المرجعية العليا والاصبع على الجرح!!
مهدي منصوري
ورد عن الامام الصادق (عليه السلام) انه قال: "العالم بزمانه لا تهجم عليه اللوابس" وقد جسدت المرجعية العليا في النجف الاشرف بزعامة آية الله العظمى المرجع الكبير السيد على السيستاني هذا الحديث وبصورة ليس فقط اذهلت الجميع بل انها استطاعت ان تعطي صورة مشرقة لكل الذين يتابعون مواقفها ابتداء من بداية سقوط الصنم والى هذه اللحظة.
وما من احد وعلى اي مستوى كان من المسؤولين والمبعوثين الدوليين الذين التقوا سماحة المرجع السيستاني الا وخرجوا بانطباع يقول انه يعايش الاحداث بدقة كبيرة جدا بحيث تصل بعض الاحيان الى التفاصيل التي غابت عن اذهان هؤلاء.
والامر الاخر وهو المهم ايضا ان الشعب العراقي قد ادرك جيدا مدى حرص المرجعية العليا على ان لا يصيب العراق والشعب العراقي اي مكروه وقد اخذت بافكارها السديدة وخلال فترة عقد من الزمن ان تنقذ العراق من مطبات كبيرة لو تغافلت عنها ولم تتدخل فيها لاصبح العراق اليوم في مهب الريح.
واعتقد ان ذاكرة هذا الشعب لم تنس ذلك الموقف الصلب في دعوة العراقيين للاستفتاء على الدستور والتي كانت في وقتها تحول كبير في مسير العملية السياسية واستمرت بالدعوة للانتخابات والتي اصبحت ركيزة اساسية في الحياة الديمقراطية.
وبقيت المرجعية العليا ترقب الوضع العراقي عن كثب وبصورة دقيقة وساهمت بصورة مباشرة او غير مباشر، في تسديد وترشيد العملية السياسية لاستمرارها وعدم انهيارها.
واليوم والعراق يتعرض لهجمة ارهابية منظمة شرسة تريد ان ترسم خريطة وصورة جديدة لهذا البلد بحيث يجعل منه بلدا مقسما وضعيفا امام الدول الاخرى الطامعة في سلب سيادة واستقلال هذا البلد.
ولذلك فانها وبوعيها الذي فاق التصورات اصدرت فتواها التآريخية بالدفاع الكفائي لصد هذا الارهاب وكسر شوكته.الا انه وفي خضم هذا المعترك الجديد ظهرت في الافق دعوات مشؤومة تريد النيل من وحدة العراق ارضا وشعبا وذلك باحياء دعوات تقسيم هذا البلد وتقطيعه الى اجزاء للنيل من وحدة ابنائه، لذلك انطلق صوت المرجعية العليا وبصوت عال بالامس محذرة من هذا المشروع الاجرامي والذي لم يكن مطلب عراقيا بل ان وراء هذا الامر وكما افصحت الكيان الصهيوني الغاصب للقدس مما يعكس ان الاطراف السياسية التي تسعى او تطالب بتقسيم البلاد تحت عناوين ومسميات براقة انها لم تكن سوى دس السم في العسل،وانها تنفذ مخططا صهيونيا من حيث تدري أو لاتدري، وقد اوضحت المرجعية العليا وبصورة لاتقبل التأويل والنقاش بالقول: ان هناك مخططات كانت مبيتة لدى اسرائيل والان باتت تجهر بها واصبحت معروفة للجميع لتفتيت العراق وتقسيمه" وهذا التحذير هو جرس انذار للقيادات السياسية الوطنية العراقية ان تاخذه على محمل الجد وان تبذل قصارى جهدها لافشال هذا المشروع الصهيوني هذا، وقد اكدت المرجعية من طرف آخر ومن اجل تحقيق ذلك الامر يتطلب من السياسيين الى التعجيل في انعقاد مجلس النواب والاسراع في تشكيل الحكومة والذي سيشكل ضربة قاصمة لكل الذين يريدون افشال العملية الساسية والتي بذلوا من اجل تحقيقها الكثير واستخدموا مختلف الاساليب الاجرامية.الا ان وعي الشعب العراقي قد افشل المشروع في مهده بصبره وصموده ووقوفه الى جانب حكومته المنتخبة، وان الذي اكدته وحذرت منه المرجعية بالامس فانه يعكس وضع الاصبع على الجرح وتسمية الاشياء بمسمياتها ومن دون اي مواربة او مدارات مما يدفع بالشعب العراقي وبكل طوائفه ومكوناته ان يمارس دوره في الوقوف مع المرجعية لافشال هذا المخطط الصهيوني الخطير الذي يمس بسيادة واستقلال العراق ولايتم ذلك الا بالتوحد والوقوف صفا واحدا ضد الارهاب وقهره ودحره والذي سيكون خطوة مهمة في عدم وصول الصهاينة وعملائهم الى اهدافهم في هذا البلد.