ارادة الشعب السوري تجلت في جنيف
مهدي منصوري
رغم انه ماتم الاتفاق عليه في جنيف هي مسودة قرار يتعلق بالازمة السورية، الا انه يعتبر انجازا كبيرا ومهما جدا اذ ان دعاة الحرب والقتل والتدمير الذين كانوا يحاولون وعن هذا الطريق فرض ارادتهم على الشعب السوري قد تقهقرت وعادت الى الوراء وتجلت وبوضوح ارادة الشعب السوري في تقرير مصيره المستقبلي.
ولم يأت هذا الامر من فراغ بل ان الصمود الرائع والموقف البطولي للشعب السوري في الوقوف وراء حكومة وجيشه وصبره وعلى مدى اكثر من اربع سنوات على كل المأسي التي فرضت عليه من الخارج هي التي اجبرت اولئك الذين ارادوا قهر ارادته ان يخضعوا بل ويركعوا اجلالا وتقديرا لهذا الصمود بحيث فشلت كل محاولاتهم البائسة في ان تكون للارادة الخارجية القائمة على دعم الارهابيين والقتلة هي الحاكمة.
ويمكن القول ايضا ان الدول التي وقفت مع الشعب السوري وقدمت له الدعم اللازم كان لها الاثر الكبير في صموده وثباته وتحقيق جيشه الانتصارات الرائعة على الارهابيين المرتزقة الذين يعيشون اليوم اسوأ حالاتهم، بحيث وبعد اتفاق جنيف سيكونون في حالة يرثى لها، لان الداعمين لهم سيتخلون عنهم وبصورة مفضوحة، ولذلك فان وضعهم اليوم اصبح اكثر صعوبة من قبل ولم يبق لهم سوى طريقواحد أما الاستسلام او الموت.
ومن الطبيعي ان الذين توغلت ايديهم بدماء الشعب السوري لايمكن ان يكون لهم دور في العملية الانتقالية القادمة لانهم اتخذوا صف العداء من هذا الشعب، فلذلك فانهم سيرفضهم ويلفظهم كلفظ نواة الثمر. وهذ ما اكدته المصادر الرسمية السورية من خلال التصريحات التي جاءت على لسان مسؤوليهيم.
وفيما اذا تم الاتفاق النهائي على مقترحات جنيف فان الشعب السوري سيعلن انتصاره الكبير على كل المؤامرات الدولية والاقليمية وسياخذ زمام المبادرة في ادارة شؤونه وبالطريقة التي يراها. وكذلك سيبطل كل الاقاويل والاكاذيب التي كانت تلوح بها وسائل الاعلام المعادية والتي جعلت منه كبش فداء عندما سلطت المجاميع الارهابية الحاقدة والتي مزقته شر تمزيق.
اذن وفي نهاية المطاف فان الكرة اليوم هي في ملعب الشعب السوري خاصة وانه اظهر قدرته على دحر الارهاب وهو الامر المهم من فصول ازمته المفتعلة والمفروضة عليه. ويتبقى عليه ان يدوس على كل الجراح والالام وان يستعد ومن خلال صناديق الاقتراع لبناء مستقبله الزاهر القائم على ارادته الحرة من دون أي تدخلات او فرض ارادات الاعداء والمأجورين.