العراق ليس ولاية أميركية!!
مهدي منصوري
من المقرر ان يصادق الكونغرس الاميركي على مشروع يتيح لواشنطن تقسيم العراق الى ثلاث دول. وهو المشروع الذي طرحه نائب الرئيس الاميركي بايدن عام 2008 بعد ان تم طرد القوات الاميركية من هذا البلد. والتي شكلت ظاهرة غير مسبوقة لواشنطن لم تحدث في العالم من قبل.
والذي لابد من الاشارة اليه ان المشروع الاميركي لتقسيم العراق لم يكن حديث الولادة بل عملت عليه واشنطن اثناء سيطرتها على هذا البلد بعد غزوها الغاشم، وذلك من خلال خططها السياسية والعسكرية والتي وضعت العراق في اتون حرب داخلية لازالت قائمة لهذه الساعة. من اجل ان تصل الى هذا الهدف الاساسي.
الا ان العراقيين الذين ادركوا ومن خلال وعيهم خطورة المشروع الاميركي تمكنوا ومن خلال عدم انسياقهم للرؤى والتصورات الاميركية وعدم الاستجابة اليها، وذلك بعدم ذهابهم الى الاقتتال الداخلي، وتمكنوا ن يقطعوا دابر الفتنة في مهدها وركنوا الى ديمقراطية صناديق الاقتراع بحيث اسقط ما في ايدي واشنطن وبصورة مخزية ومفضوحة.
ورغم ان العملية السياسية الحالية والتي هي نتاج للمصنع الاميركي، والتي تكثف بل وتعمق التقسيم الطائفي والعرقي الا انها لم تستطع ان تحدث شرخا بوحدة العراقيين وبصورة اذهل الجميع خاصة عندما وضعوا يدا بيد وجمعوا قواهم في مكافحة الارهاب القادم اليهم من الخارج والمدعوم اميركيا واقليميا بحيث انصهرت كل القوى في بوتقة واحدة وازالت كل الفوارق من اجل تخليص البلد من الارهاب والارهابيين والداعمين لهم سواء كان من السياسيين الدواعش أوالاميركان وغيرهم.
وقد نجحت هذه الجهود في دحر الارهاب بحيث افقدته قدرته وقوته بصورة ملحوظة، مما يمكن القول ان العراقيين تمكنوا ومن خلال دحر الارهاب ان يضعوا اميركا والداعمين لها في دائرة اليأس الكبير. أي وبعبارة اوضح ان واشنطن قد ذهب مشروعها التقسيمي لهذا البلد ادراج الرياح.
ومن هنا جاء الكونغرس الاميركي لكي يخفف من المعاناة التي تعانيها الادارة الاميركية التي تعانيها الادارة الاميركية من خلال فشلها في العراق بل في المنطقة واندفعت لكي تقر مشروعا يتيح لواشنطن تقسيم العراق وتحت ذرائع واهية لاواقع ولاأساس لها.
الا ان اميركا وحلفاءها سواء كان من الدول الاقليمية او السياسيين العراقيين الدواعش يدركون جيدا ان العراق عصي على التقسيم ولا يمكن لواشنطن ان تصل الى هذا الهدف المشؤوم، لان الغيارى من ابناء العراق قد اقسموا على ان يحافظوا على هذا البلد ارضا وشعبا، وانهم مستعدون لتقديم الغالي والنفيس من اجل ذلك ، وكذلك فان الاصوات التي انطلقت بالامس سواء كانت على المستوى السياسي والبرلماني والشعبي والتي طالبت الحكومة العراقية وكرد وقاطع على هذا المشروع ان تقوم بدورها في حماية العراق من التدخل الاميركي الفاضح وتقوم بطرد السفير الاميركي واغلاق السفارة في هذا البلد. مؤكدة ان العراق ليس ولاية اميركية حتى تخطط له ماترغب وتريد، مما يعكس ان العراقيين وبمطالبتهم هذه يؤكدون الحفاظ على استقلال وسيادة بلدهم، وانهم مستعدون لقطع كل يد وأي كانت من ان تعبث بوحدة اراضيه التي تسالمت عليه جميع الطوائف والاقوام العراقية من خلال الهبة الكبرى في محاربة الارهاب الاميركي الاهوج الذي يرفع رايته اليوم تنظيم داعش.