الصحف الاجنبية: خلافات آل سعود تترجم أحكام إعدام جائرة
تحدثت صحف غربية عن عمليات اعدام يتوقع تنفيذها خلال الايام المقبلة في السعودية من بينها الفتى على النمر، مشيرة إلى أن ذلك قد يأتي في سياق الصراع على السلطة بين ولي العهد محمد بن نايف وولي ولي العهد محمد بن سلمان.
ونشرت صحف اميركية بارزة مقالة لناشط بحريني معارض اتهم فيها الحكومة البحرينية بالترويج للطائفية بالداخل وتغذية تنظيم داعش، في وقت سلطت مواقع اميركية الضوء على الخطوات التي تتخذها الصين بغية تعزيز قواتها العسكرية.
شرت صحيفة الاندبندنت البريطانية تقريرا احتل العنوان الرئيس فيها ان السعودية ستقوم باعدام ما يزيد عن خمسين رجلاً بعد صلاة الجمعة في "عملية استعراض للقوة من قبل وزير الداخلية محمد بن نايف"، واشار التقرير الى أن السعودية سبق ونفذت 151 عملية إعدام خلال هذا العام.
التقرير أوضح أن السلطات السعودية تعد لتنفيذ سلسلة من الاعدامات في كافة انحاء البلاد بحق ما يزيد عن خمسين رجلاً اتهموا بجرائم ارهاب، و اضاف ان من بين هؤلاء من لم يصل عمره ثماني عشرة سنة عند اعتقاله.
ما قال التقرير ان نشر مقالة في صحيفة عكاظ، المقربة جداً من وزارة الداخلية السعودية، قد اقنعت عائلات المتهمين ومنظمات حقوق الانسان المعنية ان الاعدمات وشيكة، ولفت الى ان هذه الاعدامات ستكون الاولى المرتبطة باداعات حول جرائم ارهابية، والى ان سبعة من المدانين هم من شيعة منطقة العوامية الشرقية.
وكشف التقرير عن امكانية أن يكون الشيخ نمر النمر، الذي اعتقل عام 2012، من بين من سينفذ بحقهم حكم الاعدام، وقال ان امهات خمسة من المتهمين الشيعة قد اصدرن رسالة قالوا فيها ان ابنائهن تعرضوا للتعذيب خلال فترة الاحتجاز. وكشف عن فحوى هذه الرسالة التي يقول فيها الامهات ان "اولادهن لم يقتلوا او يجرحوا احداً، و ان الاحكام مبنية على اعترافات تم استخراجها تحت التعذيب، و على محاكمات منعت تعيين محامي دفاع لهم (للمتهمين)،و كذلك قضاة اظهروا الانحياز لصالح النيابة".
التقرير تحدث عن المعتقل الشاب على النمر، حيث نقلت عن شقيقه ووالدته بان الاخير تعرض للضرب المبرح خلال فترة احتجازه، وأضاف التقرير انه وبينما تنفي السلطات السعودية هذه الاتهامات، فقد اكد "Sevag Kechichian"، وهو الباحث الدولي للشرق الاوسط وشمال افريقيا لدى منظمة العفو الدولية، ان "النفي لا يكفي على الاطلاق عندما تتوافر ادلة واضحة تثبت عكس ذلك". و دعا "Kechichian” الى تحقيق شامل و حيادي في الاداعات حول التعذيب، و شدد على ضرورة عدم تنفيذ هذه الاعدامات، مؤكداً على رفض منظمة العفو الدولية عقوبة الاعدام "تحت كافة الظروف".
كما تطرق التقرير الى دعوة خبراء الامم المتحدة و البرلمان الاوروبي السعودية الى عدم المضي باعدام على النمر. واضاف ايضاً ان توقيت هذه الاعدامات، في حال نفذت، انما هي مرتبطة بشكل كبير بالصراع على السلطة الذي يدور بين ولي العهد ووزير الداخلية محمد بن نايف، وولي ولي العهد ووزير الدفاع محمد بن سلمان، نجل الملك سلمان.
ونقل التقرير عن المعارض السعودي سعد الفقيه الذي يقطن في لندن بان "محمد بن سلمان استولى على كل شيء"، مضيفاً ان "محمد بن نايف يريد تسجيل موقف. يريد ان يظهر كالقوي من خلال قتل 52 شخصاً في ضربة واحدة".
