زوال الكيان الاسرائيلي .. العوامل والاسباب
حاول الكيان الاسرائيلي بشتى الوسائل عرقلة ابرام الاتفاق النووي بين ايران والغرب بغية اجبار ايران على تقديم تنازلات في هذا الملف لكن هذا الكيان غير موقفه نهائيا بعد ابرام الاتفاق ومصادقة الكونغرس الامريكي عليه وقال المسؤولون الاسرائيليون ان محصلة هذا الاتفاق تعود بالنفع على كيانهم وكان هؤلاء يظنون ان الاتفاق النووي سيغير نظرة ايران حول ازالة كيانهم من الوجود.
وظن المسؤولون الاسرائيليون بأن ايران تريد السلاح النووي لازالة اسرائيل من الوجود وان ابرام الاتفاق النووي يعني عدول ايران عن هدفها الاستراتيجي في ازالة الكيان الاسرائيلي من الوجود وهكذا يستطيع هذا الكيان الاستمرار في حياته لكن قائد الثوة الاسلامية آية الله السيد علي الخامنئي رد على هذا الموقف الاسرائيلي وقال "ان الصهاينة يقولون بأن الاتفاق النووي بدد هواجسهم وقلقهم تجاه ايران خلال خمسة وعشرين عاما المقبلة لكنني اقول بأن هؤلاء سوف لايرون الخمسة والعشرين سنة المقبلة وان شاء الله لن يكون هناك كيان صهيوني في المنطقة بعد ٢٥ سنة المقبلة”.
وفيما يتعلق بكلام قائد الثورة الاسلامية حول زوال الكيان الاسرائيلي يجب الاشارة الى النقاط التالية:
ان عدد ٢٥ سنة في كلام سماحته جاء ردا على قول الاسرائيليين بانهم تخلصوا من القلق لخمسة وعشرين عاما المقبلة ولذلك فان عدد ٢٥ لايعني ان زوال كيان الاحتلال سيكون في عام ٢٠٤٠، ان تنويه قائد الثورة الاسلامية الى فترة ٢٥ سنة يعني حتمية زوال هذا الكيان ومن الممكن ان ذلك يتحقق قبل هذا الموعد او بعده بقليل فالمهم هو اصرار ايران على موقفها ووجود امكانية زوال هذا الكيان.
ان زوال الكيان الاسرائيلي يتطلب شروطا وان بوادر تحقيق هذه الشروط قد ظهر الآن فهذا الكيان يعيش ازمات داخلية حقيقية ومنها:
الشرخ القومي والطوائفي
هناك ازمة كبيرة موجودة بين اليهود السفارديم واليهود الاشكنازيين حيث يتم التعامل من السفارديم كمواطنیين من الدرجة الثانية والاشكناز كطبقة حاكمة ورأسمالية، ان النظام الاقتصادي الاسرائيلي يمنع التطور الاقتصادي للسفارديم ويحول دون وصولهم الى مناصب عليا كما ان هناك خلافات ايديولوجية وتاريخية وعقائدية بين هاتين القوميتين وهذا يمنع وجود مجتمع متجانس ومتناسق.
الشرخ الديني
هناك شرخ كبير بين اليهود والعلمانيين الاسرائيليين وقد تعاظمت الخلافات بين هؤلاء بشكل كبير في الآونة الاخيرة وعجز القادة الاسرائيلیین عن حل هذا الخلاف المتفاقم فالتيارات اليهودية المتشددة تريد ترسيخ التمييز المذهبي في حين يحاول العلمانيون التأكيد على علمانية هذا الكيان وتذويب المتدينیين في المجتمع.
الهجرة العكسية
ان سياسة الكيان الاسرائيلي هو جذب وجلب اليهود من مختلف بقاع العالم لضمان بقاء هذا الكيان لكن تردي الاوضاع الامنية وعدم وجود رفاه اجتماعي يدفع قسما كبيرا من المجتمع الاسرائيلي نحو الهجرة الى الدول الاخرى وهذا ينذر بقدوم ازمة كبيرة لهذا الكيان.
التحديات الامنية والعسكرية
ان المعارك الكثيرة التي خاضها كيان الاحتلال مع قوى المقاومة في فلسطين ولبنان والمنطقة وهزيمة هذا الكيان في حرب تموز وحروب غزة واندلاع الانتفاضة الثالثة قد اثبت بأن هذا الكيان سيواجه الازمات المستمرة التي ستدوم حتى نهاية هذا الكيان.
٣. ان الاوضاع الراهنة في المنطقة هي اسوأ اوضاع يواجهها الكيان الاسرائيلي وذلك بسبب الصحوة الاسلامية فقوى المقاومة في لبنان وفلسطين اصبحوا يمتلكون الاسلحة والصواريخ المتطورة واثبتوا جدارتهم في حرب تموز وحروب غزة كما فشل الصهاينة في تطويق النفوذ الايراني في سوريا واليمن ولبنان وباتت ايران تدير اللعبة في الشرق الاوسط اقوى من أي وقت مضى.
٤. ان محاولات الكيان الاسرائيلي لاظهار نفسه كضحية واظهار اليهود كشعب مختار قد باءت بالفشل وان ثورة المعلومات ووسائل الاعلام قد عرت فضائح اليهود وجرائمهم امام الراي العام العالمي ولم يعد هذا الكيان قادرا على خداع العالم ويمكن القول ان قبول عضوية فلسطين في الامم المتحدة ورفع العلم الفلسطيني هناك يعتبر خطوة كبيرة نحو فرض الهزيمة على الكيان الاسرائيلي.
وهكذا يقترب كيان الاحتلال يوما بعد يوم من نهايته المظلمة رغم كل الدعم الامريكي والغربي الشامل الذي يتلقاه هذا الكيان وسبب ذلك هو العمق الاسلامي والقوة الدينية الهائلة الذي تمتلكه شعوب هذه المنطقة التي لفظت هذا كيان المصطنع منذ بداية نشأتها.
الوقت