kayhan.ir

رمز الخبر: 29346
تأريخ النشر : 2015November14 - 20:07

اليمن ، الشرفاء يموتون في صمت .

أحمد الحباسى

ما يحدث في اليمن مجزرة مكتملة الأركان و الأهداف ، ما يحدث في اليمن جريمة سعودية إماراتية مصرية سودانية ترقى إلى مرتبة الجرائم ضد الإنسانية و جرائم الحرب ، ما يحدث في اليمن ليس خلافا سياسيا بين دولتين أو بعض المناوشات المتباعدة على الحدود ، ما يحدث هي حرب دموية معلنة من جانب واحد ضد شعب مؤمن بقضيته و بضرورة الدفاع عنها حتى الموت ، و بهذا المعنى فاليمنيون الشرفاء قد قبلوا التضحية بأنفسهم على رفع الرايات البيضاء للعدو الصهيوني السعودي في حين يبذل نظام المافيا من آل سعود كل جهوده "القتالية” لإفناء شعب بكامله يحمل في ذاته تاريخا من آلاف السنين ، عملية القتل السعودية تتم بدم بارد و بصواريخ أمريكية ” ساخنة ” و الطيارون الصهاينة من مصر و السعودية و بقية دول "التحالف” لا يكترثون بعدد الشهداء و لا بعدد الصواريخ الملقاة و لا بكم الدمار الذي يصيب البنية التحتية اليمنية المتآكلة أصلا ، لكن الشعب اليمنى لن يركع .

كنا و ما زلنا نتمنى أن يسرد لنا العميد أحمد عسيري ( الناطق الرسمي باسم تحالف الصهاينة الخليجيين ) الانجازات التي تحققت في اليمن و لا نعرفها ، اللهم إلا إذا كان حصار و قصف و تجويع 25 مليون يمنى لأكثر من 8 أشهر يعتبر انجازا ” … هذا هو التساؤل المؤلم القادم على لسان الكاتب الفلسطيني عبد الباري عطوان منذ أيام قليلة ، لكن من الواضح أن الكاتب لا يفهم العقلية السعودية و طبيعة المهام القذرة الموكلة للتنفيذ على يد نظام المافيا السعودي ، فتجويع و قتل و تهجير 25 مليون يمنى هو انجاز يحسب للنظام ، و قتل و تهجير و تجويع أكثر من 30 مليون سوري هو انجاز يحسب للنظام السعودي و استهداف 60 مليون عراقي يوميا بالتفجيرات هو انجاز يحسب للعائلة الفاسدة ، يحسب للنظام أيضا وقوفه إلى جانب إسرائيل طيلة 33 يوما صيف 2006 دمرت فيها البنية التحتية اللبنانية التي انتشل اللبنانيون من تحتها الآلاف من الضحايا ، من انجازات النظام المشاركة الفاعلة في قتل و تعذيب المعارضة البحرينية و بالطبع قتل الآلاف في السجون السعودية و تعذيبهم لمجرد نطقهم بالحروف الأولى من كلمتي الحرية و الديمقراطية .

من ” انجازات” النظام السعودي ، هذه الحملة الإعلامية الكاذبة التي تحاول بكل الطرق القذرة تغطية عورات الحملة العسكرية على اليمن و تلميع صورة النظام بالادعاء بوجود تقدم على الأرض و بتحقيق انجازات ستعيد اليمن إلى "مدرسة الشرعية” التي يقودها المجرم العميل عبد ربه منصور ، لكن الوكالات الإعلامية العالمية تؤكد أن ما تبثه قنوات الدعارة الإعلامية السعودية هو محض خيال و مجرد أماني لا اثر لها على ارض الواقع استنادا إلى أن القصف الجوى مهما بلغ حجمه من همجية و دمار لا يمكنه تحقيق الانتصارات ، تؤكد الوكالات أيضا أن إدعاء الناطق الرسمي باسم جيش التحالف أحمد عسيري بوجود سيطرة على 70 بالمائة من الأراضي اليمنية هو مجرد حلم يسوقه من باب التغرير و الحرب النفسية ، طبعا الشيء الوحيد الذي تتجنبه وسائل إعلام العدو السعودي هي الحقيقة المرعبة المتمثلة في رعاية النظام و مساندته اللامحدودة لتنظيم القاعدة حتى يواجه الثورة اليمنية ، مساندة لم تعد خافية على أحد كما تقول صحيفة "بلومبرغ ” الأمريكية ذائعة الصيت .

يقول السيد عبد الباري عطوان أن بنك الأهداف في اليمن قد نفذ ، فاليمن لا يملك من الأصل أهدافا كثيرة تستحق الاستهداف ، و العدو السعودي دخل اليوم نفقا مظلما لن يخرج منه بسهولة و بسلام كما يظن ، فهناك حالة يمنية غير مسبوقة من الكراهية تجاه النظام الفاسد و الشعب الصامت ، و هناك شعور يمنى بأن استمرار وجود هذا النظام الفاسد يمثل خطرا على الثورة اليمنية التي تريد القطع مع الهيمنة السعودية السابقة ، و لان الملك سلمان هو بيدق بين يد المؤسسة الدينية السعودية فمن الأكيد أن أفكار هذه المؤسسة ستواصل التأثير السلبي في السياسة السعودية القادمة و تبقى على مناطق التوتر بين الشعبين و البلدين خاصة و أن الاتهام السعودي الجاهز بوجود تواصل بين الثورة اليمنية و النظام الإيراني ستزيد من حالة العداء و ستعمق الهوة بحيث يستحيل التعايش بين النظامين ، ليبقى السؤال المطروح بقوة ، هل ستكون الحرب على اليمن بداية النهاية لنظام آل سعود و هل سيكون لهذا الفشل المعلن تداعيات مناسبة على الوضع في السعودية خاصة في ظل التفجيرات المتنقلة التي تتم بين الفينة و الأخرى لتطرح كثيرا من الأسئلة .

يقال أن الأزهر مؤسسة دعوية تدافع عن الحق و تقف إلى جانب المظلومين ، لقد تم هدم دور العبادة و الكنائس و مزقت المصاحف و سحلت الأجساد و قطعت الأطراف دون أن يتحرك لسان الأزهر ، فهل كمم النظام المصرف أفواه الأزهر حتى لا تتظاهر ضد إحراق الشعب اليمنى و قتله ، و هل أن الدم اليمنى لا يستحق سخط الأزهر ، و ماذا يهم الأزهر أن تكون ثورة في هذا البلد أو ذاك أو إن يكون نظام ديكتاتوري في هذا البلد أو ذاك و الحال أن الأهم و المهم هو مصير الإنسان فكيف يصمت الأزهر على قتل الإنسان بداعي كراهيته لهذا النظام ، و على هذا الأساس فمن الواضح أن النخب الدينية العربية قد فشلت فشلا ذريعا في التعامل مع الأحداث العربية و بقى دورها منحصرا في الإفتاء المدمر و الصمت المؤلم بما يدفع المتابعين للاعتقاد بان الشعب اليمنى قد نرك لحاله و ما عليه إلا التمسك بثورته و العمل على الاستمرار في الصمود لحين دحر العدوان .