انفجارات باريس وصحوة الغرب
في الساعات المتاخرة لليلة الجمعة ــ السبت هزت سبع انفجارات ارهابية باريس واحداها كان على بوابة ملعب كانت تدور فيها مباراة ودية بين فريق فرنسي والماني حضرها الرئيس هولاند وكانت حصيلة ذلك سقوط المئات من القتلى والجرحى الفرنسيين الذين هم في الواقع ذهبوا ضحية للسياسات الفرنسية الخاطئة في مماشاتها للارهاب في سوريا وهذا ما حذر منه الكثيرون ومنها ايران يوم استفحل الارهاب في المنطقة بانكم ان لم توقفوا دعمكم لهذا الارهاب المقيت الدموي فانه سيصل الى عقر داركم لانه لا وطن ولا دين له وهذا ما حصل اليوم للاسف الشديد ولم يكن هناك انسان يتمنى ذلك لانه يطال الابرياء ويدفع ثمنه الابرياء.
وما حصل في باريس بالامس لابد ان يكون عبرة للاخرين ولمن لازالوا يدعمون الارهاب باسم دعم الشعب السوري بكل صفاقة وحماقة. وبالامس وجهت كل من السعودية وتركيا وقطر الدعوة لممثلي خمسة فصائل ارهابية كجيش الفتح واحرار الشام للمشاركة في مؤتمر فيينا الا ان الحكومة النمساوية امتنعت عن اعطاء تأشيرة الدخول الى مؤتمر فيينا محطة اختبار حقيقية لمن هو مع الارهاب ومن هو يحارب الارهاب.
اننا واثقون من ان انفجارات باريس الارهابية والمدانة بشدة في كل القيم والاعراف السماوية والارضية ستخلق صحوة في الغرب لانها في الواقع كانت ناقوس انذار ليقف الرأي العام الغربي وفي المقدمة الاميركي على حقيقة سياسات مسؤوليهم الخاطئة والمتعمدة في دعم ونشر الارهاب في العالم وما جلبته وتجلبه هذه السياسة الحمقاء عليهم. وقد خرجت اليوم اصوات تحمل الرئيس هولاند وستخرج في كل مكان من الغرب المسؤولية عن نشر الارهاب وتطالب حكوماتهم بتعديل سياساتهم الخاطئة وليس باستطاعة الاعلام الغربي من الان فصاعدا تضليل الرأي العام الغربي حول ما يجري في المنطقة ودور حكوماتهم اللامسؤولة في دعم الارهاب ونشره في دول المنطقة عبر مساعدة الدول الاقليمية السائرة في فلكهم وسنسمح مستقبلا المزيد من اصوات المفكرين والمثقفين والنخب والساسة الغربيين المطالبة بتغيير السياسات المتبعة حاليا والتي تصب لصالح الارهابيين وهذا لم يأت من فراغ انما نهج اتبعه ساسة الغرب لتنفيذ سياساتهم في المنطقة من خلال استخدام داعش كاداة لهذه المهمة القذرة اضافة الى اتضاح هذه الحقيقة بان النظام السعودي المستبد والحليف الذيلي للغرب هو ومصدر الارهاب المنبثق عن فكر الفرقة الوهابية الضالة التي شوهت صورة الاسلام عبر تبنيها للكفر التكفيري والغاء الاخروهذا ما يحمل الساسة الغربيين مسؤولية مضاعفة تجاه الارهاب وضحاياه في كل مكان لذلك من المستبعد جدا ان تستطيع الحكومات الغربية وفي المقدمة اميركا مستقبلا المزايدة على محاربة الارهاب وبالتالي ستقلص مساحة مناوراتهم في هذا المجال لتورطهم المباشر في دعمه ونشره في العالم والارقام المنشورة حول وجود الالاف من الارهابيين ومن مختلف الجنسيات العالمية خاصة الغربية في سوريا وكيفية وصولهم الى سوريا عبر تركياوكذلك الدور الاساس للاخيرة العضوة في الناتو في تمويل الداعش عبر بيعها للنفط المسروق من العراق وسوريا، توثق تورطها في دعم الارهاب!
فهل من المعقول ان تتم كل هذه الامور الحساسة والخطيرة دون تنسيق مع اصحاب القرار في الغرب!!