الدويلة الخليفية واليهودية وجهان لعملة واحدة
* زينب الرفاعي - كاتبة بحرينية
الاحتلال عملية استيلاء تقوم بها قبيلة أو جيش دولة ما على جميع أو بعض أراضي دولة أو قبيلة أخرى خلال فترة غزو أو حرب أو بعد تلك الحرب وهو مشهود وموثق في بلداننا العربية خاصة الخليجية منها وكيفية إعتلاء حكامها السلطة ليتواصلوها بالوراثة حتى يومنا هذا.
أساليب المحتل هنا وهناك لا تختلف عن بعضها البعض فسياسة القبضة الحديدية والقمع والعنف ضد أصحاب الأرض وسكان البلد الأصليين والتحايل والتطاول عليهم وسلبهم حقوقهم والتمييز العرقي والطائفي و... غيره من المواصفات التي تتنافى مع أبسط أصول وقرارات ميثاق الأمم المتحدة وحقوق الانسان؛ في وقت نرى هذه الأنظمة وبكل وقاحة وزيف ودجل تتشدق بالديمقراطية والحرية وأنها من أكثر حكومات العالم حرية للتعبير عن الرأي شأنها شأن سلطة آل خليفة في البحرين والاحتلال الاسرائيلي اللقيط، حيث لا يختلف الكيانان عن بعضهما البعض في التكوين والوجود والسياسة.
آل خليفة وخلافاً لما يدعون جزافاً لا ينتمون لآل معتوب بالمرة ولا توجد وثائق تاريخية أو مستندات حقيقية تدل على مدعاهم هذا بل جاؤوا من نجد نحوالكويت فقطر ليستقروا في البحرين، وليس هم من جاء باستقلال البلد على يد جدهم الكبير شيخ الحرامية بالفاتح محمد بن خليفة (1199 ـ 1190هـ/ 1765 ـ 1776م) كما يزعمون ويتبجحون اعلامياً ضاحكين على عقول الناس الذين لا يفقهون التاريخ والحقيقة.
العائلة الحاكمة في البحرين لصوص وسراق وقطاع طرق في البر والبحر ضيقوا الخناق على أهالي الزبارة ما تسبب في طردهم من قطر نحو البحر فاتجهوا نحو البحرين حيث عارضهم سكانها الأصليين ودارت حرب شرسة تدخل الاستعمارالبريطاني لصالح آل خليفة بعد أن وجد ضالته فيهم وأسكنهم البحرين وولاهم السلطة بعد أن كانوا بلطجية يبتزون التجارة، كما هو الحال مع المجموعات اليهودية الصهيونية التي قدمت وبايعاز من اللوبي الصهيوني الى أرض المعراج فلسطين قبلة المسلمين الأولى ليعيثوا فيها الفساد فوجد الاستعمار البريطاني الخبيث ضالته فيهم أيضاً فساعد على بناء حكومتهم هناك تحت يافطة "أرض الموعود" لتمزيق وحدة الصف العربي والاسلامي بسايكس بيكو بوعد بلفور ودعم قيام كيانهم بأموال البترول السعودي وخيانة الملك عبد العزيزفي رسالته للسير برسي كوكس مندوب بريطانيا في المنطقة الخليجية آنذاك.
ومن طبيعة المحتل والمستعمر أن يطلق الاتهامات الجزاف ضد الحكومات والأنظمة الديمقراطية والداعمة لمسير التحرر للشعوب الحرة واليقضة، لتعارضها ومصالحه الاستعمارية والاستحمارية للشعوب من جهة وبغية التضليل على إخفاقاتها في حلحلة أمورها الداخلية وتزييف الحقائق من جهة اخرى فتطلق الاتهامات صوب هذه الدولة كما يفعل كيان الاحتلال الاسرائيلي بين الحين والآخر ضد ايران ومحورها في دعم المقاومة الفلسطينية، أما لابد من الاعتراف من أن هذه الاتهامات ليست بجزاف في غالبية المواقع في الحقيقة،لكن أن تتهم السلطة الخليفية ايران بالتدخل في شؤونها ومد المعارضة بالسلاح فهذا أمر ببالغ السخرية والسخافة والكذب والافتراء.
لنسلم زوراُ أن مدعى آل خليفة بتزويد ايران المعارضة بالسلاح، أسئلة كثيرة تطرح نفسها مثل أين هذا السلاح ولماذا لا تستخدمه المعارضة حتى الآن ضد السلطة القمعية الديكتاتوية وبعد مرور أكثر من أربع سنوات ونيف على انطلاق ثورة الأباء والكرامة في البحرين؟ وماذا ينتظر الشعب البحريني ومعارضته وعلى ماذا يعولون في صراعهم من أجل العدالة والمساواة والإنصاف؟؛ ثم هل يستعصي على ايران إيصال السلاح للمعارضة البحرينية وآل خليفة لايملكون حتى الجزء اليسير من إمكانات الكيان الاسرائيلي العسكرية والأمنية والتقنية والحاصل على أحدث الدعم اللوجستي والأمني من القوى الكبرى وايران تمكنت من ايصال السلاح الى غزة، دون أن يتمكن من إيقافه؟