غباؤهم دفعهم للانتحار!!
بعد ان افلس الاستكبار العالمي وادواته في المنطقة من تشويه صورة المقاومة الاسلامية التي قصمت ظهر العدو الصهيوني وكشفته على حقيقته على انه اوهن من بيت العنكبوت وبعد ان فشل الاستكبار بتسويق هذه المقولة المزيفة بان "ايران هي العدو وليس اسرائيل"، لجأ هذه المرة لاختراع "داعش" على انه اقصر الطرق واسهلها للوصول الى اهدافه الخبيثة لاشغال العرب بعضهم ببعض وتحت يافطة مقدسة تحمل اسم الاسلام وهذا ما يوفر الحصانة والحماية لامن الكيان الصهيوني، لكن هذا الاستكبار الغبي ومن يدور في فلكه اخطأ في حساباته هذه المرة ايضا وتناسى ان الامام الخميني الراحل رضوان الله عليه سبق وان حذر الامة من الاسلام الاميركي وتمايزه عن الاسلام المحمدي الاصيل الذي يرفض الظلم والخنوع وكل اشكال العبودية والتبعية لغير الله. فضلا عن ان وعي ابناء الامة بات رقما يحسب عليه وهذا ما شاهدناه في سوريا رغم مرور اكثر من ثلاث سنوات من الحرب الاعلامية المكثفة لتشويه الحقائق وقلب المفاهيم.
واليوم لا يختلف اثنان في عالمنا الاسلامي والعربي على ان "داعش" صناعة اميركية بامتياز وان حاولت عبثا بعض الدول العربية الداعمة له خلط الاوراق لاهداف معلومة والتنصل منه وتصوير الامر على انه تحرك داخلي عراقي لاستحصال حقوق المهمشين، لكن ذلك لن يغير من الواقع شيئا انه اداة اميركية لخلق فتنة في المنطقة واغراق العراق والمسلمين في اتون حرب طائفية كما تصورها عقولهم العفنة والمتخلفة لتوفير افضل الفرص لحماية امن الكيان الصهيوني وهذا يبقى مجرد حلم سيدفنونه معهم.
وما كشفه موقع "فورث مديا" بان السفارة الاميركية في انقرة تتحول الى مقر لقيادة عمليات "داعش" يقطع الشك باليقين، في ان اميركا هي الرأس المدبر لهذه الزمرة الارهابية التي قتلت بالامس بسوريا وشعبها لاخراجها من محور المقاومة واليوم تدمر بالعراق وتهجر ابناءه من المناطق التي تستولي عليها نتيجة للخيانة والتواطؤ وذلك خدمة للعدو الصهيوني الذي لم يخف ارتياحه ونشوته بما يحدث في المنطقة وخاصة اعلانه الصريح لدعم قيام دولة كردية كخطوة اولى لتقسيم العراق واضعافه.
وربما يتساءل المواطن العادي كيف يمكن لاميركا ان تؤسس لـ "داعش" وهي في نفس الوقت تهدد الانظمة العربية في فلكها فنقول له ان اميركا لاعهد ولا ميثاق ولا صديق لها وهذا ما يوثقه تاريخنا المعاصر وليست قصص عندما تخلت عن شاه ايران ومبارك وزين العابدين الذين خدموها ردحا من الزمن لان حماية امن للكيان الصهيوني خيار استراتيجي اميركي لا يفوقه خيار آخر وانه كلما ضعفت الدول العربية وانشغلت في مشاكلها الداخلية سواء كانت في محور المقاومة او محور الانبطاح فهو خدمة للعدو الصهيوني واستمرار بقائه، والامر الاخر ان هذه الانظمة المرتبطة محسودة هي الاخرى على غبائها لانها تنساق بسهولة الى دائرة الانتحار دون ان تعي ما تفعله كمن يحفر قبره بيده وهذه هي عاقبة الطغاة الذين يتلاعبون بمصير الشعوب ومقدراتها ويخدمون الاجنبي طمعا بالبقاء على الكرسي الذي لا يدوم لهم ولو دام لغيرهم لما وصل اليهم.