kayhan.ir

رمز الخبر: 28747
تأريخ النشر : 2015November03 - 21:23

القدس تناديكم أيها العرب والمسلمون‎

جمال أيوب

منذ وجود مدينة القدس العربية الكنعانية التي سبقت وجود أمم كثيرة طمعت بها وغزتها على مرّ السنين فدمرتها وفتكت بها وبحجرها وشجرها وبأهلها ، حقدا عليهم وطمعا بها وتدنيسا لحرمتها الآمنة وقدسيتها ، ظانين في كل مرة أن القدس لن تقوم لها قائمة وتحيا بعد تدميرها ، وبأنها لن تعود ثانية رمزا للتاريخ العربي الإسلامي الأصيل ، منطلقين من حقدهم الديني التلمودي أو من برنامجهم الأصولي الصليبي ، أو من منطلقات كفرهم وغيهم وتسلط كُبراءهم الذين في كل مرة ينسوا أو يتناسوا أنّ القدس بتاريخها العربي الأصيل ، وانتمائها الإسلامي الحنيف المشرق والمضيء ، وماضيها وحاضرها ومستقبلها الفلسطيني الخالص داست على أعناق كل من حاول تدميرها والتطاول على أهلها وتاريخها ، فانتصرت وسحقت أقوام كثيرة أعتدت عليها حيث ذهبوا دون أن تحزن الأرض والسموات عليهم إلى مكبات التاريخ ، وبقيت هي شامخة راسخة لأنها عبق الماضي وجذوره وحاضرة التاريخ وحقيقته وعنوان المستقبل وواقعه ، فكلما كشرت القدس عن أنيابها أمام كل من احتلوها متجاوزين حقيقتها العربية الإسلامية وحقوق شعبها الفلسطيني ظنوا خطأ وسفاهة من أنفسهم أنها ترحب بهم وتبتسم لهم ، لكنها دائما كانت وأهلها نعم الوطن الفلسطيني الحر الأبي والأرض المقدسة الطاهرة المعطاءة ، والأهل الطائعين لله الأتقياء الأنقياء ، والرجال الصادقين مع أمتهم ودينهم وقضيتهم الأبطال الأوفياء ، الذين نهضوا دائما كالأسود من بين الركام منتصرين غانمين ، فطردوا الأعداء خزايا ملعونين مرجومين ، خاسرين حتى احترامهم لأنفسهم الأمارة بالسوء ، وذاتهم الماصة لدماء شعب فلسطين المسالم المحب للحرية العاشق للسلام والاستقرار ، كما وعادت مبانيها وأبوابها وكنائسها ومساجدها تزهوا بالعِلم والدين والسلام ، وعادت ثانية راية العرب والإسلام تخفق كما قلوب أهل القدس المؤمنة المسبحة بحمد ربها وجلاله ، وتلعن بلسان شعبها الحر الأبي كل الأعداء مهما اختلفت لغاتهم وأعراقهم ، والعملاء المتخاذلين والمأجورين مهما أختلفت لهجاتهم حتى وإن نطق بعضها اللهجة العربية الفلسطينية أو مثلها الأخرى . أما ما كان يخجل الناس قبل المؤمنين الموحدين وشعوب الأرض قبل عرب فلسطين، فهي المواقف البلهاء النكراء تجاه عروبة وقدسية ومصير القدس من قبل المقامرين المطرودين من رحمة الله ، الباحثين عن عفو ومال كُبراء العالم المجرم ، التي بعضها كان بثوب سلبي منطلقين من أفكار جحا الأسطوري الباحث عن نجاة رأسه ، والآخر منها بثوب خياني منطلقين من أفكار مؤسس الطابور الخامس وسرب الجبناء ولا نامت أعينهم ، والتي سجلها التاريخ للكثير من قادة الأمة المسلمة منذ ما بعد فاتحها الخليفة عمر بن الخطاب الذي حفظ عهد أهلها وسكانها ومساجدها وكنائسها ومبانيها ، وما بعد صلاح الدين الأيوبي محررها من يد المارقين الصليبيين ، الذي حافظ على عهد وميثاق عمر إلى أن مات وما فرط بالقدس وفلسطين وعلى أثره من سقط شهيدا شهيدا شهيدا ،هي أرض وقف إسلامي لا يجوز لأحد التفريط بها حتى ولو على حساب الوجود الشخصي له.

الأقصى معراج رسول المحبة صلى الله عليه وسلم تتعرض لهتك قدسيتها ولمحالة تدنيس عفتها وطهارتها من مسوخ الخلق الفاسدين المفسدين الذين لعنهم الله ، والذين قتلوا الكثير من أنبياء الله والصالحين ، ها هي القدس تناديكم أيها العرب والمسلمين وبأعلى صوتها الذي كان صوت العمورية المسلمة التي استغاثت بأحباب الله أخفت منه ، فسمعها الحاكم المسلم الحر التقي ولبى نداءها ، ها هي القدس الجريح تناديكم اليوم وتستغيث بكم لنجدتها وتحريرها وتحرير رقاب أهلها الذي ما عادت الصهيونية تستعمرهم بل تحاول أن تستعبدهم وتهود فكرهم وثقافتهم وأرضهم ,متناسية نهاية من سبقوها بظلمهم كيف فنوا وذهبوا وبقي شعبها العربي الفلسطيني حرا صامدا كما الأقصى إلى يوم الدين...