ما حل بالعراق لا ينقذه اعتراف بلير
مهدي منصوري
من مهزلة الدهر ان باتي اليوم رئيس وزراء بريطانيا السابق توني بلير وبعد مرور 12 عاما على اسقاط الطاغية المقبور صدام لبعتذرعن الاخطاء الي ارتكبت خلال الحرب التي قادتها واشنطن في العراق عام 2003، وكذلك ليوضح أمرا لم يكن خافيا على احد الا وهو ان "المعلومات الاستخبارية التي تلقتها بريطانيا عن العراق كانت خاطئة وكاذبة" .
ان اعترافات بلير ورغم كونها جاءت متاخرة وبعد خراب البصرةة كما يقولون، الا انها تضع العالم اجمع امام حقيقة طالما ارتمت خلفها هذه الدول وهو الادعاء الكاذب بالديمقراطية والدفاع عن الحريات وغيرها من الالاعيب والتي تريد من خلالها تحقبق مصالحها فقط دون النظر الى ما يترتب من تداعيات على اخطائها التي ترتكبها بحق الشعوب اثناء استخدام اساليب لااخلاقية وبعيدة عن الانسانية عندما تريد تحقيق اهدافها ومصالحها الاجرامية. والا ماذا ينفع الاعتذار عن الاخطاء التي ذكرها بلير والذي اوصل ليس فقط العراق بل المنطقة الى ما هي عليه اليوم .
وماذا يفيد الشعب العراقي الذي عانى الامرين والذي ذاق الويلات ابان الاحتلال الاميركي الغاشم وما يعانيه اليوم من البديل الذي صنعته واشنطن لكي يكمل مشوارها الخاطئ من اجل ان يحقق لها اهدافها بالنيابة وهو تنظيم داعش الارهابي ومن قبله القاعدة.
ان الاخطاء التي يتحدث عنها بلير قد كلفت العراقيين مالايمكن تصوره اواحصاؤه لانها اعادتهم الى الوراء لاكثر من قرن من الزمان يسبب السياسات الهوجاء التي وضعتها واشنطن لتجعل من هذا البلد مركزا للصراعات والنزاعات ولمدة لا يعلمها الا الله. مما قد يترك اثاره السيئة على مجمل حياة العراقيين والذين ذاقوا ولازالوا يذوقون مرارتها في حياتهم.
ولذا فان اعتراف بلير هذا قد وضع العالم اجمع امام صورة لايمكن السكوت او الاغماض عنها خاصة الامم المتحدة والمنظمات الحقوقية والانسانية الدولية امام مسؤولياتها الكبرى في الدفاع عن الشعوب التي تقهر وتستعبد على يد الديمقراطيات الغربية الكاذبة والزائفة، وكذلك فان اعترافات بلير هذه قد تفتح ايضا الافاق امام العراقيين الذي لحق بهم الضرر جراء الغزو الاميركي الاجرامي وماتلاه من تبعات مؤلمة وقاسية وكان قصب السبق فيها لليد الاميركية الاثمة ،ان يلجأوا بدورهم الى المنظمات الدولية من اجل ان يضعوا اميركا في قفص الاتهام لانها فضلا عن كونها اعتبرت دولة عدوانية وليست محررة كما خدعت العالم بمعلوماتها التي لم ولن ترقى الى الواقع وحسب شهادة ليس بلير وحده بل كل الدول التي وقفت الى جانب اميركا آنذاك.ولدعمها اللامحدود للارهاب الذي اخذ يمعن في قتل وتدمير هذا البلد وابنائه وبصورة وحشية غير معهودة.