الكيان الصهيوني او "اسرائيل" في الامارات!!
مهدي منصوري
بعد مسرحية انهزام الجيوش العربية امام اسرائيل عام 1976 والذي عرف بعام النكبة بحيث وضع الدول العربية امام صورة جديدة الا وهي انهم لا يملكون القدرة على مواجهة هذا الكيان لانه يملك جيشا لا يقهر كما اشيع، لذلك بادر السادات وبتحرك اثار استغراب الجميع الا وهو الذهاب الى اسرائيل لتحقيق السلام معها، بحيث واجه الرفض من بعض والانتقاد من بعض الدول الاخرى، الا انه قد ختم هذا الجدل القائم بالقول وبعد ان زار آخر دولة عربية وفي مطارهابعد ان خاض جولة في عدة دول عربية، وعندما سئل الا يخشى من ردود غاضبة لانجاز هذه الزيارة، فاجاب بالقول "نحن متفقون في الاستراتيجية، ولكننا مختلفون في التكتيك"، وبعبارة اوضح اراد السادات ان يقول اننا متفقون في تطبيع العلاقات مع اسرائيل، ولكن موعد تنفيذ هذا الامر لم يحدد وقته لعدة اعتبارات لم يذكرها في حينه.
والملاحظ ومن خلال مسير الاحداث نجد ان اغلب الدول العربية لم تحرك ساكنا تجاه الكيان الصهيوني الغاضب للقدس رغم كل الجرائم التي يرتكبها ضد الشعب الفلسطيني، وليس فقط يقف الامر عند هذا الحد بل انهم قد وضعوا يدهم بيده او بالاحرى دفعوه في بعض الاحيان الى ضرب المقاومة الباسلة سواء كان في لبنان وفلسطين وقدموا له الدعم السياسي والاعلامي والذي برز واضحا خلال عدوانه الغادر على المقاومتين اللينانية والفلسطينية.
ومن نافلة القول ان هذه الدول والتي راهنت بان استمرار وجودها على دعم واشنطن واسرائيل وضربت كل المقاييس الاخلاقية والانسانية عرض الحائط بحيث اخذت تمارس حرب شرسة مع شعوبها من خلال كتم الانفاس واعتقال كل صوت يدعو لمحاربة أو مواجهة الكيان الصهيوني ودعم المقاومة. لذلك فانها ومن هذا الجانب تحاول جهد امكانها ايجاد الفرص والمناسبات لتطبيع العلاقات مع هذا الكيان.
واليوم نجد ان الامارات العربية المتحدة قد فتحت ابوابها مشروعة امام الكيان الصهيوني ومن دون اي خجل او تردد او حتى ملاحظة ابناء الشعب الفلسطيني الذين يراق دماء ابنائه يوميا من دون ذنب سوى انهم يريدون احقاق حقوقهم المشروعة.
وبطبيعة الحال فان خطوة الامارات لم تكن الوحيدة بل سبقتها دولا كمصر وقطر والسعودية في الخفاء ومن وراء الستار من خلال اللقاءات السرية التي تتم في اروقة بعض المحافل الدولية. الا ان هذا الامر لايمكن ان يضع شعوب هذا الدول في موقف المتفرج بل لابد ان تعلن رايها الواضح كما عبر عنها الشعب المصري وبوضوح عن خلال التظاهرات التي طالبت بقطع العلاقات مع الكيان الغاصب وطرد سفيره من القاهرة.
لذلك فان السير والاستمرار بهذا الطريق خاصة من قبل الدول الخليجية سيكون له تبعات خطيرة على شعوب المنطقة التي تعيش حالة من الاستقرار والامن. لان الكيان الصهيوني كيان عدواني حاقد وانه لا يريد للمنطقة الاستقرار لكي يضمن استقراره، لذلك فانه قد يرتكب حماقة قد تؤدي بالامن الخليجي ادراج الرياح وعندها لاينفع الندم وعض الانامل.