طهران-كيهان العربي:-تعهد الرئيس فلاديمير بوتين امس الاربعاء بأن تتعاطى روسيا بأقصى درجات الجدية ، على خلفية حادث استهداف تركيا لقاذفتها فوق سوريا ، و أن تسخر كل السبل المتاحة لديها للدفاع عن أمنها .

وقال : "أرى أن الإجراءات التي أعلناها البارحة غير كافية ، وبحثت الأمر منذ الصباح امس الاربعاء مع القادة المعنيين في وزارة الدفاع ، حيث قررنا نصب منظومة اس400 للدفاع الجوي في قاعدتنا الجوية بسوريا ، و آمل أن لا تقتصر إجراءاتنا على هذه الخطوة فحسب ، بما يخدم ضمان سلامة تحليق طائراتنا" .

وأضاف الرئيس الروسي : "أريد التأكيد في هذه المناسبة أننا سنتعامل بجدية مطلقة مع الحادث ، وسوف نسخر جميع طاقاتنا لضمان أمننا" .

وفي معرض التعليق على ممارسات الحكومة التركية التي خلصت إلى استهداف القاذفة الروسية الثلاثاء ، اعتبر الرئيس بوتين أنها تعكف بشكل هادف على تعزيز التيار الإسلامي المتطرف في بلادها ، وقال : "المشكلة لا تكمن في المأساة التي وقعت " ، في إشارة إلى حادث استهداف الطائرة الحربية الروسية، "بل هي أعمق من ذلك بكثير . نحن شاهدون ، ولسنا بمفردنا ، بل العالم بأسره شاهد على ذلك ، ان القيادة التركية الحالية ، تنتهج طوال سنين و بشكل هادف سياسة داخلية لأسلمة بلادها ، ودعم التيار الإسلامي" المتطرف فيها .

وشدد الرئيس بوتين على أن الإسلام دين عالمي عظيم ، وأضاف : "نحن أنفسنا نعكف على دعم الإسلام ولن نتوقف عن ذلك ، إلا أن الأمر الذي أعنيه يتعلق بدعم التيار الراديكالي ، وهو الأمر الذي يخلق في حد ذاته وسطا ، وأجواء غير ملائمة لا تظهر للوهلة الأولى" .

وتابع يقول : "بعد الحادث الذي وقع ، لم يعد بوسعنا استثناء تكرار أي حادث آخر ، إلا أننا لن نتوانى عن الرد في مثل هذه الحالة. مواطنونا المتواجدون في تركيا قد يتعرضون لخطر كبير ، ووزارة خارجيتنا ملزمة بالتنبيه إلى ذلك" .

وعبر بوتين عن تأييده قرار وزارة الخارجية التي أوصت المواطنين الروس بالامتناع عن زيارة تركيا في الوقت الراهن ، وأضاف : "هذا إجراء ملزم على خلفية حادث إسقاط طائرتنا المأساوي ومقتل طيارنا ، والخارجية بدورها تبنت قرارا صائبا حينما حذرت المواطنين من الخطر" .

وأعلن بوتين في هذه المناسبة أنه تقرر منح اسم الطيار الروسي الذي قضى في هذا الحادث وسام بطل روسيا الاتحادية تخليدا لذكراه ، إذ قضى دفاعا عن البلاد ومصالحها .

وختم بالقول : "لقد تم إنقاذ ملاح الطائرة ، وأعتقد أنه قد وصل إلى قاعدتنا ، في المطار العسكري. قررنا منح ملاح الطائرة المنكوبة وجميع المشاركين في عملية إنقاذه أوسمة الشرف التي يستحقونها ، تلبية لطلب بذلك من وزارة الدفاع الروسية . أما الطيار الذي قضى في الحادث فتقرر منح اسمه وسام بطل روسيا الاتحادية" .

من جهته قال وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف إن هناك مؤشرات تدل على الطابع المتعمد لحادثة إسقاط قاذفة القنابل الروسية من قبل سلاح الجو التركي، مضيفا أنه عمل استفزاز مخطط له.

وتابع خلال مؤتمر صحفي عقده امس الأربعاء مع نظيره السوري وليد المعلم، للحديث عن تداعيات إسقاط قاذفة القنابل 'سو-24' الروسية في سوريا بصاروخ تركي: 'لدينا شكوك كبيرة في كون الحادث كان يحمل طابعا غير متعمد، بل هو يشبه استفزازا مخططا له على درجة كبيرة'.

وكشف لافروف أن نظيره التركي مولود تشاوش أوغلو اتصل به امس الأربعاء هاتفيا وقدم التعزية في مقتل العسكريين الروسيين وأعرب عن أسفه لما حدث، لكنه حاول تبرير ما ارتكبه سلاح الجو التركي.

وأردف قائلا: 'إننا كنا ننتظر إيضاحات من الجانب التركي الثلاثاء وعلى مستوى أعلى، ولكن أن تأتي متأخراً خير من أن لا تأتي أبداً '.

وأكد لافروف أن الإرهابيين يستخدمون الأراضي التركية لشن هجماتهم الإرهابية في سورية ودول أخرى مشددا على أن روسيا ستراجع مجمل علاقاتها مع تركيا بعد حادث إسقاط الطائرة الروسية.