دعم الانتفاضة مسؤولية الجميع
منذ اغتصاب فلسطين عام 1948 وحتى اليوم شهدت الاراضي الفلسطينية المحتلة ما يقارب الـ 25 انتفاضة لم تؤت اكلها، لكن يبدو ان الانتفاضة الحالية تختلف جذريا عن سابقاتها لان من يقودها هم الشباب الفلسطيني ومن هم في عمر البراعم لايقودهم هذا الفصيل او ذاك وهم في حل من القيود والمساومات والاعيب السياسة وهذا ما يرعب الكيان الصهيوني على ان تتبدل الى حالة شعبية عارمة لايمكن السيطرة عليها وهذا ما بدت تظهر بعض ملامحها لذلك بات المجتمع الصهيوني يعيش في حالة رعب دائم لمشاهدته الاندفاعة المستميتة للشباب الفلسطيني وبامكاناته البسيطة لكن بايمانه القوي والراسخ بنصرالله وامداده.
وما يؤشر لان تكون هذه الانتفاضة الشعبية مغايرة لسابقاتها انها انطلقت في وقت فقد الشباب الفلسطيني الثقة بمن حوله وبات على قناعة تامة بان يعتمد على امكاناته ويثق بذاته على انه قادر على تغيير المعادلة وايجاد موازنة الرعب مع هذا العدو الغاصب من خلال استخدامه للسلاح الاستشهادي الذي تعجز امامه كل الاسلحة ومازاد من قناعته هو ليس خذلان النظام العربي الرسمي فحسب بل تكالبه وتواطؤه مع العدو الصهيوني لدرجة ان احد امراء آل سعود المتقمصين بثياب خادم الحرمين الشريفين يعلن دعمه للكيان الصهيوني في قمعه للانتفاضة والانكى من ذلك موقف علماء السوء الذين يدعون للجهاد في سوريا ويتركون فلسطين.
وما يؤكد استمرارية هذه الانتفاضة انها طوت يومها الواحد والاربعين وقدمت خلالها 81 استشهاديا من خيرة ابنائها ذكورا واناثا وهذا انجاز عظيم بحد ذاته ويفوق كل التصورات لان اعداد هذه الكوكبة من الاستشهاديين وخلال هذه الفترة الزمنية ليس بالامر اليسير وهذا ما تدركه تماما فصائل المقاومة الاسلامية التي عادت ما تحضر لمثل العمليات وكم يلزمها من الوقت لاعداد واحد او اثنين منهم.
لقد اثبت الشعب الفلسطيني المعطاء والغزير خلال هذه الفترة الوجيزة بانه على استعداد لتحمل هذه المسؤولية الجهادية العظيمة لتحرير ارضه واستعادة حقوقه المغتصبة خاصة وانه لم يمل ولا يكل طوال اكثر من ثمانية عقود من الجهاد الدؤوب والمتواصل لتقديم التضحيات الجسام من اجل تحقيق اهدافه العادلة والمشروعة.
وما يزيد من قناعة الشباب الفلسطيني في الاستمرار في انتفاضه تراجع الكيان الصهيوني وهزيمة مشروعه لتقسيم الاقصى لدرجة حتى منع نواب الكنيست من زيارة الاقصى للحفاظ على الهدوء وعدم اثارة الشعب الفلسطيني.
ان الواجب الديني والانساني والاخلاقي يتحتم على المسلمين عرب وغير عرب الوقوف مع الانتفاضة الفلسطينية وتقديم انواع الدعم لها واضحى الشباب الفلسطيني يقاتل بالنيابة للحفاظ على حياض المسلمين وقبلتهم الاولى ومن يتخلى عن ذلك فانه آثم وسيحاسبه الله يوم القيامة على تقاعسه وعدم قيامه بالواجب.