الصحف الاجنبية: ’تل أبيب’ ترتعد من امتلاك ايران صواريخ S-300
تحدثت صحف أميركية بارزة عن مقاربة دبلوماسية - عسكرية يتَّبعها الرئيس الاميركي باراك اوباما في سوريا، وذلك في الوقت الذي اعتبر فيه خبراء اميركيون معروفون ان تنظيم "داعش" لا يضع مهاجمة "اسرائيل" ضمن اولوياته.
من جهة اخرى، قالت مواقع اخبارية اميركية معروفة ان حصول ايران على انظمة صواريخ S-300 الروسية سيشكل تحدياً كبيراً أمام اي هجوم جوي يستهدف البلاد، فيما كشفت وسائل اعلام غربية اخرى عن مخططات مشبوهة للمرشحين الجمهوريين للرئاسة الاميركية.
مقاربة اوباما الدبلوماسية - العسكرية الجديدة في سوريا
نشرت صحيفة "نيويورك تايمز" تقريراً قالت فيه ان الرئيس الاميركي باراك اوباما بدأ بتنفيذ "مقاربة دبلوماسية عسكرية مشتركة بغية اجبار الرئيس السوري بشار الاسد على مغادرة السلطة"، وذلك لاول مرة منذ بدء الازمة السورية.
وأشار التقرير الى انه ومع وصول خمسين عنصراً اميركياً من القوات الخاصة الى سوريا من اجل تقوية جماعات المعارضة الاكثر فاعلية، فان الادارة الاميركية تراهن على امكانية ان يستطيع وزير الخارجية جون كيري دفع روسيا وايران ولاعبين آخرين باتجاه تحقيق هدفين: وقف إطلاق النار، ووضع جدول زمني لنقل السلطة.
غير ان التقرير لفت في الوقت نفسه الى صعوبة المهمة، نظراً الى عدد الدول والجماعات المتمردة التي تعمل على تحقيق اهداف متناقضة، اضافة الى العدد الصغير جداً للقوات الاميركية. وكشف في هذا الاطار ان مسؤولين اميركيين كبار اعربوا عن شكوكهم خلف الابواب المغلقة بان يكون هذا المسعى كافياً.
كما كشف التقرير ان كيري ايضاً اعرب عن شكوكه امام مساعديه بان تؤدي هذه الاستراتيجية الى دفع الجماعات المتعارضة نحو حل سياسي.
هذا وافاد التقرير ان البيت الابيض يأمل بان يستطيع التحالف المكون من السوريين العرب والاكراد الاستيلاء على المناطق، مع مساعدة الطيارين الاميركيين وكذلك عناصر القوات الخاصة الاميركية.
وأشار الى ان واشنطن تنوي رفع وتيرة ضرباتها الجوية، كاشفاً ان اوباما ارسل 12 طائرة حربية من طراز A-10 الى قاعدة انجرليك التركية، وانه ينوي كذلك ارسال المزيد من طائرات F-15 الحربية الى هذه القاعدة.
وقال التقرير ان واشنطن تأمل بان تؤدي هذه المقاربة الدبلوماسية-العسكرية الى تعزيز الضغوط على الاسد ودفعه نحو التنحي عن السلطة، لكنه اشار الى ان الجهود الفورية تركز على المناطق التي يسيطر عليها داعش، وليس على معاقل الاسد.
ونقل التقرير عن مسؤولين اميركيين بان عناصر القوات الخاصة الاميركية التي يتم ارسالها سينضمون الى قادة العناصر القبلية في الشمال السوري و سينسقون كذلك مع وحدات حماية الشعب الكردية.
المرشح الجمهوري
مجلة فورين بوليسي بدورها نشرت مقالة تحدثت بشكل مطول عن السيرة الذاتية لاحد كبار المستشارين للمرشح الجمهوري للرئاسة الاميركية "Ben Carson". وكشفت هذه المقالة ان الجنرال المتقاعد "Robert Dees" يعمل مستشاراً لدى "Carson", الذي يعد من اهم المرشحين الجمهوريين للرئاسة، وذلك في مجال الامن القومي والسياسة الخارجية.
واوضحت المقالة ان "Dees" هو من مناصري استراتيجية الامن القومي القائمة على "الحماسة الصليبية" (Christian evangelism). كما كشفت ان "Dees" اعتبر انه التحق بالجيش الاميركي "كسفير للمسيح"، بحسب تعبيره.
واشارت المقالة الى ان "Dees" ينظر الى جميع المسلمين حول العالم بانهم مشتبهين بالانتماء الى الارهاب، كما قالت انه عمل مع منظمة مسيحية انجيلية تعمل على جعل عناصر الجيش الاميركي يعتنقون المسيحية الانجيلية (Christian evangelicalism).
