اسرائيل واللعبة الخطأ!!
مهدي منصوري
وضع الكيان الصهيوني ثقله الكبير على مسار المفاوضات من اجل ان يحقق ما يريد من خلالها، الا ان انغلاق هذا الباب وضع الصهاينة امام احتمالات كبيرة خاصة وان الكثير من التقارير الخبرية وحتى مراكز الابحاث العسكرية والسياسية سواء في الداخل الصهيوني او خارجه قد وصلت الى قناعة ان البديل لايقاف مسير المفاوضات هي المواجهة، اذن فان العدو الصهيوني يدرك جيدا ان فتح باب المواجهة مع ابناء الشعب الفلسطيني سيكون هو الخاسر الوحيد فيها لان تجربة حربين على غزة قد عزز هذه الحقيقة اذ ان مرارة الهزيمة التي ذاقها الجيش الصهيوني خلال هاتين الحربين لازالت ماثلة امام انظار العسكريين الصهاينة قبل العسكريين، ولذلك فان الكيان الغاصب يحاول ان يزيل عار هذه الهزيمة المنكرة ولكي يثبت للشعب الصهيوني انه قادر على توفير الامن والاستقرار له بعد ان فقد مصداقيته لدى هذا الشعب.
ولكن المواجهات المستمرة بين ابناء الشعب الفلسطيني والمستوطنين وقوات الشرطة الصهيونية والتي قد تكون يومية بالاضافة الى امطار المستوطنات بالصواريخ والتي اقضت مضاجعهم بحيث ثبت للشعب الصهيوني ان الخطر لازال محدقا به وان ما وعدته به الحكومة قد اصبح في عالم الخيال.
ومن الطبيعي وفي ظل هذه الاجواء والضغوط التي تتوالى على الحكومة الصهيونية مما فرض عليها ان تلجأ الى ذريعة قد تستطيع من خلالها ان تعيد هيبتها ولذلك جاءت موضوعة اختطاف الجنود الصهاينة الثالثة في ظروف غامضة بحيث واجه هذا الاختطاف حالة من الهستيريا لدى القوات الصهيونية مما دعاها الى المداهمات للمدن الفلسطينية خاصة الخليل بحثا عن خاطفي هؤلاء الجنود فضلا ان لم تعلن أي جهة فلسطينية مسؤوليتها عن اختطافهم، ولكن وبعد مرور اسبوعين تم العثور على هؤلاء الجنود وهم مقتولون في احدى احياء مدينة الخليل مما يزيد الاعتقاد ان الموضوع قد تم تنفيذه من قبل الموساد الصهيوني من اجل ايجاد ذريعة للهجوم على قطاع غزة. والا فان لو كانت احدى فصائل المقاومة قد قامت بعملية الاختطاف فانها لابد ان تستهدف من ذلك ان تنتزع بعض الحقوق من الكيان الصهيوني، وموضوع جلعاد شاليط ليس بالبعيد اذ احتفظت به المقاومة حيا فترة ليست بالقصيرة واستطاعت ان تبادله بمجموعة من الاسرى الفلسطينين، فكيف اذا كان ثلاثة جنود صهاينة فانها حتما تستطيع ان تجبر هذا الكيان على ان يعطي الكثير من اجل اطلاق سراحم؟، ولما تقدم فانه لايمكن ان تفرط فيهم وتعمد الى قتلهم بحيث ينتفي السبب من اختطافهم.
لذلك يمكن القول ان كيان العدو الصهيوني قد لعب اللعبة بالصورة الخطأ وانه لايمكن له ان يستفيد منها في خلق ذريعة لتنفيذ تهديداته والتي تعالت هذه الايام من قبل القيادات العسكرية بالهجوم على قطاع غزة.
وبنفس الوقت ومن طرف اخر فان الشعب الفلسطيني قد قرأ لغة الكيان الغاصب ولذلك فانه اعلن وعلى لسان مقاومته الباسلة انه على اتم الاستعداد للمواجهة فيما اذا اراد العدو ارتكاب حماقة فسيكشف هشاشته وضعفه ، وبنفس الوقت فانها حذرت العدو من ان لايضع نفسه في شرنقة لايمكنه الخروج منها، بحيث يكون رد فعل المقاومة قويا وصارما ويكون أشد وطأة من حربي 22 و 8 ايام.