kayhan.ir

رمز الخبر: 29766
تأريخ النشر : 2015November21 - 21:00

ابوبكر اوباما البغدادي

يوم طل ابوبكر البغدادي لاول مرة على الجمهور لالقاء خطبة الجمعة في احدى مساجد الموصل بعد سقوطها بيد "داعش" استقرأ بعض المحللين الضالعين في خبايا ماوراء هذه التنظيمات الارهابية التي هي مجرد اداة لا اكثر تؤدي دورها الوظيفي لصالح صاحب القرار الاكبر بأن هذا الظهور لابي بكر للبغدادي هو الاول والاخير ومهمته انتهت مع هذه الاطلالة وان من سيقود المرحلة القادمة هي الجهات الرئيسة الواقفة وراء هذا التنظيم التكفيري الدموي في حين ان الصورة لم تتضح يومها لنوجه اصابع الاتهام مباشرة لاميركا واليوم ووفقا للمعطيات والشواهد والوثائق فقد ثبتت ان اميركا وباعتراف بعض المسؤولين الاميركيين وممارساتها وتعاملها مع داعش خلال سنة منذ بدء تشكيل تحالف دولي لمحاربته فرضت نتائج مخزية للغاية ومن خلال اعتراف الطيارين الاميركان الذين شاركوا في الحملة العسكرية على داعش لصحيفة "واشنطن فري باكون" الاميركية؛ بانهم ووفقا لاوامر ادارة البيت الابيض لم يستخدموا 75% من ذخائرهم على مواقع داعش مع العلم انها كانت تحت المرمى. وبالطبع ان هذا التسريب اعلنه قبل اشهر السناتور الجمهوري المتشدد جان ماك كين وهذا الامر لم يكن خافيا على احد بان اميركا لا تريد محاربة داعش بل هدفها الاول والاخير احتوائه واستثماره ولا يعنيها لامن قريب ولا من بعيد ما يسفك من دماء شعوب المنطقة او تدمير بلدانها بل المهم هو مصالحها اولا واخيرا وهذا هو ديدن الغرب كله وتعامله خلال القرون الاخيرة مع دول المنطقة.

ورغم انفجارات باريس الارهابية المريعة التي لم تهز الكيان الفرنسي فقط بل القت جو من الرعب والخوف على اوروبا برمته وحتى اليوم فان احتمالات انتقال موجات التفجيرات الى هذه الدول وحتى اميركا ودول الاقليم المتورطة في دعم داعش مفتوحة وان الاجراءات المتخذة في هذه الدول برفع التدابير لدرجة قصوى تدل على ان الاوضاع غير مستتبة بالمرة، الا اننا نرى ان القرار الاممي الذي كانت وراءه باريس المكتوية للتو بنار الارهاب المفجعة قد خففت من لهجة قرار مجلس الامن الذي صدر لمواجهة الارهاب تحت الضغط الاميركي والدول المتحالفة معها لان ذلك ينسجم مع مصالحها وهذا ما صدم الرأي العام العالمي والاقليمي وعارضته روسيا وايران لان هذا القرار لايعطي تفويضا بالتحرك العسكري او اللجوء الى البند السابع مع انهم يعترفون جميعا بان ارهاب داعش اصبح خطر عالميا.

انه نفاق وتجاهل من الدرجة الاولى لان مهمة داعش لم تنته بعد من وجهة نظر اميركا التي اسست داعش ورعته وهدا ليس اتهاما بل اعترف به اكثر من مسؤول اميركي مع وجود الشواهد الكبيرة بدءا بالتفرج الاميركي وعدم القيام بأي رد فعل تجاه القوافل النفطية لداعش التي كانت تتحرك في وضح النهار وبمئات الشاحنات في صحراء سوريا والعراق لتصل الى تركيا ثم تباع عبر هذه الدولة الاطلسية الى اوروبا والكيان الصهيوني ومن ثم تنقل الاموال من بنوكها لتصل لاحقا الى داعش وهذا ما كشفته روسيا مؤخرا ووثقتها بالارقام والصور التي عرضها الرئيس بوتين على قادة قمة العشرين في انطاليا وقال ان بعض المتورطين هم اليوم بيننا في هذه القاعة دون ان يحرك احدا ساكنا وقد ارتسم على وجهوهم الخزي والعار ولابد من ملاحقتهم قضائيا في المستقبل على انهم "مجرمو حرب".

فبعد سرد هذه المعطيات والمؤشرات والدلائل القطعية لماهية الموقف الاميركي وخلفياته حيال مداعبة "داعش" هل بقى ساذج او احمق في هذه المعمورة يظن ان داعش هي مجموعة ارهابية محلية يقودها احد ضباط الاستخبارات الصدامية المكنى بابي بكر البغدادي وتلتف حوله قيادات بعثية عراقية اخرى ان تخترق الساحات العربية من المحيط الى الخليج الفارسي وحتى القارة السوداء من ثم بعض الدول الاسيوية وتثبت وجودها بهذا الشكل الواسع والاكثر من ذلك ان تجند الارهابيين من اكثر من مائة دولة وتنظم رحلات الارهابيين بهذا الشكل السلس الى تركيا ومن مختلف دول العالم ومن ثم تعبرهم الى سوريا والعراق والى اي مكان يريدون الوصول اليه. واذا تجاوزنا مسألة المال الامكانات والتنسيق والبرمجة التي تحتاج اليها داعش والتي هي تفوق امكانات دول وليست دولة والامر الآخر كيف تم ذلك. واجهزة الاستخبارات الجهنمية الدولية والاقليمية لا تسمح لمجرد من تشك فيه ان يغادر او يدخل بلدانها.

فالسؤال المشروع والقانوني الذي يفرض نفسه على هذا الواقع المؤلم والمزري لمنطقتنا كيف عبر عشرات الالاف من هؤلاء الارهابيين كل هذه الدول حتى وصلوا الى سوريا والعراق بهذه السهولة واذا قبلنا بالامر كما هو فانه عين الغباء وعلينا ان نراجع عقولنا.

وبعد كل هذا اليس من حق الشارع العربي والاسلامي والعالمي ان يتساءل من هو وراء هذاالحجم الهائل من الامكانات والتجهيزات والاسلحة الحديثة المقدمة لـ" داعش" والابعد من ذلك لماذا يختفي اوباما خلف اصابعه. واخيرا الا يحق لنا ان نكشف للعالم عن الاسم الحقيقي لخليفة داعش وهو "ابوبكر اوباما البغدادي" ومساعديه من الدرجة الاولى "خادم الحرمين الشريفين" وطيب رجب اردوغان والشيخ تميم امير قطر وبقية المساعدين من زعماء الدول الاوروبية.