اميركا تغرق في بحر الفضائح
يوم اعلنت داعش عن وجودها في سوريا والعراق لم تخطف الانظار كثيرا حولها كأية مجموعة ارهابية وما اكثرها يوم ذاك لكن مع تقادم الايام وبروز دمويتها الفظيعة ووحشيتها الكاسرة بدأت التساؤلات تزداد عن ماهية وخلفية هذا التنظيم الجهنمي وارتباطاته لانه سرعان ما انتشر كالاخطبوط في دول شرق آسيا وحتى عمق القارة الافريقية وهنا انفجرت العلامة الفارقة ودخل التنظيم تحت طائلة التساؤل الكبير بان اتساع رقعته وبهذه السرعة اللافتة التي تحتاج الى امكانات دول كبيرة واموال طائلة وتخطيط مدروس تخرجه عن كونه تنظيم محلي او واجهة لتيار "سياسي اسلامي" كغيره في الساحات الاسلامية وكان الاكثر جدلا هو من يقف وراء هذا التنظيم ومن يموله ويخطط له ليعلن عن حضوره العلني في اكثر من ساحة وفي آن واحد.
غير ان جرائم وممارسات هذا التنظيم البشعة والمروعة الى ابعد الحدود وكذلك الدول التي احتضنتها وقدمت لها المال والسلاح والعبور وهم مشهورون بذيول اميركا في المنطقة، كشف كوضح النهار ودون ادنى شك ان هذا التنظيم مجرد ادات وواجهة لمشروع استخباراتي دولي واقليمي بقيادة اميركية، ينفذ ما يوكل اليه ولم يحمل اية صيغة اسلامية وافعاله المقيتة والتي هي في غاية الوحشية واللاانسانية دلالة على ذلك.
هذه الصورة كانت واضحة للعيان عن داعش ومن يقف خلف داعش ولم تغب عن اذهان الناس والشعوب الواعية لكن ربما بقيت هذه الصورة غامضة لدى بعض السذج والسفهاء ومن هم في دائرة التآمر الاقليمي لخدمة للمشروع الصهيواميركي بان هذا التنظيم مجموعة جهادية نشأت في رحم اناس تبنوا هذه الافكار محليا ولا علاقة لهم بالخارج. لكن تحركاتهم في الساحات العربية الاسلامية اثبتت انهم يتحركون وفقا لارادة الخارج وتامين مصالحه وفي نفس الوقت يضرون بمصالح شعوبهم وبلدانهم ويوغلون بدمه بابشع الصور بذريعة انهم يوهمون انفسهم والمجتمعات ببناء دولة الخلافة الاسلامية المزيفة لان الاسلام المحمدي الاصيل يعتبر هتك حرمة الانسان المسلم اعظم من حرمة الكعبة فكيف بسفك دمه!!
لكن ما ازاح الستار و ازال الشك نهائيا و وضع اميركا في الواجهة على انها هي من تقف وراء ازمات المنطقة و حروبها و انتقال الدواعش من سوريا الى اليمن مشرفا عبر طائرات الدول الحليفة لها في المنطقة و ما كان ليتم لولا الرضى الاميركي الذي يدعي ليل نهار بانه يحارب داعش في تحالف دولي يضم 60 دولة منذ اكثر من سنة دون ان يحقق أي مكسب على الارض.
فبعد الضربات الساحقة لعاصفة السوخوي في سوريا و الذي تزامن مع تحرك ارضي في الميدان, اشتد الوطيس على داعش و باتت في دائرة الابادة لذلك اوعزت اميركا لذيولها في المنطقة للتحرك لتحقيق هدفين: الاول انقاذ داعش من الموت الحتمي و الثاني انقاذ السعودية و تحالفها الشيطاني الذي بات يترنح في الرمال اليمنية و قد تكبد المزيد من الخسائر الجسيمة في الرجال و المعدات و لم تعد تقوى الوقوف على قدميها بل تفر من موقع الى موقع و ان قواتها داخل الاراضي السعودية هي الاخرى تلوذ بالفرار تاركة اسلحتها و مواقعها لذلك كانت بحاجة ماسه لهولاء الدواعش التي اوعزت اميركا بارسالهم الى اليمن و هذا ما اكدته مصادر عسكرية سورية ويمنية بان اربع طائرات اثنان تركية واخرين قطرية و اماراتية نقلت على متنها 500 داعشي من تركيا الى عدن على ان يتوزعوا في ثلاثة محاور هي مأرب و باب المندب ومحاقظتي جازان وعسير على أمل ان ينقل المزيد من هولاء الدواعش الى عدن لاحقا, لكن فات هولاء الحمقى ابتداءا من سيدهم الاميركي و انتهاءا بهم بان استقدام هولاء المارقين الارهابيين لن يغير المعادلة في اليمن و لو كان باستطاعة هولاء الجبناء تغيير المعادلة لما فروا من تركيا بحثا عن ملجأء يأويهم, لكننا نقول لاميركا ان هذه التحركات الميتة لن تسعفها و لم تسعف ذيولها بل ستغرقها في بحر من الفضائح.