الانتفاضة أرعبت الداخل الصهيوني!!
مهدي منصوري
استمرار انتفاضة القدس وبهذه الصورة التي لا يخلو فيها يوم الا ويطرق سماع العالم حالة من الطعن او الدهس او التعرض اما لقطعات المستوطنين او رجال الامن والشرطة الصهيونية، بل ولم يتوقف الامر عند هذا الحد بل امتد وكما ذكرت اوساط اعلامية صهيونية ان حالات الطعن قد وصلت للحاخامات.
وقد حاولت حكومة نتنياهو قدر الامكان ان تخف من حدة هذه الانتفاضة، الا انها ورغم كل محاولاتها الاجرامية وقراراتها التعسفية لم تستطع ليس فقط ايقاف زخمها بل اعطتها دفعة قوية من ان تستمر وتدوم. لذلك انعكس هذا الامر وبصورة واضحة على الداخل الصهيوني اذ بدات حالات القلق تتسرب وبصورة هستيرية وحسب ما ذكرته وسائل اعلام صهيونية بالامس ومن خلال الاستطلاعات ان 57٪ من الصهاينة بدأوا يشعرون بالخوف وعدم الامن ويعتقدون انه لابد ان تأتي الساعة التي يواجهون فيها الطعن بسكين او الدهس بسيارة عابرة، واضافت هذه المصادر الاعلامية الصهيونية ان الشعور بالخوف وصل بالصهاينة الى حد التفكير بمغادرة اسرائيل حتى يضمنوا على اقل التقادير امنهم وسلامتهم
وما اوردته الصحافة العبرية يعكس الواقع بذاته لان ابناء الانتفاضة الباسلة قد اكدوا وفي اكثر من مناسبة انهم لن يوقفوا عملياتهم التعرضية للصهاينة رغم كل الاجراءات التعسفية لانها تعتبره رد طبيعي على الاساليب القمعية الصهيونية.
وقد علقت اوساط فلسطينية ان زيارة نتنياهو الى واشنطن وفي هذا الظرف بالذات هو من اجل ايجاد الحل لدى البيت الابيض. لانه وكما عبر اوباما وفي اكثر من مناسبة ان ادارته ستبقى تدافع عن امن واستقرار الكيان الغاصب للقدس، وانها لن تسمح لان يتعرض هذا الامن للتهديد، ولكن غاب عن ذهن اوباما وجوقته ومخابراته ا ن الخطر الذي يتهدد اسرائيل اليوم هو ليس من الخارج، بل انه ناتج عن فورة الداخل الفلسطيني الذي وجد الاهمال وعدم الحلول لمشاكله وكذلك عدم الاعتناء بمطالبه المشروعة والوقوف الى جانب الكيان الغاصب الذي لم يترك وسيلة الا واستخدمها من اجل اذلال هذا الشعب واهانته.
اذن كيف يمكن لاوباما ان يحمي ربيبته اسرائيل وهي اليوم اثبتت عجزها الواضح في ايقاف زخم الانتفاضة الذي اخذ يتزايد يوما بعد يوم؟.
وفي نهاية المطاف لابد من القول من ان الرصاص المطاطي والقنابل المسيلة للدموع والاغتقالات وغيرها من الاساليب الصهيونية تقف عاجزة عن ايقاف الانتفاضة او كبح جماح استمراريتها. اذن فماذا تفعل واشنطن امام هذا الاصرار؟، اذن على الادارة الاميركية اولا وبعدها حكومة نتنياهو ان تفكرا جديا في ايجاد الحلول التي تضمن وبالدرجة الاولى حق الشعب الفلسطيني، وان محاولات اللعب والضحك على الذقون التي مارستها اسرائيل مع عباس وجوقته من خلال مفاوضات جوفاء سوف لن تجدي نفعا وان الشعب الفلسطيني الذين يسجل البطولات الرائعة في القدس ومدن الضفة الغربية لايمكن ان توقف الحلول الترقيعية او حقن التحذير التي اعتاد عليها نتنياهو هجماتها، وليدركا ايضا انه لابد وفي هذه الاجواء المشحونة ان يحصل على حقوقه المستقبلية خاصة ايقاف الاستيطان واطلاق سراح الاسرى وعودة ابناء الشعب الفلسطيني من الشتات وغيرها من المطالب التي تكفل لهذا الشعب حق الحياة كبقية شعوب العالم. والا فان السكين التي ارعبت الصهاينة ودفعتهم بالتفكير للفرار من ارضهم ستكون اكثر حدة لكي تنغرز في قلب كل محتل ومرتزق على الارض الفسطينية.