kayhan.ir

رمز الخبر: 29304
تأريخ النشر : 2015November13 - 21:12

مصير الشعوب عصية على المساومة

يبدو ان التطورات الميدانية المفصلية الاخيرة على عموم الارض السورية شمالا وجنوبا ووسطا قد اذهلت واشنطن وحلفاءها لدرجة بات الارباك والتخبط يسودان الموقف الاميركي حيث عاد الوزير جان كيري الى المربع الاول ليعلن عشيته انعقاد فيينا ــ 2 بان الرئيس الاسد هو جزء من المشكلة وليس الحل وليس له مكان في المقبلة. هذه التصريحات الغوغائية واللامسؤولة تجاه شعب ودولة مستقلة ورئيس منتخب شرعيا تؤكد بان اميركا هي المنتهكة الاولى للقوانين والاعراف الدولية ولايمكن الاعتماد عليها بسبب مواقفها المتذبذبة ناهيك عن ان هذه التصريحات هو تدخل سافر وفرض وصاية على شعب له سيادته وحقه في تقرير المصير وانتخاب من يريد.

وذا تصورت واشنطن ومن يسير في فلكها انها تستطيع من خلال مؤتمر فيينا او غيره من ان تحشد بعض المنضوين تحت خيمتها لتفرض ارادتها على شعب مستقل وعريق وتقرر مصيره بالنيابة فهي لا تخرج عن احتمالين اما انها مصابة بالخرف والتخلف العقلي واما انها لازالت تسرح في اجواء الستينات والسبعينات من القرن الماضي حين كانت تأمر وتنهي. السؤال الذي يطرح نفسه اين شعارات الغرب في الديمقراطية وحقوق الانسان وحق الشعوب في تقرير المصير ؟ فهل هي سلعة تباع في سوق النخاسة متى ما اقتضت مصالحكم عرضتموها ومتى ما تهددت اسدلتم الستار عليها؟ الم تسألوا انفسكم ما هذا الانحطاط الخلقي والسياسي الذي وصلتم اليه لتجتمعوا في وضع النهار وتقرروا مصير شعب هو سيد نفسه له سيادته وقراره المستقل لتفرضوا عليه من يطيعكم وينفذ اوامركم؟ اين وصلت بكم الصفاقة والحماقة ان استحصلوا بالسياسة ما عجزتم عنه القوة والارهاب طيلة خمس سنوات.

على واشنطن وذيولها في المنطقة ان يدركوا بان فيينا ليست مكانا لسلب حق الشعب السوري تقرير مصيره وانتخاب رئيس له بل هو مكان لمد يد العون لهذا الشعب في القضاء على المجموعات الارهابية التي اتيتم بها من شتى اصقاع الارض لتدميره وانكم اليوم محاصرون ومحرجون امام الرأي العام العالمي هل انكم مع حل الازمة السورية حضاريا وفسح المجال امام الشعب السوري اسوة ببقية شعوب العالم ان يقول كلمته وينتخب طريقه ومن يراه صالحا لنظامه؟ ام انكم ماضون في اسلوبكم الارهابي ومشروعكم التدميري لاسقاط الدولة السورية وفرض رئيس ونظام يسير في فلككم ويحقق مصالحكم؟

ان ظروف الميدان هي من تفرض شروطها على فيينا وغيرها ولا احد اليوم في العالم يعتقد بان هذا الاجتماع جدير بحل الازمة السورية عبر فرض وصاية لتحديد مستقبل شعب مستقل واغلاق ملفه كما يحلو لنفسه. ان طهران وموسكو لا يسمحان لاية قوة في الارض ان تتدخل في الشؤون الداخلية للشعب السوري وتقرر مصيره بالنيابة عنه.. ان زمن قانون الغاب قد ولى ودون رجعة ومن لا يريد القبول بذلك فاما جزء منه واما قد فقد عقله.