kayhan.ir

رمز الخبر: 2857
تأريخ النشر : 2014June28 - 22:11

مصر تستنهض الهمم

ميلاد عمر المزوغي

آمال العرب معلقة على ما ستقوم به مصر من دور طليعي افتقدته بفعل اتفاقية كامب دايفيد حيث تم تحييدها, فأصبح العرب بلا زعامة كل زعيم يرغب في ان يكون زعيما للعرب,لكن اي من هؤلاء لم يفلح, فالزعامة لمصر على مر العصور, فهي بحق ام الدنيا راعية مصالح العرب والمسلمين.

الجزائر,اول زيارة خارجية للسيسي, للزمان والمكان اكثرمن معنى وان قيل بان السيسي كان ينوي بان تكون السعودية اولى محطاته الخارجية ,ولكن يبدو ان زيارة العاهل السعودي القصيرة,قد ادت الغرض.

الامور في الدول العربية المستهدفة, خرجت عن السيطرة, التنظيمات الارهابية اصبحت تقض مضاجع الشعوب وحكامها على حد سواء,دول الخليج لم تشعل نار التغيير لكنها كانت الحطب الذي ساعد في اطالة امدها ,احترقت الارض وما عليها,اصبحت جرداء, رعايا بلدان ما اطلق عليه زورا الربيع العربي, يعيشون الغربة بكل قسوتها,هجروا من ديارهم قسرا,اما اولئك الذين لم يستطيعوا المغادرة فإنهم يعيشون حياة الذل والهوان,نعم حدث تغيير ولكنه نحو الاسوأ,فلا ديمقراطية ولا حرية تعبير ,بل ان فرض الرأي الاخر هو السائد وأصبح العديد من الناس يترحمون على ايام زمان.

الجزائر بلد المليون شهيد والتي اكتوت بنيران الاخوان قبل غيرها, لكنها ببسالة جيشها ووعي ابنائها استطاعت ان تفوت الفرصة على الفئة الضالة اولئك الذين يدعون الاسلام وهم بعيدون كل البعد عن تعاليمه السمحاء فتصرفاتهم اوحت الى كل ذي بصيرة بان هؤلاء,مكونات هلامية في صورة بشر لا تمت الى بني ادم بأية صلة بل تناصبهم العداء وتقضي على اكبر عدد منهم.

زيارة السيسي الى الجزائر التي لم تطاولها مؤامرات التغيير المتمثل في القتل والتهجير والسلب والنهب, جاءت لتؤكد على مدى اهمية الجزائر في لعب دور من شانه محاربة الفكر التكفيري المستجد على المنطقة, لقد ضرب الاخوان في مصر وصنفوا تنظيما ارهابيا ,زيارة السيسي الى الجزائر يعتبرها الكثيرون محاصرة للإخوان في ليبيا, الذين لم يتركوا السلطة رغم انتهاء صلاحيتهم بل متشبثون بها الى اقصى حد ويعضون عليها بالتواجد,انها فرصتهم الاخيرة وهم يعلمون انهم عن قريب الى زوال رغم تنظيماتهم الميليشياوية,ليبيا في عهدهم اصبحت دولة مصدرة للإرهاب, عملية الكرامة التي يقودها العسكر, اربكتهم, ومن المؤكد انهم لن يحصدوا المقاعد المرجوة لاستمرار تسلطهم ,بل سيجدون انفسهم مشدوهين غير قادرين على التلاعب بمصير الشعب الليبي.

السيسي رغم انه لم يتطرق الى الاحداث في سوريا,قد يكون ذلك بفعل مساعدات آل سعود وبقية دول الخليج الفارسي إلا انه ولا شك يتطلع الى ان تلعب مصرا دورا محوريا في المنطقة وإعادة الدور الريادي لمصر, فلا عرب بدون مصر,والحقيقة التي يعرفها الجميع ان هيبة العرب ضاعت منذ اختطاف مصر ودخولها اسطبل داود”كامب دايفيد” وعقدها اتفاقية العار مع كيان العدو.

كلنا امل في ان يستجمع العرب قواهم وتضميد جراحهم وإعادة تفعيل دور الجامعة العربية,لعل الاحداث الدامية تحرك في العرب النخوة لتوحيد صفوفهم ,على مدى التاريخ المعاصر هناك دول عربية لها وزن وهي, السعودية مصر الجزائر سوريا والعراق.ومن ثم سحب البساط من تحت اقدام "الدول” التي ظهرت فجأة الى السطح بفعل غياب الكبار, وسيعود هؤلاء الاقزام " قطر الامارات وغيرهما” الى سابق اماكنهم,فلولا حماية الغرب لهم لكانوا في عداد المداس عليهم بسنابك خيول شعوبهم.