kayhan.ir

رمز الخبر: 29675
تأريخ النشر : 2015November20 - 20:17

الصحف الاجنبية: العملية الجوية الروسية في سوريا هي الاكثر تعقيداً في التاريخ المعاصر

رأت مواقع غربية معروفة أن العملية الجوية التي نفذتها موسكو في روسيا في اعقاب الاعلان عن ان قنبلة يدوية تسببت بتحطم الطائرة المدنية الروسية في سيناء، انما هي بمثابة توجيه رسالة الى العالم عن مدى قدرات روسيا العسكرية، في وقت دعت صحيفة نيويورك تايمز السعودية الى وقف تمويل المتطرفين، فيما شددت صحف أخرى على ضرورة توحيد الصفوف من اجل محاربة داعش واعتبار هذه المسألة اولوية قصوى فوق اي اعتبار آخر.

لرصّ الصفوف ضد داعش

محرر الشؤون الدفاعية في صحيفة "دايلي تلغراف” البريطانية "كون كوغلن”، قال ان تنظيم داعش ومنذ اعلان انشاء دولة الخلافة التابعة له، اكد التزامه بنزاع وجودي للقضاء على "الكفار الغربيين”.

واشار "كوغلن” الى ان قادة داعش أظهروا بوضوح ان الجماعة تطمح الى نشر فكرها المتطرف في كل انحاء العالم، مع "تركيز خاص على اوروبا”، وأضاف: هؤلاء الاجانب الذين التحقوا بداعش خلال الاعوام الاخيرة لم يسافروا فقط من اجل القتال في الميدان، بل ان عددًا منهم خضع للتدريب المكثف على اساس انهم سيعودون الى اوطانهم ويشعلوا الحرب المقدسة هناك.

على ضوء ذلك اعتبر الكاتب ان القوى الكبرى لم تعد تملك خيار البقاء بعيداً عن المعركة، معتبراً ان لقاءات كل من الرئيس الاميركي باراك اوباما و رئيس الوزراء البريطاني ديفيد كاميرون مع الرئيس الروسي فلادمير بوتين على هامش قمة دول العشرين في تركيا، انما تدل على تغيير في المواقف الغربية. كما لفت الى ان بوتين قد امر الجيش الروسي بدعم القوة البحرية الفرنسية التي ارسلت الى سوريا.

كذلك رأى الكاتب انه يمكن استيعاب العقبات التي تقف عائقاً امام تشكيل تحالف فاعل ضد داعش، اذا امتلك القادة العالميين الارادة السياسية المطلوبة لوضع الخلافات جانباً. واشار الى ان بقاء الاسد بالسلطة خلال الفترة المرحلية بينما يتم التصدي لداعش قد يكون احد الخيارات.

غير ان الكاتب شدد في الوقت نفسه كذلك على ضرورة رسم استراتيجية عسكرية مناسبة للدول التي تدعم المساعي العسكرية الجديدة ضد داعش، مضيفاً انه وبعد مرور اكثر من عام على بدء طائرات التحالف الدولي بقصف مواقع داعش، بات هناك ادراك عام ان القوة الجوية وحدها لن تهزم الجماعة. ولفت الى ان حتى ديفيد كاميرون اصبح يدرك حدود الحرب الجوية.

على هذا الاساس تحدث الكاتب عن ضرورة وجود شكل من اشكال القوات البرية من اجل طرد داعش من معاقلها في اماكن مثل الرقة، لكنه اشار بالوقت نفسه الى عدم الاستعداد لارسال قوات غربية الى ارض المعركة، ما يستدعي العمل عن كثب مع الوكلاء الموالين للغرب، مثل الاكراد و "جماعات المعارض السورية المعتدلة”.

واعتبر الكاتب ان تجربة حرب العراق الاولى قد تكون مفيدة في بناء تحالف ضد داعش، حيث ان الدول قامت آنذاك بوضع الخلافات جانباً من اجل هزيمة صدام.

تراخ اوروبي سمح بدخول المتطرفين

صحيفة "دايلي تلغراف” نشرت تقريراً تحدث عن تراخ اوروبي يسمح للمسلحين بالتنقل بحرية من سوريا الى اوروبا. ونقلت الصحيفة عن مصادر مطلعة أن ما يصل الى واحد بين كل مئة شخص من حاملي جوازات السفر الاوروبية يخضعون للتدقيق لدى دخولهم منطقة "شنغن” (التي تضم 26 دولة اوروبية و التي يسمح بالتنقل فيها من دون جواز سفر)، واضافت انه ليس واضحاً حتى الآن ما اذا كان يتم التدقيق باللاجئين القادمين.

