إنجاز ليستر سيتي صاحب الامكانيات المتواضعة يتجاوز التوقعات
مشتهرا بلقب (الثعالب)، ومصمم بحيث يقاوم الهبوط، يمتلك النادي خامس أصغر ميزانية بين أندية البريميير ليغ، لكنه رغم كل ذلك تفوق على جميع منافسيه، حيث حصد 28 نقطة من إجمالي 39 بعد فوزه في ثماني مباريات والتعادل في أربع وخسارة وحيدة.
تأسس ليستر سيتي عام 1884، ولا يمتلك تاريخا حافلا بالبطولات، حيث توج ثلاث مرات ببطولة كأس رابطة الأندية الإنجليزية المحترفة مواسم (1963-1964 و1996-1997 ثم 1999-2000)، إضافة الى درع الاتحاد الإنجليزي عام 1971، وخاض 46 موسما في البريميير ليغ وكان أفضل مركز حققه هو الوصيف بفارق نقطة وحيدة عن المتصدر وقتها شيفيلد وينسداي في موسم 1928-1929.
نتيجة لكل ذلك، فإن إنجاز ليستر سيتي تجاوز الحدود وكذلك اجتذب جمهورا جديدا.
أما أبرز لاعبي الفريق فهو هدافه جيمي فاردي (28 عاما) الذي حقق المفاجأة هذا الموسم، بتصدره قائمة الهدافين بـ13 هدفا بعيدا عن أقرب منافسيه روميلو لوكاكو مهاجم إيفرتون وله تسعة أهداف، ثم هاري كين مهاجم توتنهام بثمانية أهداف، رغم أنه كان يلعب قبل أربعة أعوام في صفوف هاليفاكس المغمور من دوري الدرجة السابعة الإنجليزي.
بل إن فاردي نجح في معادلة الرقم القياسي للهداف الهولندي رود فان نستلروي وهو اللاعب الأكثر تسجيلا في أكبر عدد من المباريات المتتالية في الدوري بـ10 مباريات، وهو الرقم الذي يمكن لفاردي تحطيمه خلال المباريات المقبلة وكتابة إنجاز تاريخي جديد باسم ليستر سيتي.
بالإضافة الى فاردي، يبرز أيضا الجزائري رياض محرز الذي سجل سبعة أهداف، ولاعب الوسط مارك ألبرايتون.
كذلك وجد ليستر ضالته في مركز حراسة المرمى في كاسبر شمايكل، نجل حارس المرمى الأسطوري الدنماركي بيتر شمايكل الذي حرس عرين مانشستر يونايتد الإنجليزي، فضلا عن المدافعين الألماني روبرت هوث والجامايكي ويس مورغان قائد الفريق، والثنائي الأخير يمثل خط دفاع صلد.
أما المهاجم الأرجنتيني ليوناردو أويوا، الاحتياطي عادة، فقد ساهم بهدف في مغامرة ليستر سيتي في الدوري الإنجليزي الممتاز.
ويقود كل هؤلاء "ثعلب" مخضرم من الكرة الأوروبية هو الإيطالي كلاوديو رانيري (64 عاما) مدرب فالنسيا وأتلتيكو مدريد وتشيلسي السابق، كما تولى تدريب منتخب اليونان العام الماضي، وقد وصل ليستر مطلع الموسم بعد إقالة نايغل بيرسون الرجل الذي نجح في تصعيد (الثعالب) الى البريميير ليغ.
لقد دفع التحدي الصعب لكن ليس من دروب المستحيل، ووجود مدرب متمرس مثل رانيري الذي نجح في تشكيل فريق متلاحم وبتوليفة متجانسة من اللاعبين، في لمعان فاردي مثل نجم ساطع.
والآن وبعد انقضاء ثلث عمر الموسم الحالي، من الدوري الإنجليزي الممتاز لم يعد دور المراهنات تصنف ليستر سيتي كفريق مرشح للهبوط مثلما كان الوضع في بداية الموسم، وبات من الواضح أن (الثعالب) فريق لا يريد لمعجزته أن تنتهي على الإطلاق.
لكن عليه أن يحافظ على مستواه خاصة وأنه لا يبتعد سوى بنقطة واحدة في ترتيب البطولة عن مانشستر يونايتد الوصيف الذي يواجهه في الجولة المقبلة (الـ14) ، فيما يبتعد بنقطتين عن مانشستر سيتي وآرسنال صاحبي المركزين الثالث والرابع على الترتيب بفارق الأهداف.