kayhan.ir

رمز الخبر: 30191
تأريخ النشر : 2015November29 - 20:55

ماذا يجري في ريف اللاذقية الشمالي؟

شارل أبي نادر

ليس سهلًا ما نشهده من تداعيات حول العلاقة بين روسيا وتركيا واستطرادا بين روسيا وحلف شمال الاطلسي ومن ورائه الولايات المتحدة الاميركية، وذلك بعد ان تم إسقاط القاذفة الروسية سوخوي 24 على الحدود التركية مع سوريا في ريف اللاذقية الشمالي، وقيام مقاتلين تركمان ترعاهم وتوجههم تركيا بقتل قائد الطائرة اثناء هبوطه، وليس اقلها بالاضافة للاجراءات الروسية الحازمة لناحية العقود والمشاريع والسياحة مع تركيا ، الاجراءات العسكرية الميدانية اللافتة والتي تمثلت بتركيز منظومة اس 400 المتطورة المضادة للصواريخ وللطائرات في الشمال السوري، ووقف كل اشكال الارتباط والتواصل العسكري مع الاتراك والذي يأخذ طابع التنسيق الضروري المباشر حول الاعمال العسكرية في شمال سوريا بشكل عام.

هل كان كل هذا التدحرج الدراماتيكي في العلاقة وهذا التسارع في الاجراءات الروسية الميدانية والجوية بسبب خطأ تقني من الطيار الروسي باختراقه الاجواء التركية في منطقة حدودية متداخلة مع بقعة العمليات الجوية، ام بسبب رعونة وتسرّع قائد الطائرة التركية الذي اطلق صاروخا واحدا موجّها كان كافيا لاسقاط القاذفة سوخوي 24؟

في دراسة ميدانية لمنطقة العمليات العسكرية في ريف اللاذقية الشمالي، وتحديدا في مربع زاهية – ربيعة – النوبة – زيتونة وحيث الاخيرة متاخمة للحدود في ريف اللاذقية لناحية الشمال الشرقي، تلعب منطقة ربيعة والتلال المحيطة بها في جبل التركمان دورا اساسيا في تثبيت خط مدافعة خليط المسلحين بوجه تقدم الجيش السوري ومحاولاته المتكررة والمركّزة لاستعادة السيطرة على كامل الريف المذكور حتى الحدود مع تركيا ما بين تخوم جسر الشغور شرقا وكسب غربا، وفي سياق هذه المحاولات والتي تقدمت فيها مؤخرا وحدات الجيش السوري مسيطرة على كامل جبل النوبة جنوب شرق ربيعة وعلى تلال اساسية من جبل زاهية غربها، تواجه هذه الوحدات مقاومة شرسة من المسلحين المنتشرين على مثلث التلال شمال منطقة ربيعة المذكورة وذلك ما بين تلة البيضا شرقا مرورا بتلة شحرورة في الوسط وامتدادا الى تلة حياة شمال غرب.

وهذا المثلث الذي يعتبر خط مدافعة ثابت لهؤلاء المسلحين هو عبارة عن شريط من المواقع المتتابعة التي تتحكم بكافة محاور تقدم وحدات الجيش السوري من الغرب في زاهية او من الشرق ناحية طريق اللاذقية - جسر الشغور الفاصلة بين جبل الاكراد شرقا وجبل التركمان غربا، وهذه المواقع مجهزة بمراكز اسلحة اجمالية وصواريخ مضادة للاليات المدولبة وللدروع متوسطة وبعيدة المدى ومجهزة ايضا بملاجىء محصنة ومحفورة في الجبال وحيث تم تركيز مداخلها الضيقة بشكل متعرج باتجاه الشمال لناحية الاراضي التركية القريبة منها.

من هنا ظهرت الحاجة الميدانية لدى وحدات الجيش السوري والتي يتطلب نجاحها في التقدم، السيطرة على مثلث المواقع المحصنة المذكورة، فتم تكليف الطيران الروسي بمهمة تدمير هذه المواقع وتأمين التغطية الجوية المطلوبة وذلك من خلال تنفيذ مهمة قصف ورماية الاهداف الصعبة والحساسة التي تتطلب من الطائرة الحصول على زاوية شبه اجبارية اثناء تدخلها وانقضاضها على الهدف لادخال الصاروخ الموجه في ابواب مداخل الملاجىء الضيقة والمتعرجة، وهذه الزاوية الاجبارية فرضت على الطيار، وللحصول عليها، الانحراف شمالا والطيران فوق خط حدودي متداخل ومتقارب مما خلق هذه الاشكالية حول وجود خرق حدودي او عدم وجوده وذلك لفترة بسيطة جدا لا تتعدى الثلاثين ثانية كانت كافية لاطلاق الصاروخ الموجه من الطائرة التركية والتي أظهرت كافة المعطيات لاحقا انها كانت بوضع الجهوزية وانتظار الهدف (السوخوي 24) والاطباق عليه وخلق الحدث المفصل الذي سيكون له تداعيات قد لا يمكن لتركيا السيطرة عليها .

هل ستخلق هذه الحادثة قيودا لدى الطائرات الروسية تقضي بعدم الاقتراب من هذه المنطقة الحدودية المتداخلة والمتقاربة والتي هي ضرورية لتنفيذ رماية فعالة على مواقع المسلحين المحصنة بهدف تأمين تقدم مدرعات ومشاة الجيش السوري على هذه النقاط الحيوية من بقعة القتال؟ ام ستشهد البقعة عمليات مجوقلة خاصة من خلال تنفيذ انزالات صاعقة مباشرة على هذه الاهداف وتدميرها والسيطرة على تلك التلال التي اصبحت تشكل العثرة الوحيدة اجمالا في طريق اكمال السيطرة على ريف اللاذقية الشمالي؟