كلمة حرة ………….. من يُسكتها …… شيطان
محمود كامل الكومى
فى زمن القهر والكبت والعُهر الأعلامى …تدنت القنوات الفضائية الى الدرك الأسفل وصارت الرساله الإعلامية الساميه لديها هى الإعلان والإبهار التكنيكى وجذب المشاهد بالاعلانات التى تثير الغرائز وتعلن عن المحظور ,من أجل خطف البصر ووضع الغشاوة على البصيرة ,وحين تمارس بعض القنوات الجهل والكذب والنفاق والتعصب متشحة برداء الدين والإسلام من ظلامهم براء, يصير السراب , والهدف تحقيق اقصى نسبة مشاهدة بما يحقق الربح المادى الذى يفوق الخيال , فصارت القنوات الفضائية تجارة الحرام تقضى على العقل حين يسير خطابها الإعلامى عكس منطق الأمور وطبائع الأشياء, فيهدر الواقع ويتجنى على الحقيقة ويمارس اقذر أدوار ديماجوجية الفكر على شعبنا العربى .
فى خمسينات وستينات القرن الماضى وحنى بداية السبعينات , كانت مراكز الإعلام القومى العربى تغطى كل أرجاء عالمنا العربى من القاهرة وبيروت ودمشق وبغداد , وكان صوت العرب من القاهره "إذاعة الجماهير العربيه” تشحذ الهمم وتضج مضاجع الرجعية العربية والإستعمار فى كل مكان , كانت صوت الحركات التحررية فى الجنوب العربى والجزائر وصوت الثوره فى بغداد وبيروت ودمشق وصنعاء, وكانت هيئة الإذاعة والتليفزيون المصرى تنتج أناشيد العروبة والوحدة العربية , وغدى صوت جمال عبد الناصر يرن فى الآذان مجددا كفاح الشعب العربى ومجدداً له المسار من خلال أثير الإذاعات وبث القنوات التليفزيونية فى كل أرجاء وطننا العربى .
فى عصر المد العروبى والثوره على الإستعمار وأعوانه من الرجعية العربية , كان للكلمه المسموعه والمرئية تأثيرها على الشعب العربى بالإيجاب , فعمقت شعوره بانتمائه العروبى وزاد اقتناعه بالوحدة وأمله فى تحرير التراب العربى من الاستعمار وأعوانه , وتطهير أرض فلسطين من المغتصب الصهيونى , لكن عندما تكالب الاستعمار وعملاؤه "آل سعود” وحكام الخليج الفارسي وملكى المغرب والأردن السابقين ,على مصر وسخروا عمالة "السادات”فى الصلح مع العدو الصهيونى , وعندما نعرف أن معظم المنابر الإعلامية الغربية واقعة تحت سيطرة اللوبيات الإسرائيلية نفهم سر تمجيدها لأنور السادات وباقى ملوك وحكام الرجعية العربية، الذين حطموا أهم أسوار عزلة دولية وجهوية خانقة كانت تئن منها إسرائيل ( كان فرضها عليها الزعيم جمال عبد الناصر)، وأعطوها جرعة من الأكسجين ضاعفت من غرورها وصلفها , ومن هنا كانت كلمة السر لخلق فضائيات مموله بالبترودولار تعمق من هذا المفهوم, وتخلق من العملاء وأتباع الصهاينة والأمريكان أبطالا وهميين وتشوه الزعماء والأبطال الحقيقين للشعب العربى ومن قادوا نضاله , فى محاولة منها لغرس اسباب الحروب والدمار فى مخيال الشعوب على عاتق من ناضلوا ضد الصهيونية والاستعمار ومن اجل استقلال القرار للشعب العربى , وصارت كل قنوات الدول الخليجية والسعودية على الأخص على هذا المنوال الصهيونى الذى يحيد عن الحقيقة ويمجد من الذات الملكيه وكأنها الإله , وقد كانت قمة العمالة في تلك القناة التى انشأتها المراكز الإعلامية الغربية , بتمويل من الأسرة الحاكمه فى الدويلة القطرية , والتى صارت بوق شيطانى ينفخ فية الصهاينة وعملائهم من اجل الفوضى الخلاقة فى ربوع اقطارنا العربية وتفتيتها لخلق شرق اوسط جديد تقوده اسرائيل, وعلى هذا سارت قناة الجزيرة القطرية, وصار منوطا بها جذب الشعب العربى لتلقى سموم إرهاب الحركات المدعاة بالإسلامية التى تهدف الى القضاء على الفكر القومى العربى لصالح الخلافة الإسلامية التى تقوم فى فكر منظريها على القضاء على الدولة الوطنية .
حين ازيل البرقع من على وجة قناة الجزيرة وانكشف عارها , غادرها كل المذيعيين والمحررين االقوميين والشرفاء , وكونوا مع غيرهم ممن اراد الحقيقة , ورأى أنه لابديل عن المقاومة لتحرير فلسطين , قناة تحقق أمانى الوطن والمواطن العربى هى ” قناة الميادين ” من بيروت المقاومة- وصارت تبث الحقيقة كما هى , وغدت تعيد للأذهان موضوعية وقومية مذيعى القنوات والإذاعات المصرية والسوريه والعراقية فى الخمسينات والستينات , وبدى مذيعى الميادين هم الأجدر بنقطة الضوء التى تعيد الوعى الإعلامى للشعب العربى ,وفى محاولتها بث الروح صارت برامجها تمجد المقاومة , وتعيد للزعماء أثرهم فى نفوس الجماهير العربية شحذاً لهمتها من جديد وإعادة لروح النضال والكفاح ضد الصهيونية والاستعمار وعملائهم فى الخليج الفارسي ( السعودية وقطر بالذات ), وعلى ذات المنوال بدت اخبارها وبرامجها الدينية والثقافية والسياسية , تخطو بالعقل العربى الى عقلانية الواقع والمنطق وطبائع الأشياء , فكشفت المستور وماوراء السطور عند حكام قطر وآل سعود .
من هنا صارت الحمله عليها فكلمة الميادين الحرة وشعارها "الحقيقة كما هى” صارت خنجر فى وجه آل سعود وتميم وموزة وكل منهم يدينون بالولاء للموساد , وأحمرت قرون الشياطين وبدى أن الكلمة الحرة التى تبثها الميادين لايسكتها الا شيطان رجيم , وعلى هذا الأساس أتخذت إدارة القمر السعودى”عرب سات ” قراراً يتوعد بألغاء بث قناه الميادين من القمر المذكور ,ليتبدل اسم القمر من عرب سات الى ” اسرائيل سات ” لكن تبقى الكلمة الحرة فى الوجدان لايسكتها إنس ولاجان , ولاحتى شيطان آل سعود ولامجون موزة وتميم الملعون .