تركيا بانتظار من ينقذها
امير حسين
بات المشهد الانتخابي التركي اكثر تعقيدا والتباسا مع اجراء الانتخابات المبكرة في ظل سياسات الرئيس ارودغان وتطلعه الى تحويل بلده الى نظام رئاسي لتحقيق طموحاته في ان يصبح الرجل الاقوى والاوحد في تاريخ تركيا، بل كان يطمح الى اكثر من ذلك في ان يقود المنطقة من خلال وصول الاخوان المسلمين الى الحكم في مصر وسوريا وليبيا وتونس وغيرها وما ادل على ذلك هو استعداده لهذا الامر من خلال بناء قصره الفخم والضخم الذي يضم 1100 غرفة اضافة الى تربعه على الكرسي الرئاسي المرصع بالذهب.
غير ان التوقعات وما خرجت به استطلاعات الرأي بان نتائج انتخابات هذه الدورة لن تختلف كثيرا عن سابقتها بل ذهب البعض الاخر بان هذه الانتخابات تحدث تغييرا ولو طفيفا لصالح الاحزاب المعارضة ولو ان حزب العدالة والتنمية يتوقع بان التغيير سيكون لصالحهه نتيجة للتطورات التي حدثت خلال الاشهر الماضية في تركيا والتي استغلها اردوغان واوغلو في تهديد الاتراك بان من ينقذكم من اللااستقرار هو حكومة الحزب الواحد.
ورغم كل هذا وذاك فان من يحدد نتائج الانتخابات هو صوت الناخب التركي المنقسم على اربعة احزاب رئيسية تناقض كل منها الاخرى وفي الطليعة حزب العدالة والتنمية يليه حزب الشعب وثم حزب الشعوب الديمقراطية (الكردي) والحركة القومية، وما تسرب من نتائج غير رسمية حتى ساعة متأخرة من الليلة الماضية بان حزب العدالة والتنمية قد يشكل الحكومة المنفردة لكن تفرد اردوغان بالسلطة وابعاد جميع الاحزاب المعارضة وحتى اتباع استاذه فتح الله غولن عن المشاركة في الحكم لدرجة ان القيادي في حزب العدالة والتنمية والرئيس السابق عبدالله غول وصف الرئيس اردوغان بانه اصبح خطرا على الديمقراطية في تركيا.
ومما لا شك فيه السياسة الاردوغانية سواءا في الداخل او الخارج كتورطه العميق في الازمة السورية فتحت الباب على مصراعيه لان تدخل تركيا في حقبة جديدة من الفوضى والصراعات التي قد لاتنتهي بهذه السرعة وان تكرار الانتخابات لا تغير من الواقع شيئا، ولو ان احتمالات ان يدعو الرئيس اردوغان لانتخابات اخرى في الربيع القادم واردة لكن ذلك سيصطدم بعدة عوامل قد لا يستطيع تجاوزها وهي ان تكرار الانتخابات تحمل ميزانية الدولة اعباء مالية كبيرة وترهق الناخب التركي الذي سيأتي بنتائج عكسية اضافةالى تاثيرها السلبي على اقتصاد البلد. كل هذه الامور قد تدفع بالجيش الى القيام بانقلاب عسكري وما اكثرها في تاريخ تركيا ومنها الانقلاب على عدنان مندرس الذي انتهى به المطاف الى الاعدام وزعيم حزب الفضيلة اربكان الذي اودع السجن او ان يحدث انقساما حادا داخل حزب العدالة والتنمية لتنحية اردوغان وانقاذ الحزب من الانهيار واستعادة دوره السياسي في البلاد.