وكشفت المقالة ايضاً ان "Dees" كان قد وصف الجيش الاميركي بالآلية المناسبة لنشر الفكر الصليبي داخل المجتمع الاميركي. كما افادت انه تحدث عام 2007 عن نشر هذا الفكر داخل دول العالم من خلال الجيوش، حيث اشار الى تواجد عسكري اميركي في عشرين دولة مختلفة حول العالم و امكانية الاستفادة من ذلك بغية نشر الفكر الصليبي.
كما افادت المقالة ان "Dees" يعتبر ان الحالة النهائية للمجتمع الاسلامي في العالم ستكون "العنف والاضطهاد"، وفق قوله.
تهديد فارغ
بدوره، كتب الباحث الاميركي المعروف "William McCants" مقالة بعنوان "داعش و إسرائيل" نشرها موقع "JIHADICA” المختص بالحركات المتطرفة. واعتبر الكاتب، الذي يعد من اهم الباحثين الاميركيين في موضوع الحركات المتطرفة، ان داعش لن يهاجم "اسرائيل" في اي وقت قريب. وشدد على ان الاطاحة بالحكومة الاسرائيلية ليست اولوية قصوى للقيادة العليا في داعش، معتبراً ان التنظيم الارهابي مهتم اكثر بالسيطرة على مناطق سنية حيث انهارت سلطة الدولة.
الكاتب استشهد في هذا الاطار بمجلة "دابق"، وهي المجلة التي يصدرها تنظيم داعش باللغة الانكليزية، حيث تشير هذه المجلة الى ان استراتيجية داعش تقوم على اضعاف الحكومات الاسلامية عبر الارهاب وبالتالي ايجاد فراغ امني من اجل دخول مقاتلي داعش واقامة "ادارات محلية". ولفت الكاتب الى ان داعش ملتزم بهذه المقاربة حتى الآن، والى ان مقاتليه ينشطون ويحققون النجاحات في الاماكن التي تعاني من فراغ امني.
هذا واشار الكاتب إلى ان هزيمة "اسرائيل" ليست من اهم اولويات داعش حتى من الناحية العقائدية، خاصة ان النبوءات التي يتحدث عنها التنظيم تصور السيطرة على مدينة القدس والحرب مع اليهود بانها آخر مرحلة في احداث زوال العالم.
على ضوء ذلك وصف الكاتب تهديدات داعش باجتياح اسرائيل "بالفارغة"، والتي تهدف الى تجنيد المسلمين الغاضبين من الاحتلال بدلاً من ان تكون مؤشرا على عملية اجتياح. فبرأي الكاتب يركز تنظيم داعش جهوده على تعزيز دولته ونشرها "الى داخل الاراضي السنية"، وفق تعبيره.
حصول ايران على صواريخ S-300
تحت عنوان "كابوس إسرائيل: "ايران تشتري صواريخ S-300الروسية الفتاكة (مجدداً)"، نشر موقع "ناشيونال انترست" مقالة حول الاتفاق الجديد بين روسيا وايران على بيع موسكو لطهران انظمة صواريخ S-300 المضادة للطائرات. وأشارت المقالة الى ان ايران كانت قد طلبت سابقاً نموذج S-300PMU-1 ، الا ان هذا النموذج لم يعد قيد الانتاج، بالتالي اما ستضطر ايران لشراء نموذج جديد، او سيتم تحديث النماذج الموجودة في المخزون الروسي من اجل اتمام الصفقة.
صواريخ س 300
ولفتت المقالة الى أن موسكو لا تزال تنتج نموذج "S-300PMU-2 Favorit"، و كذلك نموذج S-300VM. وقالت: ان كليهما يتخطى مداه 120 ميلاً ويستطيع ضرب اهداف يصل علوّها إلى 100,000 قدم، كما انها قادرة على ضرب ستة اهداف او اكثر بشكل متزامن. و قالت ايضاً ان كلا النموذجين يملك قدرة هائلة على جعل مناطق كاملة في ايران شبه منيعة للمس عن طريق الهجمات الجوية.
المقالة استشهدت بضابط اميركي رفيع وصف صواريخ S-300 بانها تشكل خطرا للطائرات المقاتلة المتطورة من الجيل الرابع، مثل مقاتلات F-15 و F-16 و F/A-18. كما اضافت ان حتى الطائرات الحربية الاكثر تطوراً، مثل طائرة "Lockheed Martin F-22 Raptor" وطائرة "Northdrop Grumman B-2 Spirit" يمكن ان تواجه تحدياً في حال وجود عدد كاف من صواريخ S-300 بحيث تتشكل شبكة دفاع جوي متكاملة.
واشارت المقالة الى ان عديد واماكن نشر الصواريخ سيشكل فارقا كبيرا، والى ان نظام S-300 هو نظام متنقل ويمكن نقله في لحظات. واستشهدت بمسؤول كبير في القوات الجوية الاميركية قال انه "اذا كانت (الصواريخ) منتشرة في كل مربع بالبلاد، فمهما كانت الطائرة المستخدمة، سيكون تحدياً".