واشار التقرير الى ان معدل المواطنين الاوروبيين القادمين الى منطقة شنغن الذين يتم التدقيق بجوازات سفرهم يتراوح بين عشرة وعشرين بالمئة فقط. وتحدث عن ثغرات بنظام المعلوماتي لدى منطقة شنغن، سمحت بتسلل المتطرفين.

حلفاء واشنطن الخليجيون عليهم تحمل المزيد من المسؤوليات في محاربة داعش

مجلس تحرير صحيفة نيويورك تايمز أكد صوابية الكلام الاخير الذي قاله اوباما ان العمل العسكري يمكن ان يكون فقط جزءا من استراتيجية اوسع تتبعها الولايات المتحدة وشركاؤها خلال الاعوام المقبلة. وشددت الصحيفة على ضرورة ان تقوم داعش، لا سيما السعودية، بوقف تمويل وتمكين المساجد وائمتها، وكذلك الجماعات المسلحة التي تغذي المتطرفين وما يقومون به من تشويه للاسلام.

واعتبرت الصحيفة، نظراً الى توسيع رقعة التهديد، انه حان الوقت للبحث في آليات دبلوماسية تلزم المجتمع الدولي قانونياً وسياسياً بقضية مشتركة، ودعت الى تبني مجلس الامن الدولي قرار يجيز استخدام القوة ضد داعش، كما دعت الى اتخاذ حلف الناتو قرار بتنفيذ البند الخامس من ميثاقها الذي يلزم الحلف بالدفاع عن الدول الاعضاء التي تتعرض للعدوان، في حال طلبت فرنسا ذلك.

الصحيفة قالت ان داعش ليست تهديداً يمكن ان تواجهه واشنطن وحدها، مشددة على ان أية أعداد اضافية من القوات البرية يجب ان تأتي من دول المنطقة، مع دعم جوي واستخباراتي ولوجستي من قبل الولايات المتحدة فرنسا و روسيا و بلدان اخرى. ورأت الصحيفة انه فقط الاتفاق على التسوية السياسية بين دول العالم لوقف الحرب في سوريا سيفتح نافذة حقيقية للاطراف المتحاربة ان تنتقل من محاربة الرئيس السوري بشار الاسد الى محاربة داعش.

واعتبرت الصحيفة ان منع دخول اللاجئين، كما يطالب البعض في اميركا واوروبا، سيكون بمثابة الاستسلام للخوف، ودعت الى رفض تعزيز اجراءات التنصت والمراقبة.

روسيا تظهر مدى قدراتها العسكرية

بدوره، موقع "دايلي بيست” وصف الغارات الجوية الاخيرة التي شنتها روسيا بانها من الاكبر و الاكثر تعقيداً في التاريخ المعاصر، حيث ارسلت موسكو ما لا يقل عن خمس وعشرين طائرة حربية في غارة منسقة انطلقت من قاعدة في منطقة "اوسيتيا” جنوب روسيا لتضرب عناصر داعش في سوريا.

روسيا

واعتبرت المقالة التي نشرها الموقع ان هذه العملية تشير الى تصعيد كبير في حرب موسكو الجوية في سوريا.

كما لفتت المقالة الى تصريح المتحدث باسم البنتاغون "بيتر كوك” بأن المسؤولين الروس أطلعوا الجانب الاميركي قبل العملية، مضيفة انها المرة الاولى التي ينفذ فيها الروس و الاميركيون اتفاق على تنسيق العمليات في سوريا،و هو اتفاق تم التوصل اليه في شهر تشرين الاول/ اكتوبر الماضي.

المقالة اوضحت ان سلاح الجو الروسي استخدم ثلاثة نماذج مختلفة من الطائرات الحربية خلال العملية، جميعها قادر على قطع مسافة اميال وهي تحمل ما لا يقل عن عشرين طنا من السلاح. كذلك شددت المقالة على ان هذه الغارة تشير الى الجهوزية المتزايدة لدى القوات الجوية الروسية، التي لم تستطيع الاستفادة من اغلب طائرتها الحربية في التسعينيات وأوائل الالفينيات بسبب عدم امكانها دفع ثمن وقود الطائرات ورواتب الطيارين.

وقالت المقالة ان الغارة الجوية الروسية تعزز عمليات موسكو في سوريا، مضيفة ان قيام خمس وعشرين طائرة حربية من اقوى طائرات العالم بهجوم متزامن لا يعد مجرد غارة جوية، بل رسالة الى العالم.