الإرهابيّون تحت المجهر الأمني والمراقبة في أوكارهم
إبتسام شديد
يجمع العديد من العارفين في الشأن الأمني بان المرحلة الأمنية التي تمر بها البلاد لم تصل رغم وقوع تفجيرين ارهابيين في اسبوع واحد الى المستوى الذي وصلت اليه المرحلة الماضية من حيث الخطورة وانفلاش الأمور بشكل يصعب ضبطه، فالتفجيرات الماضية تميزت وفق هؤلاء بسهولة الوصول الى الهدف المحدد سواء كان في عمق الضاحية الجنوبية او في محيط السفارة الإيرانية، في حين ان التفجيرات منذ الانفجار الذي طال حاجز الجيش اللبناني في عرسال الى تفجير ضهر البيدر او تفجير الأمس في الطيونة تميز بانكشاف أمر الانتحاريين الذين تعرفت اليهم القوى الأمنية وتمكنت من منعهم من الوصول الى اهدافهم من دون ان تتمكن عن ثنيهم من الكبس عن "الزر التفجيري” وانتحار انفسهم والمجموعة الأمنية التي تحيط بهم.
واللافت كما تقول اوساط متابعة للملف الامني ان الانتحاريين في التفجيرات ألأخيرة ومع اكتشاف أمرهم كان يظهر عجزهم وارباكهم، وهذا ما أكدته التحقيقات والغوص في التفاصيل المرافقة لعملية التحقيق في هذه الحالات.
على ان العامل الأهم في كل ذلك يتميز في حجم العبوة المعدة للتفجير والتي تبين في الحالات المذكورة انها لا تصل الى الثلاثين كيلوغراما من المتفجرات مما يدل على تقشف المخططين في استعمال العبوات إما لأنهم غير قادرين على توفير الذخائر بسبب الحصار الأمني عليهم وطريق الوصول الآمنة الى منابع الاسلحة والذخائر والمتفجرات، واما بسبب الأخطاء التي بات يرتكبها الانتحاريون في الوصول الى اهدافهم.
ومن هنا تفسر الأوساط التطمينات التي بثها رئيس الحكومة تمام سلام او قائد الجيش جان قهوجي ومحاولات التهدئة وتطمين الرأي العام بأن الوضع الأمني لم ينحدر بعد الى الهاوية رغم كل السوداوية والدراماتيكية التي ترافق كل انفجار او عمل انتحاري، فالواضح ان الأجهزة الأمنية هي على درجة عالية من التأهب والجهوزية، والضاحية الجنوبية التي يتولى امنها حزب الله بالدرجة الأولى الى جانب القوى الأمنية وبالتنسيق مع المعلومات ومخابرات الجيش محصنة الى حد كبير، في حين جرى تعزيز وإعادة تحصين المواقع العسكرية وألأمنية بعد ورود معلومات تحذر من وقوع عمليات إغتيال سياسية وعمليات تفجير.، وبات في حوزة - الاجهزة الامنية لوائح طويلة وسرية بأسماء مطلوبين وارهابيين هم تحت المراقبة من فترة طويلة.
ولكن اذا كانت ساعة الصفر تم تحديدها بالنسبة للارهابيين وانطلقت كما تؤكد الأوساط على توقيت الساعة العراقية وسيطرة داعش على جزء كبير من الاراضي العراقية، فليس بالضرورة ما يجري في العراق مرشح لتكرار نفسه في لبنان، فالمشهد اللبناني لا يشبه ما يحصل في العراق او في سوريا ولا يمكن ان يتحول الى سيناريو مماثل بسبب البيئة اللبنانية التي تضم كل الشرائح والطوائف والتوزيع الديمغرافي وتداخل اللبنانيين في مجتمعهم وحياتهم المشتركة، ولكن للمشهد العراقي ترددات مؤكدة في الداخل اللبناني وهذا ما تعرفه القوى السياسية والأجهزة الأمنية التي تسعى الى ضبضبة الوضع وعدم انفلاشه. واذا كانت التوقعات ان تلجأ الخلايا النائمة الى اعادة تفعيل عملها ونشاطها الارهابي، هذا لا يعني بحسب الاوساط ان لبنان سيعود الى مرحلة التفجيرات التي سبقت تشكيل الحكومة وخطورتها او حدتها ومرد ذلك كما تقول المعلومات الى جملة معطيا تجعل لبنان محصناً اكثر من قبل.
وبحسب الأوساط فان الاستقرار اللبناني مطلب خارجي اساسي، وثمة قرار دولي بحماية لبنان وتحصينه لعدم تحويله الى ساحة تشبه العراق او سوريا، بدليل الدور الفاعل الذي تقوم به الاجهزة الدولية والمخابراتية التي تقوم بتزويد لبنان بالمعلومات والتقارير التي تؤدي الى ضبط الارهاب ووضعة تحت السيطرة. من جهة ثانية فان التنسيق بين اجهزة الدولة يبدو افضل حالاً في السياسة تؤكد الاوساط بعدما جرى تجاوز الخصومة السياسية في أواخر المرحلة الماضية لمحاربة الأخطبوط الارهابي ومنع تمدده على الساحة اللبنانية.
من جهة ثانية فان الواضح والثابت تضيف الاوساط ان الارهابيين ليسوا عاجزين لكنهم يعلمون تماماً انهم تحت المراقبة الأمنية وان العين الأمنية ساهرة على المخيمات الفلسطينية ومخيمات اللاجئين، وجرود عرسال وعلى سجن رومية مع ورود المعلومات عن تسلل داعش مؤخراً الى الداخل اللبناني من خلال التطورات الأمنية وما يحدث في البقاع والمناطق الحدودية وجرود عرسال من احداث خطيرة تتوزع بين القتل والإعدامات ومسلسل الخطف او الإعتداء ومعاقبة الناس على طريقة شريعة داعش.