kayhan.ir

رمز الخبر: 28953
تأريخ النشر : 2015November07 - 20:37

الصحف الاجنبية: تراجع نفوذ واشنطن في آسيا الوسطى

سلطت وسائل الاعلام الاميركية الضوء على جولة جون كيري الاخيرة في منطقة آسيا الوسطى وما تبعه من صعود للاعبين دوليين آخرين في هذه المنطقة وتقليص النفوذ و الدور الاميركي، في وقت حذَّر كتاب اميركيون بارزون من سياسة التصعيد العسكري التدريجي التي تتبعها ادارة اوباما.

من جهة اخرى نقلت مواقع إخبارية أميركية معروفة عن مسؤولين اميركيين بان الجماعة التابعة لتنظيم داعش في شبه جزيرة سيناء باتت تشكل تهديدا اكبر بكثير، محذرة من ان يكون داعش وتوابعه قد انتقلوا الى استراتيجية استهداف المدنيين، وذلك على خلفية سقوط الطائرة المدنية الروسية في سيناء.

تقليص الدور الاميركي في آسيا الوسطى

مجلة "فورين بوليسي” الاميركية نشرت تقريراً بعنوان "الولايات المتحدة تبحث عن دور جديد في آسيا الوسطى في ظل مخاوف امنية متزايدة”، تناول الجولة التي قام بها مؤخراً وزير الخارجية جون كيري على خمس دول في منطقة آسيا الوسطى.

وأشار التقرير الى ان قادة الدول الخمس التي زارها كيري، وهي كازخستان وقيرغيزستان وطاجكيستان وتركمانستان واوزباكستان متخوفون من عودة طالبان في افغانستان وتجنيد الجماعات المتطرفة لمواطنيهم، بما في ذلك تنظيم داعش. واعتبر ان روسيا تستغل ذلك حيث يقدم نفسه الرئيس فلادمير بوتين على انه المحارب الاول ضد الارهاب مقارنة مع تقليص الدور العسكري لواشنطن في افغانستان والاستخدام "المقيد” للقوة ضد داعش في سوريا.

ولفت التقرير الى ان كيري حاول خلال هذه الزيارة توسيع موطىء قدم واشنطن في المنطقة، بما يتخطى الاهداف الامنية الضيقة التي تم التركيز عليها خلال العقد المنصرم. الا ان التقرير نقل عن محللين بان اميركا لم تعد لاعباً حقيقياً في المنطقة بسبب عدم امتلاكها استراتيجية محدّثة وطويلة الامد.

كما ذكر التقرير بان جهود واشنطن تركزت عقب انهيار الاتحاد السوفياتي على مجالات الطاقة والامن والمساعدات في منطقة آسيا الوسطى، بيد ان كل هذا تغير عام 2001 مع الحرب الاميركية على افغانستان. غير انه لفت الى اغلاق القاعدتين العسكريتين الاميركيتين في قيرغيزستان واوزباكستان.

هذا واشار التقرير الى الكلام الاميركي حول المساهمة بإنشاء ما يسمى "طريق حرير جديد”، بغية تعزيز التبادل التجاري وتعزيز الروابط في المنطقة، لكنه نقل عن خبراء بان هذه المبادرة، التي تسعى الى اقامة علاقات تجارية جديدة بين افغانستان وآسيا الوسطى انما تهدف الى دعم افغانستان بدلاً من منطقة آسيا الوسطى. ونقل عن الخبراء أن واشنطن لا تملك استراتيجية تتركز بشكل اساس على منطقة آسيا الوسطى.

كما تطرق التقرير الى "اعلان الشراكة المشترك” بين واشنطن وحكومات الدول الخمس التي زارها كيري، والذي يشمل ملفات مثل التبادل التجاري و التغير المناخي والدعم لافغانستان. ولكنه نقل عن الخبراء ايضاً بان قوى عالمية اخرى تتخذ خطوات اكبر بكثير في هذه المنطقة، حيث قال هؤلاء ان محتوى الزيارة يدل على "عدم وجود رؤية حيال منطقة آسيا الوسطى”.

وأشار التقرير الى جولة قام بها رئيس الوزراء الياباني في منطقة آسيا الوسطى قبل اسبوع من جولة كيري، وقد تم خلالها ابرام صفقات بقيمة 18 مليار دولار مع حكومات المنطقة. كما تطرق الى المشروع الاقتصادي الصيني المسمى "بحزام واحد، طريق واحد”، والذي هو عبارة عن مشروع ضخم في مجال البنية التحتية والتبادل التجاري. كذلك اضاف بان روسيا تواصل تعزيز نفوذها المالي عبر تقديم المساعدات العسكرية، بما في ذلك تعهد بقيمة 1.2 مليار دولار لطاجيكستان، علاوة على قيادة موسكو للاتحاد الاقتصادي اليوروآسيوي الذي يضم ارمينيا وبلاروسيا و كازخستان و قيرغيزستان و روسيا.

مخاطر سياسية للتصعيد العسكري التدريجي الاميركي

من جهته، الصحفي فريد زكريا كتب مقالة نشرت في صحيفة واشنطن بوست بعنوان: "مخاطر سياسة التدرج التي يمارسها اوباما”، اعتبر فيها ان قرار اوباما إرسال خمسين عنصراً من القوات الخاصة الى سوريا نابع من اعتقاده بضرورة "القيام بشيء”. واشار الى ان موافقة اوباما على تعزيز الدور العسكري بشكل تدريجي خلال الفترة الماضية تعود الى هذا السبب نفسه (ضرورة القيام بشيء).

