"كويرس"البوابة لتحريرحلب
ان يصمد المئات من العسكريين السوريين من ضباط وجنود بهذا الشكل الاسطوري في مطار كويرس العسكري في شرق حلب لمدة سنتين او اكثر ويفشلوا المئات من الهجمات الداعشية والتكفيرية وسياراتهم التفخيخية هو بحد ذاته انتصار للجيش السوري وبالتالي هي رسالة بليغة لاعداء سوريا من الذين راهنوا باطلا على تفكيك هذا الجيش واضعافه وفصله عن قيادته، اما الانتصار المضاعف هو ان يستطيع الجيش السوري والقوى المتحالفة معه وخلال ساعات من تحرير هذا المطار ذات الموقع الاستراتيجي لتاثيره المباشر كمحطة لانطلاق العمليات القادمةواشرافه النيراني على المناطق المجاورة لذلك باتت المجموعات التكفيرية في انحسار مستمر تبحث عن مأوى لها وهذا ما اقلق بشدة داعمي هذه المجموعات سواء في انقرة او الرياض او الدوحة مما دعا الرئيس التركي اردوغان الاعلان عن ان حلفاء تركيا اقرب الى اعتماد "المنطقة العازلة" لكن سرعان ما نفت واشنطن وجود تفاهم في هذه القضية الخلافية.
وما من شك ان تحرير مطار كويرس 35 كيلومتر شرقي حلب الذي هوالاكبر في المنطقة الشمالية، يشكل اهمية استراتيجية مباشرة لتحركات الجيش السوري القادمة والقوى المتحالفة معه لتطهير المناطق المجاورة وتهديد طرق الامداد الآتية من تركيا لداعش ووضعه تحت الكماشة انطلاقا لتحرير محافظة حلب بالكامل لان هذه العملية شكلت ضربة قاصمة لداعش والمجموعات التكفيرية المحاصرة هنا وهناك والتي باتت شبه مقتنعة بانه لم يعد شيئا يحول دون تقدم الجيشالسوري في الميدان وهذا مما يسبب لها انهيارات نفسية تنعكس على معنوياتها القتالية تضطر معها اما الفرار اوالاستسلام للموت الزؤام.
ان انعكاسات الهزائم المتوالية لداعش واخواتها في الساحة السورية لم تنحصر في حدود هذا البلد فقط بل لها امتداداتها الاقليمية والدولية وهي الاشد قسوة وايلاما عليها لانها الاساس والمحرك والمستفيد من استمرار الازمة في سوريا وتدمير دولتها للقضاء حسب تصورها المريض والواهي على محور المقاومة، اما هؤلاء التكفريين الضالين والجهلة الذين هم اشبه بالحيوانات المسيرة لانهم مجرد حطب لهذه المعركة التي سرعان ما تنتهي لنراهم يتسولون في شوارع العواصم التي وظفتهم لهذه المهمة الدمويةـ التدميرية القذرة وبالتالي لن يكون حالهم باحسن من الحالة المأساوية التي عاشها العميل نسعد حداد في ايامه الاخيرة في فلسطين المحتلة.
وما يزيد من اهمية عملية تحرير مطار كويرس وانعكاساتها السياسية هو توقيتها الذي يأتي قبيل انعقاد مؤتمر فيينا 2 لمناقشة الازمة السورية بايام وهذا ما يعزز الاوراق التفاوضية لدمشق التي من المؤمل ان تشارك فيه وفقا لمخرجات فيينا- 1 ان لم يطرأ متغير جديد بسبب لف ودوران السياسية الاميركية والقوى الاقليمية المتحالفة معها والتي باتت تراهن على التطورات الآنية وتعيش حالة التمنيات التنميات وهذا ما دفع بطهران ان لا تحسم موقفها لحد الان في المشاركة في الاجتماع القادم لفيينا-2.