kayhan.ir

رمز الخبر: 29506
تأريخ النشر : 2015November16 - 21:11

شرارة الربيع الاوروبي من باريس

ما ظهر من مؤشرات ومعطيات وارقام خطيرة قبيل وبعيد انفجارات باريس تدلل على ان داعش هي رهن اشارة اميركا والرياض والدول المتحالفة معها، وهذا لم يعد سرا فما سرب من كلام خطير جاء على لسان جون كيري وزير الخارجية الاميركي في فيينا ــ 2 يؤكد ان المجموعات التكفيرية في سوريا و في مقدمتها داعش ما هي الا اداة بيد الادارة الاميركية حين يقول كيري بالحرف الواحد "من يضمن لي رحيل الاسد سأضمن له وقف الحرب غدا"وهكذا عادل جبير وزير الخارجية السعودي يصيغ العبارة بشكل آخر بالقول بان "بلاده تمتلك مفاتيح مهمة المبعوث الدولي مقابل رحيل الاسد".

هذا الكلام ان صدق ولم يكن للمزايدة الرخيصة فانه يعود على صاحبه بالادانة وتصبح وثيقة لمحاكمته على دوره المباشر في ادارة الارهاب بسوريا وما اقترف لحد الان بحق الشعب السوري من جرائم ودمار. ولن ننسى في نفس الوقت ما صرح به قبل اكثر من عام جون بايدن نائب الرئيس الاميركي حين اعلن صراحة بتورط السعودية وتركيا وقطر في صناعة داعش، مما اضطر لاحقا وتحت ضغوط الصفقات ان يتراجع عن تصريحاته وليس تكذيبها.

وما شهدته باريس من انفجارات ارهابية ليلة الجمعة ــ السبت الماضي لم تكن بعيدة عن هذه الدائرة فيما يضاف اليها "الموساد"، لذلك ليس من الطبيعي على تغيب الجالية اليهودية عن هذا المسرح الدموي وهذا ما كشفه الموقع "اسرائيل اوف تايمز". وبالطبع هذه ليست المرة الاولى التي تتطلع الجالية اليهودية على مثل هذه الاحداث فقد كشفت تقارير السي اي ايه ان الجالية .

اليهوىية في اميركا كانت على علم مسبق باحداث الحادي عشر من ايلول ولاننسى ان نشير الى ان الـ 19 ارهابيا الذين نفذوا تفجيرات نيويورك كان 12 منهم سعوديا. ومهما فعل الاعلام الغربي لاحقا فان هذه الامور لم تغب ولم تمح عن اذهان الراي العام الاميركي والغربي لتورط حكوماتهم في دعم الارهاب ولابد ان يبدأ ربيعا اوروبيا كما بدت مؤشراته في فرنسا لدعوة بمحاربة الارهاب والحث على التعاون مع موسكو في حين كانت هي من اوائل الدول التي استضافت اكثر من دولة لدعم الارهاب في سوريا تحت يافطة مزيفة اسمها دعم "الثورة السورية"، وكأنما جاء القدر متوالية ليؤكد بات اميركا لما تستثمره من وجود داعش لتحقيق مصالحها في الضغط على الدول الاوروبية الحليفة لها، لا تريد محاربة داعش وابقاء هذا الملف مفتوحا وهذا ما اكدته مخرجات قمة العشرين ايضا حين صرح الجانبان الاميركي والروسي بانهما "يتفقان على تقارب الاهداف لمحاربة داعش لكنهما يختلفان في التكتيك" وهذا تهرب اميركي واضح من التملص عن محاربة داعش الذي شكلت منذ عام حلفا من 60 دولة لمحاربته ولم نجد اي اثر لذلك على الارض. وهذا ما عززه تصريح لاحق لنائب وزير الخارجية الروسي في قمة العشرين بان "الاتفاق مع اميركا على آليات مشتركة لمحاربة الارهاب يبدو مستبعدا".

ومهما كانت الاحداث المتوالية ومهما استخدمت الامبراطورية الاعلامية الاميركية ومن يسير في فلكها من سرد للاكاذيب والتقارير الملفقة بهدف حرف انظار الراي العام الاوروبي وتضليله وابعاده عن الحقائق لكن مواقفها المعلنة والعملية من عدم محاربة الارهاب ستبقى راسخة في ذاكرته ولا يمكن القبول بواشنطن على انه حليف وفي له.

ولا ننسى في نهاية المقال الا ونذكر فرنسا والدول الاوروبية الاخرى من استكمال المؤامرة التي نصبت لهم وللاسف كانوا هم جزءا منها في تمدد داعش والذي اصبح اليوم يطرق ابوابهم ان لاينجروا لاشاعة "الاسلاموفوبيا" لانهم سيدمرون مجتمعاتهم واقتصادهم والرابح الوحيد سيكون اميركا والكيان الصهيوني ودول المنطقة السائرة في ركابهم.

وان على المسؤولين والاعلام في اوروبا ان يلتفت الى هذه الحقيقة وبالطبع الاجهزة الاستخباراتية ادرى بذلك من ان داعش لا علاقة له لا بالاسلام ولا بالمسلمين وانها مجموعة ارهابية دموية خلقت لتنفيذ مهام آنية ومرحلية ومن ثم شطبها والاتيان باطراف اخرى لذلك عليهم العمل بمسؤولية كاملة لتوعية الشارع الاوروبي بحقائق الامور لئلا تنزلق الامور الى منحى خطير يهدد المجتمعات الاوروبية خاصة وان الجالية الاسلامية هي اليوم جزء من هذه المجتمعات لان ما حدث بعد مقتلة مجلة "شارلي ايبدو" في كانون الثاني الماضي من استهداف لاكثر من مائة مسجد ومركز اسلامي في فرنسا كان مأساة بعينه وان ما تعيشه اليوم شعوبكم من رعب وقلق رهيب يكفي ان تتحركوا بصدق وجدية لمحاربة الارهاب في العالم الذي اصبح ضرورة ملحة لاغنى عنه.