غير ان الكاتب رأى ان هذه المقاربة لن تنجح، و رجح ان يواجه الرئيس اوباما التحدي نفسه بعد اشهر قليلة – اما التراجع او مضاعفة الجهود -مضيفاً ان اوباما قرر تعزيز التدخل في كل مرة حتى الآن.

الكاتب لفت الى ان التدخل العسكري الاميركي بدأ في شهر حزيران/ يونيو العام الماضي مع ارسال 275 جنديا من اجل حماية السفارة الاميركية في بغداد، قبل ان يرتفع هذا العدد بعد شهرين فقط الى ما يزيد عن الف جندي، وذلك يعود بشكل جزئي الى مساعدة الايزيديين، وفقاً لما زعم الكاتب. وقال: ان واشنطن قررت ارسال 1,500 جندي اضافي في شهر تشرين الثاني/نوفمير من العام الماضي، من اجل تدريب ومساعدة الاكراد والجيش العراقي.

ولفت زكريا الى ان كل ذلك لم يؤدِّ الى اضعاف داعش، معتبراً ان ذلك ليس مفاجئاً في ظل الصراع السوري "المعقد”. وأشار الى دعم عدد من القوى الخارجية – مثل السعوية و تركيا و ايران و روسيا – لجماعات مختلفة، متحدثاً بالوقت نفسه عن اهداف متناقضة بين من يفترض انهم حلفاء. على ضوء ذلك يقول انه من الصعب ان يؤدي تدخل اميركي متواضع الى قلب هذا المشهد.

في الختام يرجح الكاتب ان يبقي اوباما التدخل الاميركي محدود، لكنه حذر من ان اوباما سيترك لسلفه معضلة "رهبية” كما فعلت ادارة كينيدي مع الرئيس ليندون جونسون خلال فترة حرب فيتنام.

تهديد جماعة "ولاية سيناء”

بدوره، موقع "دايلي بيست” نشر تقريراً اعتبر ان الجماعة التابعة لتنظيم داعش في شبه جزيرة سيناء ربما قادرة على اسقاط الطائرات المدنية، مثل الطائرة الروسية التي تحطمت مؤخراً في سيناء،ما ادى الى مقتل جميع ركابها البالغ عددهم 224 شخصاً. وأشار التقرير الى ان المخاوف المتزايدة من ان يكون تحطم الطائرة ناتجا عن عبوة ناسفة وضعت على متن الطائرة، انما تنبع جزئياً من صعود الجماعة التابعة لداعش في المنطقة الشمالية من شبه جزيرة سيناء.

التقرير شدد على ان هذه الجماعة اصبحت تشكل تهديدا هائلا، حيث نقل عن مسؤول اميركي يعمل في مجال مكافحة الارهاب بانها من "الجماعات الاكثر قوة ونشاطاً التابعة لداعش”، ولفت التقرير إلى أن هذه الجماعة، التي تطلق على نفسها اسم "ولاية سيناء”، اعلنت مسؤوليتها مرتين عن اسقاط الطائرة المدينة الروسية، لافتاً الى ان استهداف هذه الجماعة لمواطنين اجانب سيمثل تطورا كبيرا في استراتيجية داعش الاقليمية، حيث يكون انتقل التنظيم من الاستيلاء على الاراضي الى استهداف المدنيين بعيداً عن المناطق التي يسيطر عليها في العراق وسوريا.

كما اشار الى ان استهداف الجماعة للطائرة المدنية الروسية، في حال ثبث، سيكون من اكبر الهجمات الارهابية منذ احداث الحادي عشر من ايلول واول هجوم ارهابي ناجح يستهدف طائرة مدنية منذ ذلك الحين. وبينما قال التقرير انه لم يتضح بعد ما اذا كانت الجماعة تملك القدرة على تهريب عبوة ناسفة ووضعها على متن طائرة، اكد بالوقت نفسه انها تعرف كيفية نقل الاسلحة.

واستشهد بكلام المسؤول الاميركي ان الجماعة "معروفة بمجال التهريب غير الشرعي وتمكنت من الحصول وكيفية استخدام اسلحة مختلفة”. كما نقل التقرير عن لسان المسؤول بان "الجماعة تستطيع ان تستفيد من موارد وخبرة جماعات اخرى تابعة لداعش ومن يدعمها في المنطقة”. وأضاف ان عناصر تابعة للجماعة ذهبوا الى سوريا قبل ان يعودوا الى سيناء، وان اسلحة اكثر تطوراً قد ظهرت في المنطقة.

وعاد التقرير ليتطرق الى ما وصفه بالمسار الدولي الجديد الذي تسلكه الجماعة، مذكّرا باعلان الاخيرة مسؤوليتها عن هجوم صاروخي استهدف سفينة مصرية في شهر تموز /يوليو من هذا العام، وكذلك بث الجماعة شريط فيديو يظهر قطع رأس عامل كرواتي اختطف في القاهرة، واصابة اربعة جنود اميركيين وعنصرين فيجييين اثنين من قوات حفط السلام المتعددة الجنسيات اثر انفجار قنبلة.