بحسب التقرير، اعتبر السيد فقيه ان صحيفة عكاظ لما كانت نشرت المقالة دون ارشادات واضحة من قبل وزارة الداخلية، حيث قال فقيه ان الصحفية ما كانت لتنشر المقالة "دون اخذ اذن محمد بن نايف".
ولفت التقرير الى ان مناصري تنظيمي القاعدة و داعش يعتقد انهم من بين الذين يواجهون عقوبة الاعدام، و نقل عن فقيه ايضاً اعتقاد الاخير بان محمد بن نايف يريد الادعاء بان لا دافع طائفي للاعدامات من خلال ضم المدانين بالانتماء الى هذه التنظيمات الارهابية مع الشيعة، وقال فقيه ان "إذا ما نفذت الاعدامات ستحصل ثورة شيعية".
سياسات حكام البحرين تعزز الطائفية وتغذي داعش
من جهة ثانية، نشرت صحيفة "نيويورك تايمز" مقالة للناشط البحريني المعارض المقيم في لندن احمد الوداعي، والتي اعتبر فيها الاخير ان الطائفية الموجودة داخل المجتمع البحريني هي من نتاج الدولة و ليس المعارضة السياسية.
وأشار الكاتب الى انه بينما تقوم سلطات البحرين بسجن الناشطين السياسيين و المدافعين عن الحقوق في الداخل، تشارك كذلك فيما يسمى التحالف الذي تقوده اميركا ضد داعش. و اعتبر ان المفارقة هنا هي ان المجندين البحريين لدى داعش ليسوا من معارضي الحكومة وانما من داخل صفوف هذه الحكومة.
و قال ان خلافاً للولايات المتحدة وبريطانيا وفرنسا،حيث تقوم داعش بتجنيد الشباب الغاضبين، فان داعش تجد من هو مستعد للالتحاق بصفوفها من داخل المؤسسة الحاكمة. و اضاف ان ابرز المجندين البرحرينيين لدى داعش هو الواعظ الارهابي تركي آل بينالي، الذي ينتمي الى عائلة تجمعها علاقة وطيدة بعائلة آل خليفة الحاكمة. كما تحدث عن مجندين آخرين كانوا سابقاً عناصر في قوات الامن البحرينية.
ولفت الكاتب الى ان المدعو محمد عيس آل بينالي، و هو ضابط سابق في وزارة الداخلية البحرينية، قد التحق ايضاً بداعش. و نقل عن احد السجناء السابقين بانه شاهد بينالي و هو يشرف على تعذيب سجناء شيعة دون سن ثمانية عشر سنة، و ذلك قبل ان يختفي عن الانظار عام 2014 للانضمام الى داعش.
و اعتبر الكاتب ان السيد بيلاني قد تكيف مع العنف والكراهية في نظام السجون داخل البحرين، مضيفاً ان الحكومة البحرينية لن تستطيع مكافحة التطرف بالداخل بشكل فاعل حتى تعترف بذلك.
الكاتب رأى ان التطرف الموجود داخل البحرين هو من صنيعة النظام الحاكم، و نتاج لتدمير المساجد الشيعية و اللغة الطائفية التي يستخدمها العديد في الحكومة البحرينية بغية تقويض مصداقية المعارضة الديمقراطية. على ضوء ذلك اعرب عن تخوفه من ان تكون البحرين متجهة على نفس مسار السعودية،حيث عززت السلفية الراديكالية مشاعر الطائفية و الارهاب.
وتحدث الكاتب عن الخطوة التي قامت بها الحكومة البحرينية بسحب جنسيته اوائل هذا العام، حيث نشرت وكالة الانباء البحرينية اسماء ضمت اسمه الى جانب اسماء نحو خمسين شخصية اخرى بين ناشط و صحفي و سياسي – وذلك الى جانب نحو 20 شخص من المنتمين الى داعش و القاعدة.
