طهران: لم نكشف بعد عن ترسانتنا العسكرية وتواجدنا في سوريا يحظى بجوانب ستراتيجية
طهران - كيهان العربي:- أكد نائب قائد قوات حرس الثورة الاسلامية العميد حسين سلامي ان الجيش السوري باشر بإعادة تأهيل صفوفه منذ عدة اشهر، واشار الى ان رفع ايران عدد مستشاريها العسكريين في سوريا جاء بطلب من الجيش السوري، محذرا من ان ايران لم تعرض بعد مخازنها العسكرية الكبيرة والمتطورة.
واضاف سلامي: ان العمليات العسكرية الجوية على مواقع المسلحين تحتاج الى دعم بري، ولذلك فان الجيش السوري بدأ عمليات برية واسعة، وبدعم من القوات الجوية الروسية.
ونوه الى ان هذه العميات ستشهد تحولا استراتيجيا خلال الايام المقبلة، حيث تغيرت المعادلات والموازنات الميدانية، والجيش السوري في حالة تقدم، معتبرا ان دور الغارات الروسية تراجع الى حد ما، لكنها ماتزال لها وقعها اللازم على الارض.
ورفض سلامي التحليلات التقليدية للدور الروسي في سوريا على خلفية وجود تحالف روسي - سوري، او المنافسة بين روسيا واميركا، وقال: روسيا توصلت الى حقيقة انها اذا لم تواجه الجماعات الارهابية خارج حدودها اليوم فانها ستضطر الى مواجهتها غدا داخل حدودها، خاصة وان 20% من قيادات داعش هم من آسيا الوسطى والقوقاز وباكستان وافغانستان، عبر تركيا وسوريا.
واتهم العميد سلامي الولايات المتحدة وبعض الدول الاوروبية والاقليمية بالسعي لاسقاط النظام السوري، واعتبر ان التحولات في سوريا صراع بين جبهتي الاستكبار والمقاومة، واميركا تريد بعد سوريا ان تتحرك نحو العراق وسائر البلدان ومنها ايران، لكن لم تتحقق حتى الان مخططاتها، والنظام السوري مازال مستقرا.
واكد ان الشعوب الاسلامية هم ركاب سفينة واحدة، وان العدو يريد تفتيت العالم الاسلامي، وان يوجد تقسيما عميقا في العالم الاسلامي، ونحن في المقابل نريد ضمان القوة والثبات السياسي والنفسي والاقتصادي والعسكري للحكومة السورية، وقدمنا الدعم للنظام السوري منذ بداية الازمة في هذا البلد الذي يرابط في الخط الامامي لمقارعة اميركا والكيان الصهيوني.
ووصف نائب قائد قوات حرس الثورة الاسلامية العميد حسين سلامي دور ايران في سوريا بانه استراتيجي عملياتي تكتيكي وتقني، واضاف: نحن بالاضافة الى الدعم السياسي للحكومة والشعب السوري، نقدم خبراتنا العسكرية الى قيادات الجيش السوري، ليستفيدوا منها في عملياتهم العسكرية، كما نساعد الجيش السوري في اعادة تأهيل صفوفه وتجديد امكانياته من الناحية البنيوية والتعليمية والقوى الانسانية، كما قمنا بتأسيس التعبئة الشعبية على اساس التجربة الايرانية المماثلة لمساعدة الجيش.
وفي جانب اخر من حديثه اكد سلامي اهمية الساحة العراقية وتحولاتها لإيران لانها تقع ضمن المخطط الاستراتيجي الذي يدبره الاعداء لسوريا، لكن الان مبادرة الهجوم هي بيد القوات العراقية من جيش وحشد شعبي.
وحول قدرات ايران العسكرية لدعم جبهة المقاومة في مواجهة جبهة الاستكبار قال نائب قائد قوات حرس الثورة الاسلامية: بعد الحرب تمثلت استراتيجيتنا في تقوية البنية الدفاعية لمواجهة تحالف عالمي واقليمي، وعلى هذا الاساس، نسعى لرفع مستوى قدراتنا العسكرية والردعية، واليوم صواريخنا يبلغ مداها 2000 كيلومتر، وقابلة للسيطرة منذ انطلاقها وحتى لحظة اصابتها للهدف، وقمنا بعرض اقدم انواع الصواريخ لدينا، لكننا لم نعرض بعد مخازننا الكبيرة والمتطورة، حيث الوقت لم يحن لنكشف عن مستودعات صواريخنا الحديثة والمتطورة.
وصرح نائب القائد العام لحرس الثورة الاسلامية بان اميركا كانت تسعى وراء اجراءات متدرجة لجر التطورات بعد سوريا الى لبنان وحتى ايران.
واشار الى العدوان السعودي على اليمن كجزء من الجغرافيا الواسعة لمواجهة نظام الهيمنة للثورة الاسلامية، مؤكدا بان السعوديين الان امام حرب استنزاف لا نتيجة منها ولا منطق محددا لها وهي تستنزف قدراتهم وتفقدهم تركيزهم على دعم الارهابيين التكفيريين في سوريا والعراق واثارة الفتن في لبنان.
وفي الرد على سؤال حول السبب في ارتفاع عدد الشهداء الايرانيين في الدفاع عن حرم اهل البيت (ع) في سوريا خلال الايام الاخيرة قال، اننا نولي اهمية استراتيجية واستثنائية لسوريا، اذ ان اجزاء كثيرة من العالم الاسلامي وسوريا مرتبطة بامننا القومي، لذا فان تواجدنا في سوريا يحظى بجوانب استراتيجية فضلا عن العقائدية.
واضاف نائب القائد العام للحرس الثوري، انه لو تركنا سوريا لوحدها امام الارهابيين التكفيريين، فانه علينا التصدي لهم في نقاط اخرى، لذا فانه وقبل عدة اشهر حيث وضعت الدولة السورية في جدول اعمالها اعادة هيكلة جيشها بمساعدتنا فقد طلبت منا مستويات استشارية لعمليات كبرى، لذا فان تدريب هذه الوحدات كان بحاجة الى زيادة تواجدنا الاستشاري لان الجيش السوري كان منهمكا بعملياته الميدانية وبناء عليه فقد ازداد تواجدنا كمّا ونوعا.
واشار العميد سلامي الى اوضاع العراق وقال، ان العراق هو كذلك بالضبط في ذات الخارطة والاستراتيجية التي فيها سوريا وبقدر ما نشعر بالحساسية تجاه التطورات في سوريا فاننا نشعر بذلك تجاه تطورات العراق ايضا، وينبغي على العراق التقدم في اتجاه المزيد من قمع الارهابيين وان يطهر ارضه من دنسهم.
واضاف، اننا نشهد اليوم تصعيد الهجوم على التكفيريين في العراق واصبحت زمام المبادرة الان بيد قوات الجيش والحشد الشعبي والامر على هذا المنوال في سوريا ايضا.