kayhan.ir

رمز الخبر: 2884
تأريخ النشر : 2014June28 - 22:16

يقظة الشعوب كفيلة بنحر التآمر

للمرة الثانية وخلال اقل من عشرة ايام حذر قائد الثورة الاسلامية الامام الخامنئي من المؤامرة الشرسة التي يحيكها الاستكبار العالمي لخلق الفتنة والاحتراب بين الشيعة والسنة بهدف توجيه ضربة للصحوة الاسلامية التي اصبحت هاجسه الاكبر. وقد دعا "سماحته الشعوب الى اليقظة لان هناك ودولا ستعمل على نقل الارهاب من العراق الى دول اخرى". "وان ما يحدث الان في المنطقة ليس حربا طائفية بين الشيعة والسنة، بل هي حرب بين الارهاب ومعارضيه، حرب بين المنفذين لاهداف اميركا والغرب ودعاة استقلال الشعوب وهي حرب بين الانسانية والوحشية والهمجية". بهذه الكلمات الدقيقة والمعبرة عن الواقع الموجود على الارض وضع قائد الثورة الاسلامية الاصبع على الجرح ليطلع ابناءالامة الاسلامية على الحقائق ويقفوا امام مسؤوليتهم التاريخية في هذه المرحلةالحساسة والمفخخة بهدف اجهاض المؤامرة والعبور الى ساحل الامان.

ومن يريد ان يطلع على حقيقة ما يجري على ارض العراق وخلفياته عليه ان ينظر الى ادوات هذا التحرك من الداعشيين التكفيريين والضباط البعثيين المفصولين ومن يساندهم في الخارج لتتكون لديه صورة متكاملة عما يدور هناك من تواطؤ دولي واقليمي قذر للالتفاف على الارادة العراقية ومصادرة قرارها وانتخاباتها والاتيان بحكومة تدور في الفلك الاميركي وهذا هو صلب الموضوع، لكن الدوائر الغربية الخبيثة ومعها بعض الاصوات العربية المشبوهة في السعودية وبعض الدول الخليجية حاولت يائسة ابعاد الاتهام عن نفسها بانها تدعم الارهاب ان تقلب الحقائق وتصور ان ما يجرى في العراق بانه "ثورة سنية" وهذه اساءة كبيرة ومتعمدة للاخوة السنة الذين هم براء منها وما جرى من ذبح وقتل وانتهاك واغتصاب للسنة في معظم المناطق التي احتلها داعش يدحض هذا الادعاء ويثبت ان هؤلاء لادين ولامذهب ولاقيم لهم.

وما زاد من الشكوك حول ما يجري على ارض العراق هي زيارة وزير الخارجية الاميركية المفاجئة لبغداد ثم اعقبه وزير الخارجية البريطاني ومطالبتهما القيادة العراقية بتشكيل حكومة وحدة وطنية طبعا وفقا لرؤيتهما الخاصة وكأنهما يقولان للعراقيين اشطبوا على نتائج الانتخابات واعملوا وفق ما نقول وهذا تدخل صارخ وفاضح في الشؤون الداخلية العراقية وعندما صدم جون كيري بموقف القيادة العراقية الحازم طار الى فرنسا واستدعى اجندته في العراق من امثال النجيفي وعلاوي والمطلك للتشاور في الموضوع ولايجاد مخرج للازمة التي افتعلوها خاصة وان الجيش العراقي بات ممسكا بزمام المبادرة وما هي الا ايام حتى ينقض على آخر معقل للدواعش ويفوت الفرصة على اعداء العراق ويردهم الى نحورهم.

وربما الخطوة الاخرى لوزير الخارجية الاميركي باستدعائه لاجندته الاقليميين من وزراء خارجية السعودية والاردن والامارات الى باريس لبحث الموضوع العراقي والسوري، يثبت ان لقاء جون كيري باجندته العراقية كان مخيبا للآمال لانه اطلع على عجزهم في مساعدة اميركا للخروج من محنتها في العراق التي تصدعت مصداقيتها وسمعتها بعد احداث الموصل واثبتت عمليا انها دولة لا تلتزم بالعهود والمواثيق وهذا ما يفتح الطريق امام بغداد لاحقا لالغاء هذه الاتفاقية.

واللافت في اجتماع باريس هو تصريحات الوزير جون كيري الطائفية بامتياز عندما يقول بانه ناقش مع وزراء الدول السنية الازمتين العراقية والسورية دلالة واضحة على هذه المنهجية الخبيثة. هذا التوجه الطائفي المقيت لوزير الخارجية الاميركي يكشف ان الدول الاستكبارية وفي مقدمتها اميركا كيف تريد توجيه البوصلة؟!!