انهيار الارهاب أربك أميركا
مهدی منصوري
تعيش الادارة الاميركية اليوم حالة من التخبط والارباك قد لا يسبق له مثيل في الحياة السياسية الاميركية. خاصة وانها وجدت نفسها امام صورة قائمة وحالكة بحيث صبعت فيها الرؤيا الى درجة ان قراراتها وحول الكثير من القضايا الاقليمية والدولية تبدل بين اللحظة والاخرى بحيث لم يسع المتابع ان يعطي رؤية واضحة لما تريد ان تفعله او تقوم به اميركا من دور في هذه الازمات.
ففي الوقت الذي أدرك واذعن فيه المجتمع الدولي ان حل النزاعات لايمكن ان يتم من خلال الحروب والاقتتال، ولذلك اخذ يبذل جهده وسعيه بالاندفاع نحو حل النزاعات بالطرق السلمية من خلال الجلوس على طاولة الحوار والوصول الى اتفاق بين الاطراف المتنازعة لتنجب البلدان والمنطقة والعالم المزيد من اراقة الدماء وغيرها من المشاكل التي تترتب على ذلك.
ولكن واشنطن وفي خضم هذا الحشد الدولي نجد انها تريد ان تسير عكس التيار وبصورة ممجوجة وغير مقبولة حتى لاصحاب القرار فيها. وقد تكون من الطبيعي لاميركا وحلفائها ان يلفهم التخبط والارباك خاصة وانهم قد ساهموا مساهمة فعالة في اشعال المعارك والاحتقانات الداخلية في البلدان خاصة العراق وسوريا من خلال زخ العديد من الارهابيين القتلة وبدعم لوجستي ومالي وبشري لا محدود بهدف اسقاط الانظمة ومجيء بانظمة تتماشى مع سياستهم واستراتجيتهم التي رسموها للمنطقة. لكنهم لم يفكروا مليا بان هذا الامر لا يوصلهم الى هدفهم المنشود، لان الشعوب الواعية المدركة ستقف صامدة من اجل افشال حالة التامر التي تستهدف سيادتها واستقلالها. وبذلك صمدت ههذه الشعوب وبصورة مذهلة بحيث وضعت كل الذين يريدون استعبادها واذلالها والتعدي على حقوقها وسياستها في الزاوية الحرجة وافشلت كل مخططاتهم الاجرامية.
لذا وفي ظل حالة الاحباط الكبير لواشنطن فهي اليوم تعاني حالة من الضبابية في القرار ففي الوقت الذي تعلن فيه انها تدعم الحلول السلمية للنزاعات خاصة في سوريا، الا انها تضع بعض الشروط التعجيزية من اجل ان لا يتحقق هذا الامر سلميا، وفي الجانب الاخر تعلن انها سترسل قوات عسكرية برية الى المنطقة من اجل محاربة الارهاب الى جانب المعارضة السورية المعتدلة والتي هي في الواقع وكما اعلنت عنها روسيا بانها وهمية، بحيث عبرت الاوساط الاعلامية والسياسية ان واشنطن وبعد ان اثبتت روسيا قدرتها على دحر الارهاب من خلال الضربات المتتالية التي وضح اثرها على واقع الارهابيين، فان اميركا تريد وبارسال قواتها ان تحقق امرين الاول ان يكون لها موطأ قدم في المنطقة، وثانيا لكي تدعم الارهاب من اجل الاستفادة منه في الحصول على امتيازات مستقبلية. والا واذا كانت اميركا جادة في حرب الارهاب كما تدعى فان طيران التحالف الذي ضم 83 دولة كان حريا به ان يقوم بهذا الدور الا انه لم يستطع ان يحقق هذا الغرض،اذن فكيف يمكنها بارسال عدة جنود ان تحقق هذا الهدف؟ وهي وحليفاتها في المنطقة يدركون جيدا ا ن انهزام داعش بات على الابواب وانهم يفقدون من عناصرهم الكثيرين بين قتيل ومجروح واسير وهارب.
اذن فان اللعبة الاميركية الجديدة لايمكن ان تنطلي على احد بعد اليوم خاصة وان الاتجاه العام هو اسكات اصوات الحرب والنزاعات والذهاب الى الحلول السلمية التي قد تكون الطريق الوحيد الذي يعيد ليس فقط للمنطقة بل للعالم امنه واستقراره.