kayhan.ir

رمز الخبر: 29755
تأريخ النشر : 2015November21 - 20:58

لاحوار تحت الحراب

مهدي منصوري

لقد بات من اوضح الواضحات ان السعودية اليوم تعيش مازقا كبيرا في اليمن لاتدري كيف الخلاص منه، خاصة وانها اختارت الطريق والاسلوب الاهوج الذي لا يمكن ان يوصلها الى هدفها ، وقد ثبت وخلال فترة العدوان الغاشم ان اليمنيين لم يكونوا صيدا سهلا او انهم غير مستعدين للاستسلام والخضوع لارادة الاجانب الذين يريدون فرضها عليهم بالقوة .

وفي نفس المسار ورغم كل المعاناة التي سببها هذا العدوان لابناء اليمن الا انهم لازالوا يتطلعون الى بصيص من الامل في اخر النقق من خلال المساعي التي يقوم بها ممثل الامين العام للامم المتحدة ولد الشيخ احمد الذي يحاول جمع الاطراف اليمنية حول طاولة حوار لحل الازمة اليمنية . وقد وجدت هذه المبادرة قبولا من الاحزاب اليمنية الوطنية خاصة انصار الله، الا ان هناك امر مهم لابد من الالتفات اليه، وهو ان هناك عدة استحقاقات من المفروض ان يدركها ولد الشيخ احمد وأهمها ان هذا الحوار لايمكن ان يصل الى هدفه ويحقق غاياته مادامت السعودية تمارس عدوانها الغاشم وتحصد ارواح الابرياء من اليمنيين، أي انه لايمكن ان يذهب اليمنيون الى طاولة الحوار والطائرات السعودية تقتل الابرياء وتهدم البنى التحتية بصواريخها من اجل ان تكون عامل ضغط لكي تخضع هذا الشعب لارادة القوة.

وكذلك والذي لابد ان يدركه ولد الشيخ احمد ان هناك اطرافا سياسية يمنية كانت لها اليد الطولى في هذا العدوان وهي التي شجعت السعودية على استهداف ابناء اليمن امثال الرئيس الهارب هادي وزمرته، ولذلك فان هؤلاء ينبغي ان لا يكون لهم دور في الحوار لانهم خانوا وطنهم وباعوا ارضهم بثمن بخس للرياض.

والاهم في الموضوع هي المجاميع الارهابية على الارض اليمنية التي تنال الدعم والرعاية من السعودية والتي كانت نعم العون للرياض في عدوانها من خلال اعطاء المعلومات عن القوات المسلحة وابناء المعارضة اليمنية لكي تستهدفهم الطائرات السعودية الغادرة ، اذن فكيف وفي هذه الظروف والاجواء ان يجلس هؤلاء على طاولة واحدة مع ابناء اليمن الوطنيين الذين دافعوا وقدموا الشهداء والمزيد من الجرحى من اجل ان لا يستلب هذا البلد وان لا يبقى تحت الوصاية السعودية او غيرها.

لذا فان الذهاب الى الحوار امر مطلوب ومرغوب لانه ينقذ ما تبقى من الارواح والبنى التحتية وبنفس الوقت يمكن لهذا البلد ان يخرج من هذه الماساة ليعيش حياته وبارادته وحسب ما تقرره صناديق الاقتراع بحيث يملك زمام اموره ويعيش حياة آمنة مستقرة بعيدة عن الاملاءات والارادات الاجنبية.