومنزل زعيم الحركة الاسلامية في نيجيريا، الشيخ ابراهيم الزكزاكي، في مدينة زاريا، والذي أدى إلى استشهاد عدد كبير من المدنيين الأبرياء، من أتباع أهل البيت عليهم السلام.
وقد أصدر 214 نائبا في مجلس الشورى الاسلامي، أمس الثلاثاء، بيانا أدانوا فيه الهجوم، معتبرين أن هذه الفاجعة المرعبة والقتل الوحشي الذي طال المسلمين الشيعة المظلومين في نيجيريا، على أيدي القوات العسكرية النيجيرية، جرحت مشاعر مئات الملايين من المسلمين وجميع الأحرار في العالم.
وجاء في هذا البيان: هذه الجريمة تعتبر دون شك، استمرارا للنهج المنحرف الذي تتبعه الفرقة التكفيرية السلفية الضالة في قتل المسلمين، والتي ترتكب منذ مدة مثل هذه الجرائم في إفريقيا وفي سائر أرجاء العالم، خلف ستار دعم أميركا والكيان الصهيوني.
وأكد النواب: إحراق منزل رجل دين فضيل، في الوقت الذي يمضي مع أسرته في المنزل، واستهدافهم بوابل من النيران، واستشهاد عدد من ذويه مع مئات الآخرين، واكتناف الغموض حول مصير رجل الدين الجليل الشيخ إبراهيم الزكزاكي، دليل على ذروة عدم الحكمة في إدارة المجتمع وقمع شعب على أيدي سلطة حكومية.
وأضاف البيان: نحن نواب الشعب الإيراني العظيم إذ ندين هذا القتل الهمجي والوحشي، ونطالب الرئيس النيجيري الذي قام بزيارة إلى إيران مؤخرا، بأن يقوم بتشكيل لجنة خاصة لمتابعة هذه الجريمة، وتسليم مرتكبيها إلى القانون، والإفراج عن رجل الدين الشيخ إبراهيم الزكزاكي وإعادة إعمار الحسينيات المهدومة.
في هذا الاطار قال رئيس مجلس الشورى الاسلامي الدكتور علي لاريجاني حول هجوم القوات النيجيرية على الشيعة وقال: البرلمان يدرس حاليا القضية.
ونبه الدكتور لاريجاني خلال اجتماع مجلس الشورى الاسلامي أمس الثلاثاء الى أن البرلمان بصدد اتخاذ الخطوات المناسبة على هذا الحادث حال الانتهاء من دراسته.
الجدير بالذكر أن القوات النيجيرية هاجمت يوم الأحد حسينية بقية الله ومنزل زعيم الحركة الاسلامية في نيجيريا الشيخ ابراهيم الزكزاكي في مدينة زاريا النيجيرية، وأستشهد على أثر الهجوم العشرات من الشيعة، وبررت القوات النيجيرية هجومها بأن الحركة نفذت محاولة اغتيال فاشلة لرئيس هيئة أركان الجيش النيجيري.
في هذا الاطار اشار مساعد وزير الخارجية للشؤون العربية والافريقية الدكتور حسين امير عبداللهيان الى مباحثات ظريف ونظيره النيجيري حول مصير الشيخ الزكزاكي واستشهاد العديد من ابناء الطائفة الشيعية في نيجيريا وقال ان تحديد مصير الزكزاكي يحظى باهمية بالغة للعالم الاسلامي وايران.
وفي تصريح ادلى به للتلفزيون قال: ان العلاقات بين طهران وابوجا متميزة الان ىوقد زار الرئيس النيجيري طهران مؤخرا واستثمرنا الاجواء الايجابية في العلاقات لابلاغ اصدقائنا في الحكومة النيجيرية مرارا بمسؤوليتهم ازاء هذه الحوادث.
واضاف: ان سلامة الشيخ الزكزاكي تحظى بتاكيد الشعب النيجيري المسلم والعالم الاسلامي وصولا الى رفع المخاوف واعادته الى منزله لمواصلة نشاطه الطبيعي.