و عليه تساءل الكاتب انه كيف يمكن لبلد ترفض التمييز بين المطالب السلمية بحقوق ديمقراطية و الارهاب ان تتصدى للطائفية المتطرفة. و قال ان الرئيس اوباما قد وعد في وقت سابق هذا العام باجراء الحديث الصعب المطلوب حول هذه القضايا مع دول الخليج،الا ان السيد كيري، ولدى لقائه نظيره البحريني مؤخراً في واشنطن، قد سمح للبحرين بمواصلة الاعمال الطائفية التي تغذي داعش في الخارج.
الصين تعزز قوتها العسكرية
بدوره، موقع "بلومبرغ" الاميركي نشر تقريراً تحدث عن اعلان الرئيس الصيني "شي جينغ بينغ" اجراء تعديلات واسة على تركيبة الجيش الصيني لجعله "اكثر استعداداً للحرب و افضل تسليحاً لنشر القوة الى خارج حدود البلاد".
ونقل التقرير عن وكالة شينخوا الرسمية الصينية ان الرئيس الصيني قد اعلن لدى اجتماعه مع المسؤولين العسكريين في العاصمة بيكن ان هذه التعديلات تنص على وضع جميع افرع القوات المسلحة الصينية تحت قيادة عسكرية مشتركة. كما نقل عن وكالة "شينخوا" كذلك ان الخطة هذه تهدف الى تعزيز قبضة الحزب الشيوعي على الجيش الصيني، الذي هو اكبر جيش في العالم مع ما يزيد عن 2.3 مليون عنصراً.
التقرير لفت الى ان الصين هي جازمة اكثر بكثير تحت قيادة الرئيس "شي" (Xi) فيما يخص الخلاف على المناطق الواقعة في بحر الصين الشرقي و الجنوبي، الامر الذي زاد من التوترات مع الدول المجاورة مثل اليابان و الفلبين، اضافة الى الولايات المتحدة. كما اشار الى ان سياسات الرئيس الصيني تمثل تحولاً من النهج الصيني السابق الذي حرص على عدم لفت الانظار على المسرح الدولي.
و في هذا الاطار نقل التقرير ايضاً عن وكالة "شينخوا" ما قاله الرئيس الصيني امام القادة العسكريين لناحية "انتقال الجيش الصيني من جيش صغير الى جيش كبير، و من جيش ضعيف الى جيش قوي،و من انتصار الى انتصار"، تحت قيادة الحزب الشيوعي.
كما افاد التقرير ان الرئيس الصيني، الذي اصبح رئيس اللجنة العسكرية المركزية لدى تسلمه السلطة عام 2012، يشرف شخصياً على عملية التغيير هذه.و اشار بهذا السياق الى اعلانه مشاركة 300,000 جندياً صينياً في استعراض عسكري اقيم بشهر ايلول سبتمبر الماضي في بيكن، وذلك بمناسبة احياء الذكرى السنوية لهزيمة اليابان في الحرب العالمية الثانية.
ونقل التقرير عن الكولونيل المتقاعد في الجيش الصيني "Yue Gang” ان ما يحصل هو اكبر عملية اصلاح للجيش منذ الخمسينيات.و بحسب التقرير اعتبر "Gang” ان هذه الاصلاحات تهز اسس الجيش المبنية على النظام العسكري السوفييتي، حيث تحوله الى نظام القيادة المشتركة على غرار النظام الاميركي، الامر الذي يجعل من الجيش الصيني "قوة مسلحة متخصصة".
وسلط التقرير الضوء على التطورات الاخيرة المتعلقة بنشاطات البحرية الصينية، متطرقاً الى السفن الحربية الصينية المتطورة التي تشارك بعمليات ضد القرصنة بخليج عدن، و كذلك باجلاء المواطنين الصينين من مناطق النزاعات في ليبيا و اليمن. و هنا لفت الى تأكيد وزارة الخارجية الصينية بان بيكن تجري المحادثات مع جيبوتي حول انشاء مواقع لوجستية (في جيبوتتي) للمساعدة باعادة تزويد السفن الحربية التي تجول على الساحل الافريقي الشرقي.
و تحدث التقرير ايضاً عن تقرير سنوي اصدره البنتاغون للكونغرس الاميركي في شهر ايار مايو الماضي، اعتبر ان انشاء قيادة مشتركة تعد التغيير الاكبر لنظام قيادة الجيش الصيني منذ عام 1949.