اما المتحدث باسم الحركة الاسلامية في نيجيريا ابراهيم موسى فقد قال ان زعيم الحركة الشيخ ابراهيم زكزاكي قد اصيب بجراح بالغة خلال الهجوم الذي قامت به قوات الجيش على منزله وانه نقل الى كادونا.
وصرح المتحدث لوكالة فرانس برس "وردتنا تقارير بان الجنود قاموا باجلاء جثث عناصرنا الذين قتلوا امام منزل زعيمنا في شاحنات". واضاف انه تم اعتقال الشيخ زكزاكي.
هذا وأدان مراجع الدين في إيران هجوم الجيش النيجيري على أتباع أهل البيت في مدينة زاريا مطالبين بالإفراج الفوري عن الشيخ إبراهيم الزكزاكي.
وأصدر كل من المراجع آية الله نوري همداني، و آية الله علوي كركاني،
و آية الله صافي كلبايكاني بيانات دانوا فيها هجوم الجيش النيجيري على أتباع أهل
البيت في هذا البلد مطالبين بالإفراج الفوري عن زعيم أتباع أهل البيت في نيجيريا
الشيخ زكزاكي ومداواته، داعين الحكومة النيجيرية إلى التصدي لفرقة "بوكوحرام"
الإرهابية.
وادانوا
مراجع الدين المجزرة المرتكبة بحق أتباع أهل البيت في مدينة زاريا بنيجيريا وطالبوا
بمعاقبة مرتكبي هذه الجريمة المؤلمة داعيا الحكومة النيجيرية إلى التصدي لفرقة
بوكوحرام الإرهابية والتكفيريين بذل الضغط على أتباع أهل البيت (ع).
ودعى علماء الدين في البلاد الحكومة النيجيرية العمل على علاج الجرحى وجميع المتضررين مشددين على ضرورة حفظ الوحدة بين المسلمين في الظروف الراهنة من أجل مواجهة المجموعات التكفيرية والسفلية وبوكوحرام .
وفي لبنان استنكر "تجمع العلماء المسلمين"، في بيان، "جريمة الاعتداء على منزل وحسينية زعيم "الحركة الإسلامية في نيجيريا" الشيخ إبراهيم الزكزاكي"، وقال "منذ فترة يركز الكيان الصهيوني على الوضع المتنامي لخط المقاومة في أفريقيا، وقد أعتمد في سبيل ذلك آليات سياسية وعسكرية وأمنية منظمة، ترافق ذلك مع حملة للدول التي تعمل على نشر الفكر الوهابي في أفريقيا تحت حجة واهية هي مواجهة المد الشيعي هناك.وكانت نيجيريا من أكثر الدول التي قام التحالف الأميركي الصهيوني التكفيري الوهابي بالتركيز عليها، فكانت "بوكو حرام" المدعومة من هذا الحلف وابتدأت المجازر والانتهاكات لكل القيم ولا يستطيع أحد أن يقنعنا أن الدولة النيجيرية عاجزة عن القضاء على بوكو حرام".
ورأى ان "ما حصل بالأمس للشيخ إبراهيم الزكزاكي يأتي في هذا السياق، فهناك سعي مستمر من سنوات للقضاء على هذه الحركة وعلى الشيخ شخصيا، وكانت الدولة النيجيرية قد اعتدت على مسيرة يوم القدس في العام 2013 وقتلت عددا كبيرا من الشهداء بينهم ثلاثة أولاد لسماحة الشيخ. واذ دان التجمع "هذه الجريمة المجزرة"، اعتبر أنها "تأتي خدمة للصهيونية التي أزعجها كما صرحت مرارا انتشار الخط المقاوم في نيجيريا وخدمة للخط التكفيري المعادي لخط المقاومة والساعي لنشر الإرهاب الوهابي، وما الكلام الصادر عن الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين ورئيسه زعيم الفتنة في العالم الإسلامي يوسف القرضاوي من تحذير من انتشار التشيع في أفريقيا إلا كلام يأتي في سياق هذه الحرب على المقاومة والتي دمرت العالم الإسلامي من ليبيا إلى تونس ومصر وسوريا".